اعلنت دمشق فجر السبت اسقاط مقاتلة تركية اخترقت الجمعة "المجال الجوي السوري"، مؤكدة بذلك معلومات اوردها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بعد اجتماع ازمة في انقرة. وقال ناطق عسكري لوكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان "هدفا جويا مجهول الهوية اخترق مجالنا الجوي فوق مياهنا الاقليمية (...) فتصدت له وسائط دفاعنا الجوي على مسافة كيلومتر من اليابسة واصابته اصابة مباشرة فسقط في البحر" غرب محافظة اللاذقية. واضاف "تبين لاحقا أن الهدف الجوي كان طائرة عسكرية تركية دخلت مجالنا الجوي وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية". وتابع الناطق العسكري انه "تم التواصل بين قيادتي القوات البحرية في البلدين حيث تقوم سفن البحرية السورية بالاشتراك مع الجانب التركي في عمليات البحث عن الطيارين الاثنين المفقودين". وكان مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن في وقت سابق بعد اجتماع ازمة في انقرة ان المقاتلة التركية التي فقدت الجمعة قبالة السواحل السورية قامت سوريا باسقاطها. واورد بيان لمكتب اردوغان "بعد تقييم معطيات جمعتها المؤسسات المعنية ومعلومات تم الحصول عليها في اطار اعمال البحث والانقاذ، اتضح لنا ان سوريا قامت باسقاط طائرتنا". واضاف البيان ان "عمليات البحث والانقاذ في شان طيارينا الاثنين مستمرة". وتابع ان "تركيا ستعلن موقفها النهائي وستتخذ بعزم الاجراءات الواجب تبنيها حين يتم كشف الحقيقة كاملة حول هذا الحادث". وكانت هيئة اركان الجيش التركي افادت ان "اتصال الرادار واللاسلكي مع احدى طائراتنا التي اقلعت عند الساعة 10,30 (7,30 ت غ) من ملاطية (شرق تركيا) انقطع عند الساعة 11,58 في البحر جنوب غرب محافظة هاتاي (جنوب)" قرب سوريا. وردا على اسئلة وكالة الاناضول قال حاكم ملاطية اولفي ساران ان الطائرة هي مقاتلة من نوع اف-4 وعلى متنها طياران. وتزامن هذا الحادث الذي قد يفاقم تداعيات الازمة السورية مع خروج عشرات الاف السوريين الى الشارع مطالبين باسقاط النظام في يوم دموي جديد سجل مقتل 106 اشخاص، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد ان 59 مدنيا قتلوا في محافظات حمص ودير الزور ودرعا ودمشق وريفها وحلب وادلب واللاذقية فيما قتل ستة منشقين في حمص وحلب وريف دمشق، و26 من الشبيحة في ريف حلب الغربي و15 جنديا نظاميا في حلب وريف حلب ودمشق وريفها وريف درعا وحمص وريفها. واتهم الاعلام السوري الرسمي من جهته "مجموعات ارهابية مسلحة" ب"المجزرة الوحشية" التي وقعت في ريف حلب الغربي. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصادر رسمية في محافظة حلب ان "المجموعات الارهابية المسلحة خطفت عددا من المواطنين وارتكبت مجزرة بحقهم في دارة عزة في ريف حلب ومثلت بجثثهم ونكلت بها"، مشيرة الى ان عملية القتل "الوحشية" تمت بالرصاص. وتظاهر عشرات الالاف في سوريا الجمعة وجوبه العديد من التظاهرات باطلاق نار من قوات النظام. وشملت التظاهرات بلدات وقرى ريف ادلب (شمال غرب) ومحافظات حماة (وسط) وحلب (شمال) ودرعا (جنوب) ودير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق) ودمشق وريفها. ونددت التظاهرات التي جاءت تحت شعار "اذا كان الحكام متخاذلين، فاين الشعوب؟"