حصل المبعوث الدولي كوفي انان في طهران على دعم القيادة الايرانية لجهوده لحل الازمة السورية، في وقت تتجه سفن حربية روسية الى مرفأ طرطوس السوري، في مؤشر جديد لدعم موسكو للنظام السوري. في هذا الوقت، جدد المجلس الوطني السوري المعارض عشية زيارة رئيسه عبد الباسط سيدا لموسكو تمسكه برحيل الرئيس بشار الاسد قبل البحث باي مرحلة انتقالية. وفي سياق تداعيات الازمة السورية على الساحة اللبنانية المجاورة، شهدت الحدود اللبنانية الشمالية بعد منتصف ليل الاثنين تبادلا لاطلاق النار بالاضافة الى سقوط قذائف داخل الاراضي اللبناني من الجانب السوري، الامر الذي دانته وزارة الخارجية الفرنسية. في طهران، اعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي عقب مباحثات مع انان الثلاثاء "اننا ننتظر من انان ان يواصل تحركه حتى النهاية لاعادة الاستقرار والهدوء في سوريا والمنطقة". واكد صالحي ان "ايران جزء من حل" الازمة السورية منتقدا، من دون ان يسميها، الدول الغربية والعربية التي تعزل طهران في هذا الملف. وجدد الموفد الدولي الذي زار طهران الثلاثاء بعد دمشق، وانتقل منها الى بغداد للقاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الامل في اشراك ايران في البحث عن حل في سوريا. وحذر انان في مؤتمر صحافي مقتضب مع صالحي ان "هناك خطرا ان تخرج الازمة السورية عن السيطرة وتمتد الى المنطقة"، معتبرا ان "بامكان ايران ان تلعب دورا ايجابيا". وكان انان اعلن امس انه اتفق مع الاسد على طرح من اجل وقف اعمال العنف سيناقشه مع "المعارضة المسلحة". ودعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الثلاثاء الى اجتماع جديد ل"مجموعة العمل" حول سوريا، موضحا ان بلاده لا تعارض ان تستضيف جنيف مثل هذا الاجتماع. وقال بوغدانوف ان موسكو تاسف "لغياب ايران والسعودية وهما دولتان لهما تاثير كبير على الوضع (في سوريا) عن اجتماع جنيف نتيجة لمواقف بعض شركائنا"، معربا ايضا عن امله في مساهمة دبلوماسية للبنان والاردن البلدين المجاورين لسوريا. وفي 30 حزيران/يونيو، اتفقت مجموعة العمل التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) بالاضافة الى تركيا وممثلين لدول في الجامعة العربية في جنيف على اسس عملية انتقالية في سوريا اقترحها انان وتقضي خصوصا بتكشيل حكومة تضم وزراء من الحكومة الحالية ومعارضين. واعلن المجلس الوطني السوري في بيان الثلاثاء ان عبد الباسط سيدا سيؤكد خلال لقائه المسؤولين الروس "على رحيل راس النظام وزمرته الحاكمة قبل بدء أي مفاوضات لترتيب انتقال السلطة"، مشددا على دعم الجيش السوري الحر "بكافة أشكال الدعم بصفته أحد أذرع الثورة". وكان سيدا دعا امس الاثنين روسيا الى وقف تسليح النظام السوري اذا ارادت "الحفاظ على علاقات جيدة مع الشعب السوري". واكد مسؤولون روس كبار في قطاع تصدير الاسلحة الاثنين ان روسيا لن تبيع اسلحة جديدة الى حليفتها سوريا الى حين استقرار الوضع في البلاد. وغادرت الثلاثاء مجموعة من السفن الحربية الروسية ميناء سيفيرومورسك شمال غرب روسيا متجهة الى ميناء طرطوس، القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في المتوسط، كما افادت وكالة انباء انترفاكس الروسية. وصرح مصدر رفض كشف هويته للوكالة ان الرحلة "لا علاقة لها بتصاعد التوتر في سوريا". ميدانيا، شهدت دمشق الثلاثاء اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، فيما تواصل قصف الاحياء الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية في مدينة حمص خصوصا جورة الشياح. وحصدت اعمال القصف والاشتباكات في مناطق مختلفة اليوم 13 قتيلا بينهم سبعة مدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وشهدت العاصمة مجددا اشتباكات الثلاثاء تلتها حملة مداهمات واعتقالات في بساتين حي القدم. واشار المرصد الى تجدد القصف على احياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية في مدينة حمص في وسط سوريا من "القوات النظامية التي تحاصر هذه الاحياء الثائرة في محاولة للسيطرة عليها". على الحدود اللبنانية الشمالية، اعلن الجيش اللبناني ان "تبادلا لاطلاق نار وقع اعتبارا من منتصف الليلة الماضية وعلى فترات متقطعة (...) في منطقة وادي خالد بين القوات السورية وعناصر مسلحة، تخلله سقوط عدد من القذائف داخل الاراضي اللبنانية، ووقوع اصابات في صفوف المواطنين". وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" من جهتها ان السلطات السورية احبطت ليل الاثنين الثلاثاء محاولة تسلل "مجموعات ارهابية مسلحة" من لبنان في مواقع عدة من ريف تلكلخ (حمص)، وادت الاشتباكات الى مقتل واصابة عدد من "الارهابيين"، فيما اصيب عنصر من الجهات المختصة بجروح. وياتي هذا الحادث بعد يومين على مقتل شخصين واصابة عشرة آخرين بجروح في تبادل اطلاق نار على جانبي الحدود وانفجار في منطقة وادي خالد، تزامن مع اعلان الاعلام السوري عن "محاولة تسلل" انطلاقا من لبنان قتل فيها عشرات "الارهابيين". ودانت باريس وواشنطن تعرض الاراضي اللبنانية لسقوط قذائف مصدرها سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الثلاثاء ان "فرنسا تدين اطلاق قذائف سورية على الاراضي اللبنانية واعمال العنف المتكررة التي حصلت في الايام الاخيرة على الحدود السورية اللبنانية". وتابع ان "فرنسا تدعو سوريا الى احترام السيادة اللبنانية وسلامة اراضي لبنان انسجاما مع قرارات الاممالمتحدة"، مبديا دعم بلاده ل"قرار مجلس الوزراء اللبناني تعزيز انتشار القوات المسلحة اللبنانية على الحدود لضمان امن الاراضي اللبنانية وسكانها". وكانت السفيرة الاميركية في بيروت لورا كونيلي عبرت عن قلق بلادها من التصعيد الاخير على الحدود اللبنانية السورية. وتواصل القوات السورية مناوراتها العسكرية التي استخدمت فيها صواريخ حقيقية، بحسب وكالة سانا التي نقلت عن وزير الدفاع السوري داود عبد الله راجحة قوله ان بلاده لن تسمح "للارهاب في الداخل وللاعداء في الخارج" بالنيل من صمودها.