فورت ميد (الولاياتالمتحدة) (ا ف ب) - بدأ الجندي الاميركي برادلي مانينغ المتهم بنقل وثائق الى موقع ويكيليكس بالمثول الاربعاء امام القضاء العسكري في فورت ميد (ماريلاند، شرق) حيث سيحاول محاموه تبرئته من عشر من اصل 22 تهمة. وقد وصل برادلي مانينغ المحلل السابق للمعلومات في العراق، الى قاعدة المحكمة في القاعدة العسكرية، وهو يرتدي بزة زرقاء. وكان هذا الشاب الهزيل جالسا بين محاميه، تحوط به وثائق قبل افتتاح الجلسة التي بدأت بساعة من المناقشات المغلقة بين الطرفين. ومن ناحيته، قال وكيل برادلي مانينغ المحامي ديفيد كومبس للقاضية العسكرية ان الدفاع تسلم 28 من اصل 63 وثيقة طلبها وان التسريبات التي قام بها مانينغ لم تتسبب ب"اي ضرر" ولم يكن لها "اي تأثير". واقر المدعي العام العسكري انه من اصل ما يزيد عن اربعين الف صفحة قدمتها الشرطة الفدرالية حول القضية سلم فقط 8741 صفحة فقط للدفاع. ووجهت الى مانينغ في اواخر شباط/فبراير رسميا تهمة "التواطؤ مع العدو" الذي تم تعريفه بأنه تنظيم القاعدة. وفي نيسان/ابريل، ردت القاضية العسكرية دنيس ليند التماسا قدمه الدفاع عن مانينغ لاسقاط هذه التهمة التي تعد الاخطر من بين 22 تهمة موجهة اليه. ويمثل هذا الجندي البالغ من العمر 24 عاما ابتداء من الاربعاء في اطار جلسة تمهيدية تستمر ثلاثة ايام تسبق محاكمته في المحكمة العسكرية التي تحدد موعدها في 21 ايلول/سبتمبر. وقد يصدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة. وفي التماسين منفصلين، طلب محاموه اسقاط عشر تهم اخرى في اطار القانون الاميركي حول التجسس. ويقولون ان الحكومة استخدمت في ثماني تهم "تعابير مبهمة" عن "حيازة وافشاء معلومات حساسة"، كما قال خبير قانوني في الجيش. والتعابير "المتعلقة بالدفاع الوطني" و"في غير صالح الولاياتالمتحدة او لمصلحة اي بلد اجنبي" هي "مبهمة دستوريا" و"طويلة جدا" بحيث تنتهك التعديلين الاول والخامس للدستور، كما جاء في الالتماس. من جهة اخرى، يعتبر الدفاع عن برادلي مانينغ ان الادعاء لم "يحدد الجرم" المتعلق بتهمتي "الافراط في استخدام" الاذن الممنوح للاطلاع على الشبكة المعلوماتية لوزارة الدفاع. وسيبحث من جهة اخرى في الايام الثلاثة للمحاكمة طلب محامي برادلي مانينغ الحصول على وثائق سرية لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.اي) ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه) ووزارتي العدل والدفاع ووكالات حكومية اخرى يمكن ان تخدم الدفاع. ولم يعلن برادلي مانينغ هل يعترف بالتهم الموجهة اليه ام لا. وهو متهم بنقل وثائق عسكرية اميركية حول حربي العراق وافغانستان و260 الف وثيقة لوزارة الخارجية الاميركية الى ويكيليكس بين تشرين الثاني/نوفمبر 2009 وايار/مايو 2010.ووضعت المؤسسة التي انشأها جوليان اسانج الوثائق على شبكة الانترنت، فأثارت عاصفة دبلوماسية عالمية. ومنذ بداية الجلسات الاولية في كانون الاول/ديسمبر 2011 واحالته على محكمة عسكرية، يسجن برالي مانينغ في سجن ما زال اسمه طي الكتمان قرب فورت ميد، كما قال خبير في وزارة الدفاع الاميركية. وتسببت ظروف حبسه في كوانتيكو قرب العاصمة الفدرالية واشنطن بعد توقيفه في ايار/مايو 2010 بموجة انتقادات وجهت الى الجيش الاميركي في العالم. ثم نقل الى كنساس (وسط).