، "بالصمت العربي والدولي على ما يحدث من مجازر وقتل بحق ابناء الشعب السوري". وقتل منذ بداية حركة الاحتجاج ضد النظام السوري في منتصف اذار/مارس 2011 في اعمال القمع والمواجهات بين الجيش والمنشقين والمسلحين اكثر من 15 الف شخص في سوريا، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة للمرصد السوري. وفي مدينة حمص المنكوبة والمدمرة في وسط البلاد والتي تتعرض لحملات قصف متواصلة منذ اشهر، لا يزال فريق الهلال الاحمر ينتظر في محاولة لدخول الاحياء التي يوجد فيها الاف المدنيين المحاصرين بالقصف والاشتباكات لاجلائهم وتقديم المساعدات لهم. واوضح مدير العمليات في منظمة الهلال العربي السوري خالد عرقسوسي الجمعة لوكالة فرانس برس ان "محاولتي دخول امس بالفشل بسبب عدم تقيد الاطراف بوقف اطلاق النار المتفق عليه"، داعيا "جميع الاطراف الى تجنيب المدنيين ويلات الاقتتال والسماح لفريق الهلال الاحمر بالدخول". واستمرت الجمعة الاشتباكات في محيط حي الخالدية في حمص بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية السورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. دبلوماسيا، طالب الموفد الدولي الخاص كوفي انان المجتمع الدولي بممارسة ضغط اكبر على كل الاطراف في سوريا، داعيا الى اشراك ايران في حل الازمة. وقال انان في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود انه "لم يتم الانتهاء من وضع اللمسات الاخيرة على التحضيرات للاجتماع الدولي المقرر عقده حول الازمة السورية" والذي ذكر انه سيكون في 30 حزيران/يونيو، معربا عن امله في ان تشارك في المؤتمر كل الدول التي لديها نفوذ على اطراف النزاع في سوريا. واضاف ان "ايران يجب ان تكون جزءا من الحل". وتابع "آن الاوان لكي تزيد الدول الضغط" على الاطراف، "لقد آن الاوان للتحرك الان". وكانت بعثة المراقبين التي انتشرت في سوريا بموجب خطة انان للحل اعلنت الاسبوع الماضي تعليق عملها بسبب تصاعد وتيرة العنف. وتنص خطة انان على وقف اعمال العنف وسحب الدبابات من الشوارع وادخال المساعدات الانسانية والاعلام الى كل المناطق والسماح بالتظاهر السلمي واطلاق المعتقلين وبدء حوار حول عملية سياسية انتقالية. ولم يطبق وقف اطلاق النار الذي اعلن بدء العمل به في 12 نيسان/ابريل وانتدب مجلس الامن 300 مراقب للتثبت منه. واعلنت واشنطن ان المشاورات بهدف عقد اجتماع حاسم في جنيف الاسبوع المقبل حول مستقبل سوريا لا تزال مستمرة الجمعة، آملة بتفادي خطر اجراء مشاورات من دون نتيجة ملموسة. واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة انه ابلغ نظيره السوري وليد المعلم بان على دمشق بذل جهود "اكبر بكثير" لتنفيذ خطة انان، وذلك في لقاء على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي. وقال لافروف لشبكة روسيا 24 الاخبارية انه دعا القادة السوريين "الى العمل على تجسيد تصريحاتهم بشان الاستعداد لتنفيذ خطة انان في افعال. لقد فعلوا الكثير بالفعل لكن عليهم القيام باكثر من ذلك بكثير"، مضيفا "على الطرف المعارض ايضا تنفيذ هذه الخطة". وكرر لافروف معارضة بلاده لتشديد الغربيين على رحيل الرئيس السوري بشار الاسد كشرط مسبق لاحلال السلام. واعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة الجمعة من جنيف ان "الوضع الانساني مستمر في التدهور" في سوريا، مشيرا الى ان "التقديرات الحالية تشير الى ان مليونا ونصف مليون شخص يحتاجون الى المساعدة الانسانية"، بينما كانت التقديرات سابقا تشير الى ان العدد هو مليون. ودعت فرنسا الجمعة افراد الجيش والامن السوريين الى الانشقاق، وذلك غداة فرار طيار سوري بطائرته الى الاردن حيث حصل على اللجوء السياسي، واصفة خطوته ب"الشجاعة". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "برفضهم ان يكونوا ادوات القمع الذي ينفذه بشار الاسد، فان هؤلاء المنشقين يستحقون تقديرنا وتقدير الشعب السوري". وكانت الولاياتالمتحدة اعتبرت الخميس انشقاق الطيار عملا شجاعا "ولحظة مهمة" في النزاع بينما قالت وزارة الدفاع السورية ان الطيار "فار من الخدمة وخائن"، متوعدة بمعاقبته. وكرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة "وجوب محاسبة" مرتكبي الفظائع في سوريا "على افعالهم"، وذلك بعد لقائه باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية حول حقوق الانسان في سوريا.