ما زال الشأن السوري مهيمنا على تغطيات الصحف البريطانية الرئيسية الصادرة الجمعة، ومنها صحيفة الاندبندنت التي خرجت بعنوان يقول: رئيس الوزراء البريطاني يرحب بانباء انشقاق مسؤول سوري رفيع، والحديث هنا عن نائب وزير النفط السوري عبدو حسام الدين، الذي انضم حديثا للمعارضة. وتقول الصحيفة ان حسام الدين ارفع مسؤول حتى الآن يترك صفوف النظام السوري، بعد انشقاق آلاف الجنود من الجيش للانضمام الى جماعة الجيش السوري الحر . وفي مقال عن المعارضة خرجت الصحيفة بعنوان يقول: متحدون ضد عدو مشترك، الفصائل المنشقة في سوريا، حيث تتحدث الصحيفة عن التفكك والخصومات القائمة بين تلك الفصائل. وتقول الصحيفة انه مع استمرار الانتفاضة ضد نظام الاسد، يعد الصوت الرئيسي القادم من المعارضة هو صوت المجلس الوطني السوري، لكن هناك لجان التنسيق الوطنية التي لها اجندتها الخاصة، كما شاهدنا الاسبوع الماضي ظهور فصيل جديد، هو المجموعة الوطنية السورية. وتشير الصحيفة الى كثرة الخصومات بين الفصائل السورية، وكيف تحاول كل منها الاستئثار بأنها هي التي تقاتل القوات الحكومية، لكن تلك القوات تتحرك متوغلة في معاقل المعارضة بروحية انتقامية، ومع ذلك تستمر تلك الفصائل في خلافاتها، بل وتتصاعد تلك الخلافات. وترى الصحيفة ان هذا التفكك هو الذي يجعل من الاعتراف بالمعارضة دوليا امرا صعبا، والاعتراف هنا يعني الحصول على المال والسلاح، وهو ما دعا اطراف المعارضة الى البحث في ارضية مشتركة. لكن تلك المحادثات السرية ذات المستوى التمثيلي المنخفض في عمان وبروكسل وباريس ما زالت مأسورة بروح التشفي والخلاف والشماتة. وتنقل الصحيفة عن احد هؤلاء قوله انه لم يتحقق الكثير من التقدم، وان الاجتماعات في بعض الاحيان تتحول الى حلبة صراخ وتخوين من هذا لذاك، رغم الحاجة الملحة لتوحيد الصفوف، اذ يقتل ويعذب الناس على الارض، ونحن مختلفون وغير قادرين على توحيد صفوفنا . وتقول الصحيفة ان اكثر تلك الخلافات ظهورا بين القيادة المدنية للمعارضة وبين جناحها العسكري، اذ ينظر الى المجلس الوطني السوري على انه تحول الى ناد مريح لاعضائه الموجودين خارج سوريا بعيدا عن المخاطر، ويتنقلون من مؤتمر دولي الى آخر، مؤتمرات مدفوعة الثمن من القطريين والسعوديين، حسب قول الصحيفة. وفي الشأن السوري كتبت صحيفة الديلي تلغراف عنوانا يقول: بريطانيا تدرس تقدم معونات غير مميتة للمعارضة في سوريا. وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قوله ان لندن تفكر في تقدم مساعدات ذات طبيعة غير مميتة للمعارضة السورية المسلحة، بعد ان اعلنت واشنطن انها ستقدم معدات اتصال لاسلكي اليهم. لكن هيغ قال ان هناك صعوبات لوجستية في تقديم تلك المساعدات، في حال الموافقة عليها، داخل سوريا، معترفا بأنها قد تنتهي في نهاية المطاف بايدي مسلحي تنظيم القاعدة. وفي صحيفة الفاينانشال تايمز نقرأ عنوانا يقول: تراجع السياحة والحصار النفطي ضربا الليرة السورية، وتقول ان العملة السورية تراجعت الى ادنى معدلاتها في السوق السوداء. وتشير الى ان هذا عكس تدهور الاوضاع الاقتصادية التي يواجهها النظام السوري، وتقول ان التراجع القوي لليرة جاء مع انشقاق نائب وزير النفط السوري. ومن سوريا الى ايران حيث نقرأ في صحيفة الغارديان عنوانا يقول: ظلال الحرب تحوم فوق نساء ايران، وهن يواجهن مزيدا من العنف والتمييز ضدهم. هذا هو التحذير الذي وجهه ناشطون ايرانيون في مجال حقوق الانسان، لمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وتنقل الصحيفة عن بيان صدر عن اكثر من 200 ناشط وناشطة في مجال حقوق المرأة و 15 منظمة لحقوق الانسان قيل فيه ان ايران في وضع خطر، وان سلامة وامن الايرانيين في خطر بسبب سياسات المواجهة بين ايران وبعض الدول الغربية . ويقول البيان ان استمرار هذا الوضع سيلقي بظلال الحرب وعسكرة الاجواء في بلادنا وتعريض شعبنا للخطر، وعلى الاخص النساء فيه للمزيد من التمييز وانواع متعددة من العنف، الى جانب الفقر والعداء . كما تخصص الصحيفة تغطية اخرى عن ايران بعنوان: نتنياهو يقول، الحرب مع ايران ليست حتمية، لكنه زعم ان التهديد العسكري، وليس العقوبات الاقتصادية، هو الذي سيردع طهران عن تطوير سلاحها النووي. وتقول الصحيفة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اختلف مع الرئيس الامريكي باراك اوباما، عقب اجتماعهما في البيت الابيض هذا الاسبوع، والاختلاف تركز على اهمية وقيمة الجهد الدبلوماسي على هذا الصعيد. وتضيف ان نتنياهو عبر عن تشاؤمه من جدوى الجولة الجديدة من المحادثات بين طهران والقوى الدولية الرئيسية، متهما ايران بالتلاعب بالغرب . وتشير الصحيفة الى ان نتنياهو تجاهل مناشدة اوباما بالتوقف عن الحديث عن الحرب، وهو ما اعتبر انتقادا امريكيا لاسرائيل لانها ظلت على مدى اشهر تكرر كلامها عن حرب شبه حتمية مع ايران، اذ ترى واشنطن ان طهران قد تستجيب بطريقة افضل تحت تأثير العقوبات الاقتصادية اكثر من الحديث عن الحرب.
