انشغلت الصحف البريطانية بالأخبار الداخلية التي تراوحت بين فضيحة التبرعات في حزب المحافظين الذي يتزعمه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وبين المسيرة التي تعتزم رابطة الدفاع البريطانية المتطرفة تنظيمها في الدنمارك الأسبوع المقبل ضد الإسلام والأجانب، وبين تولي إمرأة منصب المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية للمرة الأولى في تاريخها. أما الشأن الشرق أوسطي فقد تناولته صحيفة الأندبندنت التي تحدث كاتبها باتريك كوكبرن عن فشل المحاولات الغربية والدولية المستمرة منذ سنة للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويقول الكاتب إن سوريا لن تكون مثل ليبيا، رغم نجاح المعارضين المسلحين للأسد قبل أشهر في السيطرة على بعض مناطق التظاهرات في مدينتي حمص ودرعا على سبيل المثال. كما نوّه الكاتب بتريك كوكبرن إلى فرض الاتحاد الأوروبي حزمة قاسية من العقوبات الاقتصادية على حكومة دمشق بالإضافة إلى حظر على السفر شمل عدداً من المسؤولين السوريين وطال أخيراً قرينة الرئيس أسماء الأسد. لكن قرينة الرئيس بإمكانها السفر إلى بريطانيا لأنها تحمل الجنسية البريطانية. وأضاف الكاتب أن سوريا وضعها مختلف عن ليبيا، فنظام الرئيس الأسد لديه جيش قوي وأمن داخلي منظم ، كما أن الموالين للنظام على استعداد للقتال في سبيل بقاء نظام الأسد في السلطة . ورغم حديث تركيا عن إقامة مناطق عازلة، كما يقول الكاتب، وعرض الأردن استضافة الأسد على أراضيه إلا أن أياً من أنقره أو عمّان لم يبديا حماسة لتكرار عرضهما. وانتقل الكاتب للحديث عن المعارضة السورية قائلاً إن المتظاهرين فعلوا ما بوسعهم لإظهار ترحيبهم بتكرار السيناريو الليبي على أراضيهم، على خلاف المعارضين للنظام من السياسيين الذين أظهروا ، بحسب الكاتب البريطاني ، انقساماً وافتقاداً لقائد يوحد صفوفهم. وإلى صحيفة التليغراف التي ركّزت على فضيحة التبرعات داخل حزب المحافظين البريطاني التي كشفتها صحيفة صنداي تايمز أخيراً، وعلى أثرها قدّم بيتر كروداس مسؤول التبرعات استقالته من الحزب الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون. وقالت الصحيفة في تقريرها إن كاميرون يواجه ضغوطاً داخلية ومن معارضيه في حزب العمال لفتح تحقيق مستقل في قيام كروداس بطلب أموال من رجال أعمال مفترضين مقابل إجراء لقاء مع رئيس الوزراء. وكانت صحيفة صنداي تايمز قد نشرت شريطاً مصوراً للمسؤول يعرض فيه على صحفيين متخفيين في شكل ممولين دوليين عقد لقاء حصري مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون مقابل تبرعات قيمتها 250 الف جنيه استرليني سنويا. وتقول الصحيفة إن الفضيحة الأخيرة تثير تساؤلات في شأن تأثير أموال المتبرعين على سياسات الحكومة. وتأتي تفاصيل فضيحة التبرعات كما سمّيتها التليغراف في وقت تواجه الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب المحافظين رد فعل غاضباً بعد إعلان وزير الخزانه جورج أوزبورن الأسبوع الماضي الميزانية السنوية التي خفّضت الضرائب عن أصحاب الدخول الكبيرة في الوقت الذي جمدت فيه الإعفاءات الضريبة عن أرباب المعاشات. وتشير الصحيفة إلى اضطرار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للاعتراف باستضافته وزوجته عدداً من رجال الأعمال على العشاء، في سكنه المموّل من قبل دافعي الضرائب البريطانيين في مقر الحكومة ب 10 دواننغ ستريت. وقال كاميرون إن من بين الحضور مايكل سبنسر رجل الأعمال وصاحب سلسلة متاجر أم أند أس الدولية. وركزّت التليغراف على عبارة قالها كروداس لمراسلي صنداي تايمز المتخفيين حيث أشار إلى أنه بإمكانهم أن يؤثروا على سياسة الحزب قائلا إذا كنتم غير راضين عن شيء ما سنستمع لكم وسنضعه في لجنة السياسة في رقم 10 داوننغ ستريت . وإلى موضوع بريطاني أخر تناولته صحيفة الغارديان التي نشرت تقريراً قالت فيه إن جبهة الدفاع الإنجليزية المعروفة بمناهضتها للأجانب تسعى لحشد تأييد أقرانها في أنحاء أوروبا من أجل مسيرة تنظمها في الدنمارك السبت المقبل. وتقول الغارديان إن المسيرة، التي يتوقع ان يشارك فيها عشر مجموعات على الأقل مناهضة للإسلام والأجانب في أوروبا، ستأتي قبل أسابيع قليلة من الحكم على النرويغي أرنديس بريفيك اليميني المتطرف المتهم بقتل 77 شخصاً في النرويغ في شهر يوليو/ تموز الماضي. وأشارت الصحيفة إلى فشل مسيرة مشابهة نظمتها رابطة الدفاع الإنجليزية في مدينة أمستردام الهولندية في أكتوبر/ تشرين أول 2010 لأجل حشد تأييد اليمين الأوروبي ضد الأجانب بوجه عام، لكن المشاركين في المسيرة هوجموا من قبل مشجعي فريق أياكس الهولندي لكرة القدم وأخرين مناهضين للعنصرية والفاشية في هولندا. وتنقل الصحيفة عن تقريرين منفصلين صدرا عن جامعتي نوتنغهام وسالفورد في بريطانيا أن المواجهة المسلحة بين الجماعات الدينية والعرقية في بريطانيا أمر لا مفر منه في السنوات المقبلة . وتضيف الصحيفة أن أعضاء رابطة الدفاع الإنجليزية اعتادوا تنظيم تظاهرات ضد الأجانب ومعادية للمسلمين في بريطانيا بشكل خاص في المدن الإنجليزية. ويسعى المسؤولون عن الرابطة إلى إنشاء حركة أوروبية موحدة تنضوي تحتها جماعات اليمين الأوروبي المتطرف الذي يعادي الأجانب ويطالب بطردهم ويرى أن الإسلام والمسلمين خطر على دول أوروبا. وعلى صفحات الغارديان تقريراً مطولاً حول احتمال تولي كارولين تومسون منصب المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية لأول مرة منذ تسعين سنة. وتقول الصحيفة إن 14 رجلاً تولّوا منصب المدير العام في تاريخ المؤسسة الإعلامية العريقة في بريطانيا. وتشغل كارولين حالياً منصب المديرة التنفيذية في المؤسسة وقد تخلف المدير العام الحالي مارك تومسون الذي أعلن تركه لمنصبه في خريف العام الحالي. وكانت كارولين قد التحقت ببي بي سي في عام 1975 عقب تخرّجها في جامعة يورك ، لكنها انتقلت بعد ذلك إلى القناة الرابعة الإنجليزية وقامت بعدد من التقارير الوثائقية هناك في شأن مصدر أموال إمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ ورجل الأعمال المصري محمد الفايد. ثم عادت كارولين بعد ذلك إلى بي بي سي في عام 1996 في الخدمة العالمية وتقلدت المناصب حتى وصلت لمنصب المدير التنفيذي في المؤسسة.