استمرت الصحف البريطانية في التركيز والاهتمام بتداعيات تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ايران، حيث خرجت بعدة عناوين في سياق تغطيات موسعة ومتنوعة. وتنقل صحيفة الاندبندنت، في احد عناوينها، تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، التي قال فيها ان اسرائيل لا تريد الحرب مع ايران، بل تدعو الاممالمتحدة الى فرض عقوبات على ايران تشلها . كما تنقل الصحيفة خلاصة الموقف الروسي القائل بأخذ شهيق عميق وفتح قنوات حوار من اجل خفض حرارة التهديدات بالضربة العسكرية. وتشير الصحيفة الى ان اسرائيل تدعو الى تضييق الخناق على ايران من خلال زيادة العقوبات عليها، بعد ان زاد القلق الدولي من احتمالات ضربة عسكرية اسرائيلية محتملة على منشآت نووية ايرانية. وتقول الصحيفة انه مع خروج تفاصيل تقرير الوكالة الدولية حول نشاطات ايران النووية، ابقى ايهود باراك خيار الضربة العسكرية مفتوحا، وفي الوقت نفسه قلل من خطورة الرد الايراني العسكري عليها. وشدد باراك، حسب الصحيفة، على انه لم يتخذ قرار اسرائيلي حتى الآن بضربة عسكرية، لكنه اكد ايضا على عدم رغبة اسرائيل بالحرب. وسخر باراك مما قيل عن جر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو البلاد الى صراع مع ايران من دون الحصول على اجماع ودعم واسع من جانب الحكومة. وتنقل الصحيفة عن باراك تقليله، في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية، من اهمية ما وصفه بأنه حملة تخويف حذر فيها بعض المنتقدين من ان الرد الايراني سيعني سقوط 100 ألف قتيل اسرائيلي، اذ قال ان الرقم لن يكون عشرة آلاف، ولا حتى ألف، وان اسرائيل لن تدمر . وردا على احتمال رفض صيني روسي محتمل لعقوبات جديدة على ايران، قال الوزير الاسرائيلي: نحن سنستمر في التوصية لاصدقائنا حول العالم، ولانفسنا، بعدم استبعاد اي خيار من الطاولة . وتقول الصحيفة ان تصريحات باراك تأتي ردا على اتهامات وجهها الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف لاسرائيل، وقال فيها انها تستخدم شعارات خطيرة، وان اي ضربة عسكرية قد تفضي الى حرب كبرى، وانه من المهم جدا أخذ شهيق عميق، وفتح قوات الحوار . كما رفض وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه فكرة الضربة العسكرية بالقول انها ستنسف وتقوض الاستقرار في المنطقة، حسبما نقلت الصحيفة عنه. وفي الاندبندنت، كما في غيرها، تغطية حول تصريحات ادلى بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وقال فيها انه لا يطيق نتنياهو، ووصفه، في دردشة خاصة مع الرئيس الامريكي، بانه كذاب . تلك الدردشة كانت خاصة بين ساركوزي واوباما، وسمعها الصحفيون بالخطأ الاسبوع الماضي خلال قمة الدول العشرين الاكبر اقتصاديا في العالم، والتي عقدت في مدينة كان الفرنسية، واستخدم فيها مترجمون فوريون خلال مؤتمر صحفي. ويبدو ان اوباما لم يعترض على ملاحظات ساركوزي تلك، رغم ان المترجم الفوري سمع الرئيس الامريكي وهو يطلب مساعدة ساركوزي لاقناع الفلسطينيين بوقف جهودهم للحصول على عضوية الاممالمتحدة. وجاء في تلك الدردشة قول ساركوزي: نتنياهو.. هذا شخص لا اطيقه.. انه كذاب ، ورد اوباما عليه بالقول انت لا تطيقه، لكن عليّ انا التعامل معه يوميا . ومن ايران الى فلسطين نقرأ في صحيفة الغارديان عنوانا يقول: المحافظون يحذرون من عواقب شديدة اذا امتنعت بريطانيا عن التصويت في عضوية فلسطينبالاممالمتحدة. وتنقل الصحيفة عن نيكولاس سومز، حفيد ونستون تشرتشل، قوله ان بريطانيا تخطئ خطأ جسيما ان هي رفضت منح الفلسطينيين حق تقرير المصير. وتقول الصحيفة انه عندما يتكلم سومز، وزير الدفاع السابق في احدى حكومات المحافظين، على حزب المحافظين ان ينصت، وان التصريحات القوية التي ادلى بها جاءت ردا على ما قاله وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من ان لندن ستمتنع عن التصويت في مجلس الامن حول عضوية فلسطين في الاممالمتحدة. وتقول الصحيفة ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد يدفع باتجاه التصويت لعضوية بلاده اذا تمكن من ضمان تأييد تسعة اصوات في مجلس الامن. الا انها، حسب الصحيفة، عقبة ربما اعلى من ان يتم تجاوزها، بعد ان اعلنت ثلاث دول اعضاء في المجلس، هي فرنسا وبريطانيا والبرتغال، انها ستمتنع عن التصويت، كما يتوقع ايضا تمتنع المانيا، التي تحرص على عدم اغضاب اسرائيل لاعتبارات تاريخية. ومن فلسطين الى سورية نقرأ عنوانا في الاندبندنت يقول: قمع الاحتجاجات في سورية يوصل عدد القتلى الى اكثر من 3500 حسب تقديرات الاممالمتحدة. وتقول الصحيفة ان تلك التقديرات صدرت مع استمرار الجيش والامن السوري في عمليات قمع الاحتجاجات الرافضة لنظام حكم الرئيس بشار الاسد، وعلى الاخص في محافظة حمص، على الرغم من موافقة دمشق وقف حملات القمع استجابة للمبادرة العربية. وتنقل الصحيفة عن رافينا شامسداني المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قولها ان هذه الحصيلة جاءت نتيجة القمع الوحشي للاحتجاجات . وكانت الجامعة العربية قد أعلنت الأسبوع الماضي موافقة سورية على مبادرة لإنهاء اعمال العنف. إلا أن المعارضة تقول إن القوات السورية لا تزال تقتل المحتجين.