جنيف (رويترز) - قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم الثلاثاء ان القتال كان ضاريا للغاية في مناطق من سوريا لدرجة انه يمكن توصيفه في بعض الأحيان بأنه حرب أهلية محدودة. وقال جاكوب كيلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان الصراع في حمص ومحافظة ادلب هذا العام تنطبق عليه المعايير الثلاثة التي حددتها اللجنة لتعريف أي صراع مسلح غير دولي وهي الشدة والفترة الزمنية ومستوى تنظيم المسلحين الذين يقاتلون القوات الحكومية. وقال كيلينبرجر لرويترز "يمكن ان يكون وضعا لصراع مسلح داخلي في بعض المناطق مثل القتال في بابا عمرو في حمص في فبراير" موضحا ان ذلك لا ينطبق على البلاد كلها. وقال اندرو كلافام مدير اكاديمية حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي في جنيف ان هذا التوصيف قد ينطوي على ملاحقات قضائية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في المستقبل. وقال لرويترز "من الواضح الان ان أفعالا معينة ارتكبها أي من الجانبين في تلك الاماكن يمكن وصفها بانها جرائم حرب." وأضاف "هذا يعني ايضا ان الجانبين سينتهكان القانون الانساني الدولي اذا هاجما مدنيين أو أهداف مدنية." وأعد خبراء بالاممالمتحدة قائمة باسماء شخصيات سورية يشتبه في ارتكابها جرائم ضد الانسانية لكن معارضة من روسيا والصين تعني انه من غير المرجح مثول هذه الشخصيات أمام محكمة جرائم الحرب الدولية قريبا. وبحث محامو اللجنة الدولية للصليب الاحمر وعاملو الاغاثة التابعين لها في سوريا مسألة الحرب الاهلية طوال معظم فترة الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا والتي قتل خلالها ما لا يقل عن تسعة آلاف شخص. ولم يخلصوا سوى مؤخرا الى ان المعارضة المسلحة تمثل قوة معارضة "منظمة". ولفت كيلينبرجر ايضا الى ان طبيعة العنف تحولت الان بشكل أكبر الى "هجمات مسلحة." وعلى النقيض من ذلك سارعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بوصف الصراع الذي دار في ليبيا العام الماضي بحرب اهلية فور اقامة المعارضة لمقار وتشكيل قيادة وهيكل اشرافي. وتقييم الصليب الاحمر يعني ان القانون الانساني الدولي - المنصوص عليه في معاهدات جنيف ويحدد قواعد الحرب - قابل للتطبيق على كلا الجانبين في بعض مناطق سوريا. وينص القانون على المعاملة الانسانية لجميع من يقعون في يد الطرف الاخر وتقديم الرعاية للمصابين والمرضى. لكن هذا يعني ايضا ان أطراف الصراع الداخلي يستطيعون مهاجمة اهداف عسكرية وفقا للقانون الانساني الدولي. ووزع الصليب الاحمر المؤن في حمص وحماة وادلب ودرعا وحلب وريف دمشق في الاشهر الاخيرة. ومنعت الاممالمتحدة بشكل كبير من تقديم المساعدة في مناطق الصراع لكنها تحاول الحصول على موافقة سوريا على برنامج اغاثة كبير لمساعدة مليون سوري. وناشد كيلينبرجر تقديم مزيد من التمويل لعمليات الصليب الاحمر في سوريا والتي أصبحت الان تحتل المركز الثامن على مستوى العالم بميزانية تقارب 38 مليون فرنك سويسري (41 مليون دولار) لهذا العام بما يماثل اليمن. ووسعت اللجنة من عملها لتقدم عبوات غذاء شهرية لنحو 100 ألف من السوريين ممن هم "في مسيس الحاجة". وقال كيلينبرجر في افادة صحفية "تزايدت كثيرا أعداد الذين في أمس الحاجة للاحتياجات الاساسية من حيث الاغذية وغيرها من المواد. هذا ليس ناجما عن القتال فحسب لكنه يتعلق في جزء منه بعزلة البلاد نتيجة العقوبات." ويحاول الصليب الاحمر تحسين الظروف المعيشية واعادة الخدمات العامة ومن بينها المياه النظيفة لنحو 1.5 مليون شخص. وصرح كيلينبرجر "احد اكبر مشكلاتنا هي ضمان حصول الجرحى والمرضى على الرعاية الطبية دون الخوف من تعرضهم لمعاملة سيئة. من بين اكبر بواعث قلقنا عدم احترام الطواقم الطبية سواء كان ذلك الهلال الاحمر العربي السوري او الاطباء الذين يجرون عمليات جراحية في منازل خاصة." ويقول ناشطون ان قوات الامن اعتقلت 15 الف شخص على الاقل وان الكثير من العائلات ليست لديها اي فكرة عن اماكن اعتقالهم. وقال كيلينبرجر أيضا ان مسؤولي اللجنة الدولية للصليب الاحمر سيزورون محتجزين في السجن المركزي في حلب من 14 الى 23 مايو ايار الجاري في ثاني زيارة من نوعها للسجون في سوريا بموجب اتفاقه مع السلطات السورية خلال زيارته السابقة التي قام بها في أوائل ابريل نيسان. وزارت اللجنة الدولية للصليب الاحمر سجن دمشق المركزي أول مرة في سبتمبر ايلول لكن البرنامج سريعا ما توقف في ظل الخلاف بشان اجراءات معايير اللجنة التي تشمل حق إجراء مقابلات مع السجناء على انفراد والقيام بزيارات للمتابعة. وقال كيلينبرجر "سنحاول ان نرى كيف سيسير الامر في حلب. نحن نكافح خطوة خطوة للوصول الى مراكز الاحتجاز. ستكون هذه خطوة اضافية واعتقد انها خطوة مهمة..اذا نجح الامر سنحصل بالتدريج على رؤية افضل للاوضاع هناك." (اعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)