قبل ثلاثة ايام فقط من موعد الانتخابات البريطانية المقررة الخميس القادم، يواجه "حزب العمال" البريطاني صعوبة في الاحتفاظ بالسلطة التي يهيمن عليها منذ 13 عاماً في الوقت الذي يواصل فيه حزب "المحافظين" المنافس التقدم في استطلاعات الرأي. وذكرت صحيفة "الصنداي تليجراف" البريطانية أن استطلاعات الرأي الأخيرة لاتجاهات الناخبين البريطانيين تتوقع حصول المحافظين بقيادة ديفيد كاميرون علي العدد الأكبر من المقاعد في البرلمان المعلق الذي لا يحصل فيه أي من الأحزاب علي الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة منفردا، وهي نتيجة لم تحدث منذ عام 1974. وازدادت صعوبة براون في الفوز بالانتخابات المقبلة مع إعلان العديد من الصحف البريطانية عزوفها عن تأييد حزب العمال وتأييد الاحزاب الاخري المنافسة له حيث حولت صحيفة "التايمز" تأييدها للمحافظين فيما تحولت صحف "الجارديان" و"الاوبزرفر" و"الجارديان" الي تأييد حزب الديمقراطيين الاحرار بزعامة نيك كليج، كما أن صحيفة "اندبندنت" اليسارية الشهيرة لم يكن من المحتمل أن تؤيد حزب العمال الذي ينتمي ليسار الوسط بينما أخرت صحيفة "ميرور" المؤيدة للعمال تغطيتها الانتخابية الي الصفحة الثامنة. ورغم هذه المصاعب، اعلن براون انه سيقاتل حتي اللحظة الاخيرة من الانتخابات واعترف إنه يدفع ثمنا "باهظا للغاية" بسبب ما قاله خلال حديث سجل له وصف فيه ناخبة عمالية تقليدية بأنها "امرأة متعصبة" بعد أن شككت في سياسة حزبه تجاه الهجرة. وفي الوقت نفسه، أظهر استطلاع للرأي أجري حديثا أن أغلب مسلمي بريطانيا يؤيدون حزب الديمقراطيين الأحرار في الانتخابات المقبلة. واعتبر 70% من المشاركين في الاستطلاع أن الديمقراطيين الأحرار هو الحزب الذي لديه أكثر السياسات وضوحا في القضايا الداخلية التي تهم المسلمين. وأكدت نتائج الاستطلاع أن 80% من المسلمين البريطانيين أكدوا أنهم سيصوتون في الانتخابات، مقابل 7% فقط أعلنوا أنهم لن يصوتوا. وفي مؤشر علي تصاعد العداء للاسلام في بريطانيا، تظاهر أمس الاول في مدينة أيليسبري شمال بريطانيا نحو 600 من عناصر الجماعات اليمينية المتشددة ضد ما وصفوه بالإسلام المتطرف وبناء المساجد، وطالبوا بإغلاق المراكز الإسلامية وإنهاء القوانين المعتمدة علي الشريعة في بريطانيا. وذكرت تقارير اعلامية ان المحتجين رفعوا لافتات مناهضة للإسلام وأعلام بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل نكاية في المسلمين. واشتبكت الشرطة مع عناصر ما تسمي ب"رابطة الدفاع الإنجليزية" بعد أن حاولوا اجتياز حواجز الشرطة ورشقوها بالزجاجات الفارغة. واعتقلت الشرطة تسعة عناصر من الجماعات اليمينية المتشددة، ثمانية منهم بتهمة حيازة أسلحة هجومية. وتمكن قادة الجالية المسلمة في المدينة الذين تعاونوا مع الشرطة من احتواء الأحداث ومنع الشباب المسلم من الاحتكاك بالجماعات العنصرية. وقد شلت الحياة بالكامل في ايليسبري وأغلقت المحال التجارية أبوابها ووضع معظم أصحاب المتاجر سواتر خشبية علي واجهات محلاتهم لحمايتها من التهشيم.