رفضت المعارضة السورية طلب الحكومة تقديمها ضمانات مكتوبة بالالتزام بوقف القتال ونزع اسلحتها قبل تطبيق خطة السلام المقترحة في سوريا. واتهم متحدثون باسم المعارضة الرئيس السوري بشار الاسد بتخريب الاتفاق الذي تم التفاوض عليه مع المبعوث الدولي كوفي عنان. التصعيد مرفوض
من جانبه قال المبعوث الدولي والعربي الخاص الى سوريا كوفي انان الاحد ان التصعيد "المرفوض" لوتيرة العنف في سوريا يعد "انتهاكا للضمانات" التي التزمت بها الحكومة السورية امامه بوقف العنف.
ودعا انان، المبعوث الخاص لسوريا من الاممالمتحدة والجامعة العربية، الحكومة السورية ومسلحي المعارضة "بوقف اشكال العنف كافة في البلاد بحلول الساعة السادسة بتوقيت دمشق، يوم الخميس الثاني عشر من هذا الشهر" كما هو منصوص عليه في الخطة.
وقال انان: "ونحن نقترب من الموعد النهائي وهو الثلاثاء العاشر من ابريل /نيسان اذكّر الحكومة السورية بالحاجة الى التطبيق الكامل لالتزاماتها، واؤكد على ان التصعيد الحالي للعنف مرفوض".
واضاف: "انا على اتصال دائم مع الحكومة السورية، وطلبت من الدول، التي لها نفوذ على الجهات المعنية كافة، استخدام نفوذها الآن لضمان وضع حد لاراقة الدماء، والبدء في الحوار".
ومن الفاتيكان دفع البابا بندكتوس السادس عشر الاحد بثقله لمصلحة جهد الاممالمتحدة لوقف العنف في سوريا، داعيا في كلمة بالفاتيكان لمناسبة عيد الفصح، الى "الالتزام الفوري" بجهد السلام الدولي.
خطة أنان
على صعيد آخر، قال رياض الاسعد، قائد "الجيش السوري الحر"، إن خطة أنان ستبوء بالفشل لأن "النظام السوري لن يلتزم بها". واضاف الاسعد بأن جماعته لم يطلب منها اي ضمانات خطية بانهاء العنف، مما يناقض ما قالته دمشق من ان هكذا ضمانات تعتبر شرطا لسحبها قواتها من المدن السورية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن الاسعد قوله عبر الهاتف من تركيا "النظام لن يلتزم بهذه الخطة، ولذا فانها ستبوء بالفشل، مؤكدا "ان الجيش السوري الحر قد وعد بالالتزام بالخطة اذا فعل النظام ذلك."
وكان بيان حكومي سوري قد ذكر الاحد ان الحكومة السورية لن تسحب قواتها من المناطق التي تشهد احتجاجات دون "ضمانات مكتوبة" من المعارضة.
واوضح البيان ان "القول بان سوريا ستسحب قواتها من المدن في العاشر من ابريل هو قول غير دقيق، اذ لم يقدم كوفي عنان حتى الآن ضمانات مكتوبة حول قبول المجموعات الارهابية المسلحة وقف اشكال العنف كافة". كما نقلت وكالة الانباء السورية عن الناطق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي الاحد أن سوريا قبلت بخطة كوفي عنان "بعد تأكيده أن مهمته تنطلق من احترام سيادة سوريا". واضاف مقدسي ان عنان تعهد "بالعمل على وقف العنف بكل أشكاله من أي طرف كان، وصولا إلى نزع أسلحة المجموعات المسلحة لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وبدء حوار وطني شامل مع أطياف المعارضة في سوريا". واوضح مقدسي، في تصريح ل "بي بي سي"، ان البيان الذي أصدره الاحد حول مهمة "توضيحي الطابع، وان سوريا ما زالت ملتزمة بهذه الخطة والجيش السوري لديه خطة محكمة لتنفيذ الانسحابات من المناطق التي عاد إليها الهدوء والتي دخلها الجيش السوري بناءً على طلب المدنيين". وقال: "لكن لإتمام الانسحابات وأهدافها وفق خطة عنان، يجب على الجانب الآخر والدول التي تدعم المعارضة المسلحة تقديم الضمانات اللازمة، والالتزام بنبذ العنف لكي لا تكون الانسحابات فرصة لعودة الإرهاب إلى تلك المناطق عوضاً من عودة الحياة الطبيعية إليها"، حسب تعبيره.
وفي هذا السياق ، أدانت فرنسا بشدة استمرار ما أسمتها المجازر في سورية وقالت إن المطالب الجديدة لنظام الرئيس بشار الأسد غير مقبولة في أعقاب إعلان دمشق أنها لن تسحب قواتها من المدن ما لم تحصل على "ضمانات مكتوبة" من المعارضة. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في بيان له أن "نظام الأسد بعد موافقته على خطة موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان واقتراحه بنفسه مهلة العاشر من أبريل/نيسان لسحب قواته وأسلحته الثقيلة من المدن، ها هو يتقدم بمطالب جديدة غير مقبولة". وصرح فاليرو بأن باريس تندد بقوة باستمرار المجازر التي يرتكبها النظام السوري والتي أوقعت عشرات القتلى بين المدنيين والعديد من الجرحى في الأيام الأخيرة، مضيفا أن بلاده "تجدد دعمها وثقتها في أنان وتعرب عن صدمتها إزاء الفظائع المستمرة في سورية". تواصل العنف وميدانيا ، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن يوم الأحد انتهى بسقوط 69 قتيلا بينهم 28 في ادلب، و19 في حمص، و12 في حماه بينهم سبعة من أفراد عائلة واحدة، وخمسة قتلى في بيت جن بريف دمشق، وقتيلان في كل من درعا ودير الزور، وقتيل في حريتان في حلب. في سياق آخر، أفاد مصدر تركي الاثنين بأن المبعوث الدولي المشترك إلى سوريا كوفي أنان سيزور مخيمات اللاجئين السوريين في جنوب تركيا يوم الثلاثاء. واضاف الدبلوماسي أن الزيارة ستستغرق بضع ساعات قبل توجه أنان إلى طهران الأربعاء. من جهة أخرى، أعلن المنبر الديموقرطي السوري انعقاد جمعيته العمومية في القاهرة في الفترة ما بين ال13 وال15 من الشهر الجاري للتداول في وضع الثورة السورية وما يسهم في تعزيز الحراك الداخلي والوصول إلى تحقيق أهداف الثورة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، حسبما نقلت صحيفة الشرق الأوسط. وأوضح عضو المنبر خلف علي خلف، أن دعوات وجهت ل350 معارضاً سورياً في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن الجمعية العمومية ستقرّ وثيقة أساسية بعد مناقشتها وهي وثيقة سياسية. وأكد الخلف أن أهداف هذا المنبر تسعى لتوحيد صفوف ورؤية المعارضة السورية.