اصدر الرئيس السوري بشار الاسد السبت مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة، في حين ارتفع الى 15 عدد القتلى الذين سقطوا اليوم في اعمال القصف والاشتباكات التي تركزت في دير الزور (شرق) ودرعا (جنوب) وحمص (وسط) وريف دمشق. واعلن الرئيس التركي عبد الله غول ان طائرة "اف-4" التركية التي اسقطتها الدفاعات الجوية السورية الجمعة قد تكون اخترقت الاجواء السورية. واعلن التلفزيون السوري ان الاسد اصدر المرسوم 210 الذي يتضمن اسماء التشكيلة الحكومية الجديدة برئاسة رياض حجاب. واحتفظ كل من وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين، وكذلك وزيرا الدفاع العماد داوود راجحة والداخلية اللواء محمد ابراهيم الشعار بمناصبه، في حين عين عمران الزعبي وزيرا جديدا للاعلام. وتم استحداث حقيبة وزير دولة لشؤون المصالحة الوطنية حيث كلف بها علي حيدر، وهي الاولى من نوعها في تاريخ الحكومات السورية. وكان الاسد كلف حجاب العضو في حزب البعث، في السادس من حزيران/يونيو تشكيل الحكومة الاولى بعد اول انتخابات تشريعية تجري في سوريا على اساس الدستور الجديد الذي اقر في استفتاء عام وأصبح نافذا اعتبارا من 27 شباط/فبراير الماضي. وحصل حزب البعث على الغالبية البرلمانية في الانتخابات التي جرت في السابع من ايار/مايو التي انتقدها الغرب كما لم تعترف بها المعارضة السورية. ولم تكن الحكومة تعتبر مستقيلة عند اجراء انتخابات تشريعية جديدة وتشكيل مجلس جديد للشعب بموجب الدستور القديم. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 15 شخصا في سوريا السبت غالبيتهم من المدنيين. ولفت في بيانه الى ان خمسة مواطنين قتلوا في محافظة حمص بعد منتصف ليل الجمعة السبت حيث تتعرض احياء عدة للقصف من قبل القوات السورية التي تحاول السيطرة عليها. وافاد الناشطون ان القصف يطال منازل المدنيين في القصير ودير بعلبة وحي جورة الشياح والرستن وتلبيسة. وفي حماة، قتل ثلاثة اشخاص في اشتباكات بين الجيش ومسلحين. كما قتل ثلاثة اشخاص بينهم طفل في دير الزور حيث لاتزال عدة احياء تتعرض للقصف من القوات النظامية، مع استمرار الاشتباكات العنيفة في بعض الانحاء. وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن برس ان المروحيات تجوب سماء المدينة، في حين استقدم النظام تعزيزات مع استمرار المعارك منذ الجمعة. وفي محافظة درعا (جنوب) قتل مواطن اثراطلاق رصاص من قبل القوات النظامية السورية التي اقتحمت بلدة سحم الجولان وبدات حملة مداهمات في البلدة، كما اقتحمت قوات نظامية سورية مدعمة بالدبابات وناقلات جند مدرعة بلدة محجة وسط اطلاق رصاص كثيف، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق، اعلن المرصد مقتل شاب في مدينة دومااثر اصابته برصاص قناصة. وفي محافظة حلب (شمال)، اعلن المرصد مقتل شخصين في مدينة الباب، احدهما مسلح، في اشتباكات مع الجيش. وفي محافظة حماة (وسط)، قال المرصد ان بلدة كرناز وقرية بريدج تتعرضان لاطلاق نار كثيف من قبل القوات النظامية. ولفت الناشط رمزي الحموي ان الجيش النظامي يقصف بعنف حي "باب حلب" داخل مدينة حماة وذلك بعدما صدت عناصر الجيش الحر المتواجدة في الحي محاولة اقتحام للقوات النظامية واعطبت مدرعة. واضاف الحموي الى ان القوات النظامية دخلت مشاع الاربعين و"قامت باعتقال كل من يفوق عمره 15 عاما". ولم تستطع وكالة فرانس برس التأكد من صحة المعلومات الميدانية. وفي حي المزة في دمشق، تلقت وكالة فرانس برس شريط فيديو من الهيئة العامة للثورة السورية يظهر ما تقول الهيئة انهم "شبيحة النظام"، بعضهم بلباس مدني وهم يقومون بركل المصلين بعد خروجهم من جامع في حي المزة الدمشقي وضربهم في الشارع بالعصي والايدي واعتقالهم. ولفت عبد الرحمن الى ان "هؤلاء الشبيحة معروفون لدى المرصد بالاسماء وهم من سكان الساحل العلويين الذين يسكنون حي المزة". من ناحيته، اعلن الرئيس التركي عبد الله غول السبت ان الطائرة التركية التي اسقطتها امس الجمعة سوريا انتهكت على ما يبدو لفترة قصيرة المجال الجوي السوري بسبب سرعتها الكبيرة. ونقلت وكالة انباء الاناضول عن غول قوله "عندما تفكرون في سرعة الطائرات لدى تحليقها فوق البحر، فمن الطبيعي ان تمر وتكرر المرور فوق الحدود فترة قصيرة من الوقت". واضاف ان ذلك لا ينطوي على "سوء نية". وتابع غول خلال مؤتمر صحافي"انها امور غير متعمدة تقع بسبب سرعة الطائرات". واكد ان اتصالات هاتفية جرت مع النظام السوري بعد الحادث. وكانت السلطات السورية اقرت فجر السبت بان دفاعاتها الجوية اسقطت دائرة عسكرية تركية "اخترقت المجال الجوري"، الامر الذي اكده رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وتدهورت العلاقات السورية-التركية سريعا اثر الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد والتي تتعرض لقمع مستمر في منتصف آذار/مارس 2011 موقعة ما يزيد على 15 الف قتيل حتى الآن، ما دفع باردوغان، الذي تستضيف بلاده نحو 30 الف لاجئ سوري، الى دعوة الاسد للتنحي. وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية السبت ان السعودية مستعدة لدفع رواتب "الجيش السوري الحر" بغرض تشجيع الانشقاقات في صفوف الجيش السوري النظامي وزيادة الضغوط على النظام في دمشق. واضافت الصحيفة انه تم اتخاذ هذا القرار بعد محادثات بين ممثلين عن السعودية والاميركيين و"العالم العربي". ونقلت عن مصادر من "ثلاث دول عربية" قولها ان السعوديين وافقوا على ذلك في ايار/مايو الماضي في الوقت الذي بدات فيه الاسلحة تتدفق الى الجيش السوري الحر داخل سوريا عبر الحدود مع تركيا. من جهته، اكد مصدر حكومي اردني في تصريحات نشرت السبت ان عائلة الطيار السوري المنشق العقيد حسن مرعي الحمادة سبقته بدخول اراضي المملكة قبل ايام. وهبط العقيد المنشق بطائرة حربية سورية في قاعدة عسكرية شمال الاردن الخميس ومنحه الاردن اللجوء السياسي.