اعلنت دمشق الاحد ان الحديث عن سحب القوات السورية من المدن في 10 نيسان/ابريل "تفسير خاطىء"، موضحة ان الجيش لن ينسحب من المدن بدون ضمانات "مكتوبة" من المعارضة وهو ما اعتبرته فرنسا "غير مقبولا" وذلك قبل يومين على انتهاء المهلة التي حددتها الاممالمتحدة. واعلن الموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان الاحد انه "صدم بالتقاريرالاخيرة التي تفيد عن تصعيد في العنف والفظاعات في العديد من المدن والقرى السورية". واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان اعمال العنف اوقعت 51 قتيلا على الاقل الاحد هم 26 مدنيا وثمانية منشقين و17 عنصرا من القوات النظامية، وذلك غداة يوم دام سقط فيه 128 قتيلا على الاقل. وقبل يومين من انتهاء مهلة خطة كوفي انان، اعلنت وزارة الخارجية السورية ان القول ان "سوريا اكدت انها سوف تسحب قواتها من المدن ومحيطها بتاريخ 10 نيسان/ابريل (...) تفسير خاطئ". وقالت الوزارة في بيان ان موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان "لم يقدم للحكومة السورية حتى الآن ضمانات مكتوبة حول قبول الجماعات الارهابية المسلحة لوقف العنف بكل اشكاله واستعدادها لتسليم اسلحتها لبسط سلطة الدولة على كل اراضيها". واضاف البيان ان انان لم يقدم ايضا "ضمانات بالتزام حكومات كل من قطر والسعودية وتركيا بوقف تمويل وتسليح المجموعات الارهابية". وذكرت الخارجية ان كوفي انان اكد للرئيس السوري بشار الاسد في اللقاء الذي جمعهما الشهر الماضي ان "مهمته تنطلق من احترام السيادة السورية وبأنه سيعمل على وقف العنف بكل اشكاله من اي طرف كان، وصولا إلى نزع اسلحة الجماعات المسلحة لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وبدء حوار وطني شامل مع أطياف المعارضة في سوريا". واضافت "على هذا الاساس قبلت سوريا بمهمة انان وخطته ذات النقاط الست". وتقضي خطة انان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الاممالمتحدة وسحب القوات العسكرية من المدن وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين على خلفية الاحداث والسماح بالتظاهر السلمي. واعلنت دمشق في وقت سابق موافقتها على الخطة في ظل تشكيك من المعارضة السورية والدول الغربية بالتزامها بتنفيذها. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الاحد في بيان انه "وبعد ان اعلن نظام بشار الاسد موافقته على خطة (موفد الاممالمتحدة والجامعة العربية) كوفي انان واقترح بنفسه مهلة العاشر من نيسان/ابريل لسحب قواته واسلحته الثقيلة من المدن، ها هو يتقدم بمطالب جديدة غير مقبولة". من جهة اخرى، دان المجلس الوطني السوري المعارض "المجازر الوحشية التي ارتكبها النظام منذ اعلانه قبول خطة" المبعوث الدولي كوفي انان ومواصلة نشر قواته في المناطق التي تشهد احتجاجات، داعيا الى قرار في مجلس الامن تحت البند السابع لحماية المدنيين. من جهته، اكد قائد الجيش السوري الحر رياض الاسعد التزامه بخطة انان لكنه اضاف انه ليس عليه تقديم ضمانات الى النظام السوري بل الى الاسرة الدولية. واعربت تركيا عن قلقها ازاء دفق اللاجئين السوريين الى اراضيها حيث فاق عددهم 24500 شخصا وهددت باتخاذ "اجراءات" ان لو يوقف نظام دمشق اعمال العنف مع حلول موعهد انتهاء المهلة التي حددتها الاممالمتحدة الثلاثاء. وتداولت الصحف التركية عدة سيناريوهات ولا سيما انشاء منطقة عازلة على طول الحدود. لكن هذا الخيار الذي يتطلب عمل قوات من تركيا او دول اخرى في الاراضي السورية يعني تدويل النزاع في منطقة تشهد اصلا توترا حادا. من جهته، كرر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاحد دعوته للتوصل الى حل سياسي للازمة في سوريا من اجل الحؤول دون اراقة المزيد من الدماء بعد مقتل الاف الاشخاص في اعمال العنف المستمرة منذ اكثر من عام. وصرح الملك خلال استقباله وفدا من الكونغرس الاميركي ان "الاردن يؤمن بضرورة ايجاد مخرج للازمة السورية في اطار الاجماع العربي، ويدعم مهمة المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان في هذا الصدد، وبما يساعد على تجنيب الشعب السوري المزيد من العنف واراقة الدماء". من جهته، اشار وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز الى ان تدخلا انسانيا ميدانيا بحماية عسكرية سيكون ضروريا في سوريا اذا استمرت "الممارسات الوحشية" لنظام بشار الاسد. واضاف "هناك خطة مطروحة مع مهلة تنتهي في 10 نيسان/ابريل". وقال "اذا لم يتم الالتزام بالخطة فعلينا الانتقال الى المرحلة التالية". وشدد على ان "تدخلا انسانيا سيصبح ضروريا وسيفترض تواجدا عسكريا مسلحا". وشددت المانيا على "توقف العنف في موعد اقصاه العاشر من نيسان/ابريل". واعلنت وزارة الخارجية ان "لا بد من السماح بوصول الناس الى مساعدات انسانية ويجب ان تتحقق الاسرة الدولية من ذلك". ودعا البابا بنديكتوس السادس عشر بمناسبة عيد الفصح الاحد الى وقف اعمال العنف في سوريا وقال "فلتتوقف اراقة الدماء وليتبع طريق الاحترام والحوار والمصالحة كما تتمناه الاسرة الدولية". واضاف "فليجد اللاجئون الكثر الوافدون من هذه البلاد ويحتاجون مساعدات انسانية حسن الاستقبال والتضامن". من جهته، اعلن المرصد نقلا عن مصادر متعددة ان مروحية تابعة للجيش السوري اسقطت خلال مواجهات في الريف الشرقي لمدينة جسر الشغور. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من الحصول على اي تاكيد من المتمردين او من مصادر رسمية للخبر.