تسعى الدول ال28 الاعضاء في حلف شمال الاطلسي المجتمعة الاربعاء في بروكسل الى رص الصفوف بغية تأمين عملية انسحاب منسقة لقواتها من افغانستان بحلول نهاية 2014 بالرغم من الرغبة الشديدة التي ابدتها دول عديدة في تسريع انهاء مهمتها في هذا البلد. واستراليا هي اخر دولة اعلنت رغبتها في تسريع البرنامج الزمني لسحب قواتها. وقالت رئيسة حكومتها جوليا غيلارد الثلاثاء ان الجنود الاستراليين ال1500 سيغادرون افغانستان في العام 2013، اي قبل سنة من الموعد المحدد. وهو قرار "مفاجىء" بحسب وزير الدفاع الالماني توماس دي ميزيير. وكان الفرنسيون اعلنوا اواخر كانون الثاني/يناير الماضي انسحاب قواتهم القتالية اواخر 2013 فيما تأمل دول اخرى على رأسها الولاياتالمتحدة تخفيض عدد قواتها. ولا يزال حوالى 130 الف جندي اجنبي، ثلثاهم من الاميركيين، منتشرين في افغانستان بعد اكثر من عشر سنوات من بدء النزاع الذي يتزايد الرفض الشعبي له باطراد. ولدى افتتاح اجتماع وزراء الدفاع والخارجية في الحلف الاطلسي الاربعاء حرص الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن على الطمأنة لجهة وحدة التحالف. واكد راسموسن "لست قلقا اطلاقا" من تصريحات غيلارد. وقال "ان الاعلان الاسترالي تتفق تماما مع خارطة الطريق التي حددناها لانتقال تدريجي" للمسؤوليات في افغانستان. وستتولى القوات الافغانية مسؤولية الامن في كافة الولايات خلال العام 2013 بغية السماح برحيل القوات الدولية في اواخر العام 2014 وفقا لجدول زمني حدده الحلف الاطلسي في القمة التي عقدها في لشبونة اواخر 2010. وفي بروكسل من المفترض ان يبحث الوزراء وفي طليعتهم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، تنفيذ هذه الاستراتيجية وكذلك فترة ما بعد العام 2014. لكنهم سيتركون اعلان القرارات لرؤساء الدول والحكومات الذين سيلتقون في قمة الحلف في شيكاغو في 20 و21 ايار/مايو المقبل. واكد مسؤول اميركي في وزارة الدفاع "انه تشاور اكثر منه اجتماعا تتخذ فيه قرارات". ويضغط الحلف الاطلسي والولاياتالمتحدة، البلد الذي ينشر اكبر عدد من القوات في افغانستان، على الشركاء للتعهد منذ الان ب"دعم القوات الافغانية بشكل فاعل على المدى الطويل". وقدر المجهود المالي ب4,1 مليار دولار سنويا بين 2015 و2017، ستتكفل واشنطن باكثر من نصفه. وفي العام 2012 قرر البنتاغون رصد 105,5 مليار دولار للحرب في افغانستان، منها 11,2 مليار لتدريب الجيش والشرطة الافغانيين. وحذرت دراسة اخيرة نشرتها شبكة خبراء افغانستان من "ان مستقبل الجيش الافغاني سيبقى بالتأكيد مرتهنا بالمساعدة الدولية لفترة طويلة جدا بسبب الوسائل المالية المحدودة للحكومة الافغانية". وفي حال العكس فان النظام القائم قد يلقى المصير نفسه الذي لقيه نظام الرئيس نجيب الله الذي انهار في 1991 فور وقف الدعم المالي والعسكري السوفياتي بحسب الدراسة. وقد ابدى المتمردون مجددا تصميمهم بقيامهم الاحد بسلسلة هجمات انتحارية منسقة على مواقع رمزية في كابول. اضافة الى ذلك اندلعت قضية جديدة قد تكون مربكة للحلف الاطلس الاربعاء مع نشر صحيفة انجليس تايمز صورا تظهر جنودا اميركيين الى جانب اشلاء بشرية لمتمردين في 2010. واسرع وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الذي يشارك في محادثات الحلف الاطلسي في بروكسل في التنديد بهذا التصرف معتبرا ان هذه الصور لا تعكس "القيم والمهنية التي تتحلى بها الغالبية الكاسحة للقوات الاميركية التي تخدم اليوم في افغانستان".