جنيف (رويترز) - قال مسؤول إغاثة كبير في الأممالمتحدة يوم الثلاثاء إن سوريا وافقت على السماح للوكالات الدولية بتوسيع نطاق العمليات الانسانية في البلاد حيث يحتاج مليون شخص على الأقل إلى المساعدة بعد 15 شهرا من الصراع. وأضاف ان الأممالمتحدة ستفتح أربعة مكاتب ميدانية في درعا ودير الزور وحمص وادلب كما تعهد مسؤولون سوريون بتسريع منح التأشيرات لعمال الاغاثة والتصاريح الجمركية للمواد الاغاثية. وقال جون جينج الذي رأس اجتماعا مغلقا لمنتدى العمليات الانسانية في سوريا للصحفيين في جنيف "تم إبرام هذا الاتفاق كتابة في دمشق مع الحكومة هناك. "حرية الحركة والدخول دون عوائق لعمليات الاغاثة الانسانية في سوريا هو لب الموضوع الآن. صدق نوايا الحكومة (السورية) سيكون موضع اختبار في هذه القضية اليوم وغدا وكل يوم." وووفقا لما ذكره الهلال الاحمر السوري شرد ما لا يقل عن نصف مليون شخص داخل البلاد وفقد كثيرون منازلهم. وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان اكثر من 78 الف سوري فروا الى العراق والاردن ولبنان وتركيا. واستضافت الاممالمتحدة المنتدى الانساني بشأن سوريا في جنيف وهو الثالث في سلسلة من المؤتمرات لمحاولة توسعة نطاق الوصول الى الجوعى والمرضى والمصابين المدنيين في سوريا التي تعاني من اعمال عنف متزايدة بعد 15 شهرا من اندلاع انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. ومنعت وكالات الاغاثة التابعة للامم المتحدة الى حد كبير من العمل في سوريا لكنها حاولت لاشهر اطلاق عملية اغاثة كبيرة. ووضعت الخطة بعد مهمة تقييم نفذت مع مسؤولين سوريين في مارس اذار لكن اصابها الجمود منذ ذلك الحين. وقال جينج "ما هو واضح تماما مع وجود مليون شخص في احتياج هو ان هناك فجوة كبيرة بين التحرك الذي نقوم به حاليا وهذه الاحتياجات على الارض." واضاف انه بموجب الاتفاق ستبسط اجراءات منح التأشيرات لعمال الاغاثة من تسع وكالات تابعة للامم المتحدة وسبع منظمات دولية غير حكومية. لكن تصريحاته كانت تتسم بالحذر ورفض ذكر عدد عمال الاغاثة الذين سيتم نشرهم او إعطاء جدول زمني قائلا ان التفاصيل لا تزال خاضعة للنقاش مع المسؤولين السوريين. وقال جينج "حققنا تقدما لكن سيتحدد في الايام المقبلة ما اذا كان يمثل انفراجة." "نريد ان نرى الناس (عمال الاغاثة) على الارض فورا لانه بدون وجود الناس على الارض لن يكون بمقدورك توصيل المساعدات." وستذهب فرق طليعية هذا الاسبوع الى المناطق الاربع التي ستفتح بها مكاتب ميدانية. ومن جانبها قالت كيلي كليمنتس نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للصحفيين "هذا جزء رئيسي متعلق بالجزء في خطة عنان الخاص بالوصول بحرية ودون عائق للمنظمات الإنسانية وعملياتها. "الكلمات على الورق شيء.. وما نحتاج لرؤيته الان هو الأفعال." وقالت كليمنتس ردا على سؤال عما إذا كان التقدم على صعيد تقديم المساعدات يتوقع ان يؤدي الى تحسين الظروف السياسية أو الأمنية "نحن نقول كثيرا كعاملين في المجال الانساني أن المساعدات الإنسانية ليست إسعافات أولية لإيجاد حل سياسي... انها حل على المدى القصير. " وردا على سؤال حول تجنيب المدنيين آثار العقوبات التي تفرضها القوى الغربية على سوريا قالت "هناك دائما 'استثناء' للمساعدة الإنسانية فيما يتعلق بالعقوبات. هذا شيء أتوقع ان يستمر." وطردت الحكومة السورية 17 دبلوماسيا غربيا وقصفت طائراتها الهليكوبتر قوات المعارضة في محافظة اللاذقية الساحلية اليوم بينما يتحدى الأسد الضغوط الدولية لوقف أعمال قمع الانتفاضة ضد حكمه. وشارك فيصل خباز الحموي السفير السوري لدى الاممالمتحدة في جنيف في الاجتماعات المغلقة. ورحب كلاوس سورنسن المدير العام للمكتب الاوروبي للعمليات الانسانية بالاتفاق. وقال للصحفيين في جنيف "الان بات الأمر على وشك الانجاز. ليس لدينا كثير من الوقت لان لدي شعورا اننا نعدو خلف ازمة انسانية متسارعة." (اعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)