بنغازي (ليبيا) (رويترز) - انفجرت قنبلة خارج مقر البعثة الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية مساء الثلاثاء في هجوم قد يكون ردا على مقتل ابو يحيى الليبي الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في ضربة شنتها طائرة امريكية بدون طيار. وقال مسؤولون امريكيون وليبيون إن شحنة ناسفة القيت من عربة أمام مقر البعثة في منطقة راقية في وسط بنغازي وانفجرت بعد لحظات وألحقت اضرارا طفيفة ببوابة المبنى دون أن تصيب أحدا. واكدت واشنطن قبل بضع ساعات من الهجوم أن طائرة أمريكية دون طيار قتلت ابو يحيى المولود في ليبيا في هجوم في باكستان. وقال دبلوماسيون امريكيون بعد التفجير إنهم طلبوا من السلطات الليبية تشديد الأمن عند المنشآت الأمريكية. وقال نعمان بن عثمان وهو اسلامي سابق يعمل حاليا خبيرا في شؤون الجماعات المتشددة إن احتمال أن يكون هذا الهجوم ردا على مقتل ابو يحيى احتمال قوي جدا. واضاف أن هناك عدة تصورات ممكنة أحدها أن الهجوم من فعل متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي. وقال إن أنصار القاعدة ربما ارادوا توجيه رسالة إلى الولاياتالمتحدة مفادها أن تكف عما تفعل. وسيحيي التفجير المخاوف بشأن غياب الأمن في ليبيا حيث ما زالت الحكومة الهشة تكافح لاستعادة الاستقرار بعد انتفاضة العام الماضي وما زال بالامكان الحصول بسهولة على اسلحة ومتفجرات نهبت من مخازن القذافي. والهجوم هو الأول الذي تعرضت له منشأة أمريكية منذ الاطاحة بالقذافي. وقال مسؤول أمريكي بالسفارة في طرابلس لرويترز "طلبنا من الحكومة الليبية تشديد الامن حول المنشآت الامريكية." وطوقت قوات الأمن الشارع الذي تقع فيه البعثة الدبلوماسية في بنغازي يوم الاربعاء. وعند مبنى السفارة في طرابلس كان ثلاثة أفراد يقومون بالحراسة لكن لم يكن هناك دليل على تعزيز الوجود الأمني الليبي. وكان من المقرر أن تعقد بعثة تجارية أمريكية اجتماعات بدءا من يوم الخميس في طرابلس وبنغازي لكن لم يتضح ما إذا كانت تلك الاجتماعات ستتم في ضوء ما حدث. وقال أمين سالم عضو غرفة التجارة الأمريكية العربية الوطنية إن بعض أعضاء البعثة وصلوا إلى طرابلس وربما لا يزال من الممكن أن يذهبوا إلى بنغازي. وقال محمد الحريزي المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا إن المحققين توصلوا إلى بعض الخيوط بشأن المنفذ المحتمل للهجوم. واعترف بأن الأمن لا يزال يمثل تحديا للسلطات الجديدة. وقال إنه لا شك في أن الأمن ما زال ضعيفا وربما يحاول البعض استغلال هذا الفراغ. وتوقع خبراء في شؤون الجماعات المتشددة أن يثير مقتل الليبي الذي وصفه مسؤولون امريكيون بأنه ضربة كبيرة للقاعدة بعض ردود الفعل داخل بلده. ورغم انه امضى أغلب حياته خارج ليبيا كان الليبي عضوا في الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا التي خاضت تمردا ضد القذافي في التسعينات وعائلته معروفة في ليبيا. وقال شقيقه ابو بكر القائد لرويترز عبر الهاتف انه لا يعلم شيئا عن هجوم بنغازي. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أنه سيكون هناك رد فعل في ليبيا على مقتله قال "لا أعلم لكن المسلم أخو المسلم." وبنغازي ثاني كبرى المدن في ليبيا وأصبحت محور هجمات على غرار هجمات المتمردين في الشهور القليلة الماضية. وفي 22 مايو ايار ضربت قذيفة صاروخية مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بنغازي مما أدى إلى إحداث فجوة صغيرة في جانب المبنى خسائر في الأرواح. وقبل شهر ألقيت قنبلة على موكب يقل رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا. (إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)