من المتوقع أن يتم الإعلان قريبا عن اسم الرئيس المقبل للبنك الدولي، وذلك مع احتدام التنافس على المنصب بين وزيرة المالية النيجيرية، نغوزي أوكونجو إيويالا، والمرشح الأمريكي، جيم يونغ كيم، رئيس كلية دارتموث. ورغم ميل كفة الترجيحات لصالح المرشح الأمريكي كيم لخلافة مواطنه روبرت زوليك، الذي يشغل المنصب منذ عام 2007، إلا أنها المرة الأولى التي يتم فيه تحدي الأمريكيين بطرح مرشحين آخرين لخوض السباق على رئاسة البنك الدولي. فقد جرى العرف على أن تترأس شخصية أمريكية البنك الدولي منذ تأسيسه عام 1944. أما المؤسسة المالية العالمية الشقيقة للبنك الدولي، أي صندوق النقد الدولي، فقد جرى العرف أن تذهب رئاستها إلى شخصية أوروبية، وإن كان هنالك ثمة ضغوط تمارس حاليا من قبل الاقتصادات الناشئة لفتح عملية اختيار رئيسي كل من المؤسستين للتنافس أمام مناطق العالم الأخرى. وكان وزير المالية الكولومبي السابق، خوسيه أنطونيو أوكامبو، قد انسحب من السباق يوم الجمعة الماضي، واصفا عملية اختيار اسم رئيس البنك الدولي بأنها تمرين سياسي . وتعليقا على عملية اختيار رئيسي المؤسستين الماليتين الشقيقتين، قال برافين غوردهان، وزير مالية جنوب أفريقيا، في تصريحات أدلى بها الاثنين: لم يعد الأمر مجرد غرف سرية مغلقة يتم فيها اقتسام الغنائم بين الولاياتالمتحدة وأوروبا. إلا أن غوردهان أقر بأنه من المحتمل أن تكون الكلمة الفصل للقوى الراسخة (الكبرى)، وذلك عندما تجتمع الدول ال 25 الأعضاء في البنك الدولي للتصويت على اسم الرئيس الجديد. ويُرجَّح أن تساند الدول الأوروبية المرشح الأمريكي لشغل المنصب، وذلك كما حدث في الماضي، مع الإشارة إلى أن لأوروبا واليابان 54 في المئة من الأصوات في عملية اختيار رئيس البنك الدولي. لكن الولاياتالمتحدة تمتلك النسبة الأكبر من الأصوات داخل البنك الذي يضم 187 عضوا، مما يعني أن عملية التصويت هي مجرد إجراء شكلي . وسوف يشرف الرئيس المقبل للبنك الدولي على 9000 آلاف موظف، ما بين اقتصاديين وخبراء تنمية، كما سيكون مسؤولا عن محفظة قروض بلغ رصيدها العام الماضي 258 مليار دولار أمريكي. يُذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان قد أعلن في الرابع والعشرين من شهر مارس/آذار الماضي ترشيح كيم لمنصب رئيس البنك الدولي، وذلك في خطوة مفاجئة، طالما لم يكن اسمه متداولا في بورصة التوقعات والترشيحات لشغل الوظيفة المرموقة. ولم يكن كيم، المولود في عاصمة كوريا الجنوبية سول قبل 52 عاما وانتقل في سن الخامسة مع عائلته إلى الولاياتالمتحدة، من بين الأسماء التي تردد ذكرها قبل إعلان أوباما ترشيحه. وتضمنت قائمة الأسماء التي تم تداولها حينذاك في وسائل الإعلام مستشار البيت الأبيض السابق، لاري سومرز، ورئيس شركة بيبسي، إندرا نوي، والسفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس. وقد أشاد أوباما بخبرة كيم على الصعيد الدولي، وقال في كلمة ترشيحه: لقد حان الوقت ليتولى محترف تنموي قيادة أكبر مؤسسة تنموية في العالم. إن كيم يتمتع بخبرة عالمية، وتظهر خبرته الشخصية التنوع العظيم الموجود داخل بلدنا. من جانبه، قال كيم في خطاب بعث به إلى طلاب جامعته بمناسبة ترشيح أوباما له لشغل المنصب: هذه واحدة من أكثر المؤسسات أهمية في مجال محاربة الفقر وتقديم المساعدة لدول نامية في عالمنا حاليا ، في إشارة إلى البنك الدولي. أما إيويالا، فقد أعلنت ثلاث دول أفريقية، هي أنغولا ونيجريا وبلدها جنوب أفريقيا، ترشيحها لشغل المنصب. وخلال مؤتمر صحفي قالت إيويالا ردا على ترشيحها لخوض السباق: أرى أن البنك الدولي مؤسسة هامة جدا للعالم، ولاسيما بالنسبة للدول النامية التي تستحق أفضل قيادة، ولذا أتطلع إلى منافسة قوية جدا بين المرشحين. وتنتهي في 30 يونيو/ حزيران المقبل فترة الرئاسة الخامسة للرئيس الحالي للبنك الدولي، زوليك، الذي كان قد رشحه الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش عام 2007 لشغل المنصب