دخل المتمردون الطوارق السبت مدينة غاو، اخر معقل في شمال مالي لقوات الانقلابيين الذين باتوا يتعرضون لضغط مزدوج من حركة التمرد في شمال البلاد وتهديد بالحظر وربما تدخل من الدول المجاورة التي تطالب بالعودة الى النظام الدستوري. من جهة اخرى اعلنت المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (سيدياو، 15 عضوا) ) السبت انها وضعت قوة مسلحة قوامها الفي رجل في حالة تاهب بعد سقوط مدينة كيدال الجمعة بين ايدي متمردين طوارق. وتعتبر غاو التي تبعد نحو الف كلم شمال شرق باماكو، اكبر مدن شمال مالي وتاوي خصوصا مقر قيادة الجيش للمنطقة الشمالية كلها. وافاد مستشار حاكم غاو مهمان دياكاتي عن قصف مدفعي ثقيل صباح السبت على المدينة التي دخلها المتمردون رغم تدخل مروحيات الجيش. وافادت مصادر متطابقة ان معارك تجري ظهرا من اجل السيطرة على معسكرين تابعين للجيش. وبعد سقوط مدينة كيدال في ايدي متمردين طوارق الجمعة تعتبر غاو نكسة شديدة للانقلابيين لا سيما انهم برروا انقلابهم في 22 اذار/مارس تحديدا بفشل نظام حمادي توماني توري في احتواء التمرد في شمال البلاد. وسيطرت مجموعة اسلامية مسلحة تدعى انصار الدين تدعمها الحركة الوطنية لتحرير الازواد، اكبر مجموعة تمرد طوارق، وعناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على مدينة كيدال التي تبعد 300 كلم شمال شرق الحدود الجزائرية الجمعة. وسقطت المدينة في اقل من يومين في حين لم تصدر اي حصيلة خسائر لكن تم أسر الحاكم وستة مسؤولين على الاقل بين مدنيين وعسكريين. وقد تراجعت القوات الحكومية بقيادة الكولونيل الاجي غامو الذي ينتمي هو ايضا الى الطوارق، الى غاو. وبعد تراجع الجيش من كيدال وانسوغو وبورم بات معظم انحاء شمال شرق البلاد في ايدي المتمردين الطوارق والمجموعات الاسلامية التي تشن منذ منتصف كانون الثاني/يناير هجوما "لتحرير" اراضي الازواد، مهد الطوارق. ولم يبق تحت سيطرة الحكومة سوى حاميتي غاو وتمبوكتو. لكن باماكو التي تقع على مسافة الف كلم تبدو بعيدة المنال بالنسبة للمتمردين غير ان سقوط كيدال والمخاطر حول غاو يشكلان نكستين كبيرتين للجنة الوطنية للاصلاح والديموقراطية (مجلس الانقلابيين). وقد اعتبرت اللجنة التي تتراجع امام المتمردين والمعزولة تماما على الساحة الدولية، على لسان قائدها الكابتن حمادو سونوغو الجمعة ان "الوضع شديد الخطورة". وبعد فشل محاولة وساطة الخميس في باماكو الغت المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا زيارة كانت على وشك القيام بها، عقب تظاهرة غير مناسبة قام بها موالون للانقلابيين على مدرج المطار، وضع قادة المنظمة قوة طارئة في حالة استنفار وهددوا الانقلابيين بحظر "دبلوماسي ومالي" اذا لم يعيدوا النظام الدستوري بحلول الاثنين. واعلن رئيس ساحل العاج الحسن وتارا الذي يتولى حاليا رئاسة المنظمة الاقتصادية لدول غرب افريقيا السبت ان المنظمة "وضعت في حالة استنفار قوة مسلحة قوامها الفي رجل" بعد سقوط مدينة كيدال بين ايدي متمردين طوارق الجمعة. وقال "اننا نريد تفادي الحرب حيث انه اذا عادت الشرعية وادركت تلك الحركات المسلحة ان ثمة تعبئة اقليمية ودولية فانها ستغادر كيدال فورا". وبعد فشل موعد الخميس مع موفدي سيدياو الى باماكو وصل وفد يمثل الانقلابيين ليل الجمعة السبت الى واغادوغو لمقابلة رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري وسيط سيدياو في ازمة مالي. وافاد مصدر قريب من الانقلابيين ان الوفد يريد خصوصا ان يشرح لسيدياو ان "التشدد لا يفيد في الوقت الراهن". وفي باماكو لم يثر صباح السبت زحف المتمردين على غاو اي موجة هلع او تظاهرة وطنية. وتجمع مئات الاشخاص في ملعب 26 اذار/مارس جنوبالمدينة في مهرجان انتقد خلاله انصار الانقلابيين فساد نظام حمادو توماني توري وتهديدات دول المنطقة.