فيينا (رويترز) - يقول دبلوماسيون ومحللون غربيون ان دفع ايران لوقف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى والتي بدأتها قبل عامين وتزايدت بسرعة منذ ذلك سيحظى بأولوية عندما تستأنف القوى العالمية المحادثات مع الجمهورية الاسلامية. وخطت طهران خطوة كبيرة في اتجاه صنع مواد من الممكن أن تستخدم في انتاج قنبلة ذرية بعد أن فشلت مساع سابقة على الصعيد الدبلوماسي رافضة مطالب الاممالمتحدة بوقف كل أنشطة التخصيب ورفعت مستوى التخصيب الى 20 في المئة مما دفع الغرب الى فرض عقوبات مدمرة استهدفت بنوكها وصادراتها النفطية. وقد يوفر ذلك النشاط بؤرة اهتمام أولية للمحادثات الجديدة المتوقع أن تبدأ في منتصف أبريل نيسان والتي ينظر اليها باعتبارها فرصة لتجنب التهديد بشن هجمات جوية اسرائيلية على المواقع النووية الايرانية قد تشعل حربا في الشرق الاوسط. قال كريج تيلمان من رابطة الحد من التسلح وهي جماعة للبحث والدعوة مقرها واشنطن "لدينا انطباع بأن البيت الابيض مهتم باستراتيجية واقعية - تركز على وقف تخصيب اليورانيوم عند مستوى 20 في المئة كخطوة أولى في اجراء لبناء الثقة." وتقول ايران ان لديها حق سيادي في الحصول على تكنولوجيا نووية للاغراض السلمية ورفضت مرارا قرارات الاممالمتحدة التي تدعو الى وقف كل أنشطة التخصيب. ولكنها بدت أحيانا أكثر مرونة عندما تعلق الامر بتنقية اليورانيوم الى مستوى تخصيب انشطاري نسبته 20 في المئة والذي بدأته في أوائل عام 2010 وهو أعلى بكثير من التخصيب بنسبة 3.5 في المئة الذي كانت تقوم به في السابق. ويقول خبراء ان دفع ايران كخطوة أولى الى وقف التخصيب الى مستوى أعلى قد يفتح طريقا للحد من الجمود. وقال معهد العلوم والامن الدولي وهو مركز أبحاث مقره واشنطن ان وضع سقف لتخصيب اليورانيوم عند نسبة خمسة في المئة قد يشكل جزءا من اتفاق مؤقت يتيح وقتا لاجراء مفاوضات أكثر موضوعية. وقال المعهد في تقرير ان من شأن هذا الاجراء والاجراءات الاخرى ذات الاولوية أن "تحد من قدرة ايران على الانطلاق بسرعة." والولايات المتحدةوروسياوفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا هي القوى الست المنخرطة في نشاط دبلوماسي يهدف الى حل خلاف مستمر منذ فترة طويلة بشأن الخطط الذرية لايران. ويقول دبلوماسيون ومحللون ان الاجتماع الاول قد يكون البداية لحوار "مستمر" رغم أنهم لا يتوقعون انفراجة سريعة بعد فجوة استمرت لاكثر من عام منذ الجولة الاخيرة من المحادثات التي انتهت دون احراز تقدم. وقال تيلمان "سأنظر الى نتيجة الجولة الاولى في أبريل التي تنتهي الى عملية مستمرة من المحادثات بوصفها ايجابية حتى اذا لم يكن هناك اتفاق في الافكار على الجوهر في هذه المرحلة." وقد يكون أقناع ايران بوقف التخصيب لمستويات أعلى والذي زاد معدله الى الثلاثة أمثال منذ أواخر العام الماضي لحظة حيوية في المحادثات التي تقرر مبدئيا أن تجرى في اسطنبول في 13 أبريل نيسان. وانضمت روسيا والصين في وقت سابق في مارس اذار الى القوى الغربية الاربع في ابداء "الاسف" بخصوص توسيع ايران التخصيب لمستوى أعلى والتي يجري معظمها الان في منشأة في عمق جبل لتعزيز حمايتها من أي هجمات اسرائيلية أو أمريكية. وقال مبعوث غربي ان ذلك النشاط مقارنة بالتخصيب عند نسبة 3.5 في المئة المطلوب عادة لتزويد محطات الطاقة النووية بالوقود "سيحظى بأولوية بالفعل." وركز دبلوماسيون اخرون على أن تركيزا أوليا على التخصيب عند نسبة 20 في المئة لا يجب أن ينظر اليه باعتباره يضفي الشرعية على التخصيب عند مستوى أدنى حيث يطلب مجلس الامن التابع للامم المتحدة وقفا كاملا لانشطة التخصيب. ويعتقد أن فرنسا بشكل خاص تشعر بالقلق لهذا. قال مسؤول أوروبي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته "هذه التزامات ناشئة عن قرارات لمجلس الامن... لا يمكن التعامل معها بشكل انتقائي." وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في سبتمبر أيلول الماضي ان ايران ستوقف تنقية اليورانيوم الى نسبة 20 بالمئة اذا ضمنت الحصول على وقود لمفاعل أبحاث نووي للاغراض الطبية في طهران والذي يحتاج الى مستوى من اليورانيوم أعلى من المستوى المطلوب لتوليد الكهرباء ساعيا لاحياء اتفاق لمقايضة الوقود انهار في عام 2009 . لكن مارك فيتزباتريك خبير الانتشار النووي من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وهو مركز أبحاث مقره لندن قال ان الاحداث ربما تجاوزت ذلك العرض لان ايران أحرزت قدرا من التقدم منذ ذلك الوقت في تصنيع الوقود الخاص بها. وقال "اقناع أيران بالتنازل عن مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة سيكون أمرا أكثر صعوبة." ويعتقد مسؤولون غربيون أن ايران لم تقرر بعد ما اذا كانت "ستضفي طابعا عسكريا" على نشاط التخصيب لكنها تسعى لامتلاك قدرة صناعية وعسكرية لعمل ذلك اذا كانت حاجة للتعامل مع ظروف طارئة عسكرية وأمنية. ويقول خبراء غربيون ان ايران زادت تخصيب اليورانيوم بشكل متواصل ولديها الان ما يكفي من مادة مخصبة بنسبة 3.5 في المئة و20 في المئة تكفي لصنع أربع قنابل نووية اذا جرى تخصيبها لمستويات أعلى. ويعتقد كثير من المحللين أنه قد لا يكون أمرا واقعيا مطالبة ايران بوقف كل أنشطة التخصيب وأن زعماءها استثمروا قدرا كبيرا من مكانتهم الوطنية والشخصية في ذلك المشروع. ويرى أولئك المحللون أن ايران ستحتاج في مقابل السماح بتخصيب محدود وعند مستوى أقل الى قبول عمليات تفتيش أكثر تدخلا من قبل الاممالمتحدة للتأكد من أنه لا يوجد أي تحويل عسكري. من فريدريك دال