بيروت (رويترز) - حث قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد العالم يوم الثلاثاء على حماية المدنيين في سوريا قائلا ان بعثة المراقبين العرب لم تتمكن من الحد من القمع الذي يمارسه الرئيس بشار الأسد ضد المحتجين الذين يطالبون بانهاء حكمه منذ عشرة أشهر. كما ثبت أيضا عجز القوى الكبرى عن وقف العنف في سوريا الذي تقول الأممالمتحدة انه أسفر عن سقوط خمسة آلاف قتيل في حين تقول دمشق ان 2000 من قوات الامن قتلوا. ودعا الاسعد المقيم في تركيا الى تدخل دولي بدلا من بعثة المراقبين العرب التي لم يتبق على مهمتها سوى أيام. وقال لرويترز في مكالمة هاتفية "فشلت لجنة المراقبين بمهمتهم ومع اننا نحترم ونقدر عمل العرب الاخوة.. هم غير قادرين على ضبط الامور أو مقاومة النظام." وأضاف "لهذا نطلب منهم تحويل الملف للمجلس الاعلى الامني (مجلس الامن الدولي) ونطلب من المجتمع الدولي التدخل لانهم أجدر بحماية السوريين خلال هذه المرحلة من الاخوة العرب." وأدانت ايران ما وصفته بالتدخل الخارجي في شؤون سوريا أقرب حلفائها العرب وأشادت بالاصلاحات التي تعهد باجرائها الرئيس السوري باعتبار انها ستساعد على حل المشكلات. وقال رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية الايرانية في مؤتمر صحفي اسبوعي "نحن نعارض قطعيا التدخل في شؤون دول أخرى. نعتقد أنه لا يحل المشكلات بل يزيدها تعقيدا." وعرض الرئيس السوري إجراء إصلاحات لكنه تعهد أيضا بسحق معارضيه بقبضة من حديد لكن السوريين مصرون أيضا فيما يبدو على إضافته الى قائمة الزعماء العرب الذين أُطيح بهم العام الماضي. وحمل منشقون عن الجيش ومعارضون آخرون السلاح ضد قوات الامن التي تهيمن عليها الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد الامر الذي يقرب سوريا ذات الاغلبية السنية من الانزلاق الى حرب اهلية. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان "ارهابيين" أطلقوا صواريخ مما أسفر عن مقتل ضابط وخمسة أفراد اخرين من قوات الامن عند نقطة تفتيش قرب دمشق وأصابوا سبعة اخرين بعد يوم من اغتيال مسلحين ضابطا برتبة عميد قرب العاصمة السورية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثمانية قتلوا عندما انفجرت قنبلة في حافلة صغيرة على الطريق بين حلب وادلب. وفي حمص قال نشطاء ان دبابات أطلقت النار على منطقة الخالدية بعد تجمع مناهض للاسد اثناء الليل. وأظهرت لقطات وضعت على موقع يوتيوب حشدا يرقص ويرفع الاعلام السورية القديمة التي كانت تستخدم قبل وصول حزب البعث الى السلطة عام 1963. كما تحدث نشطاء عن قتال بين قوات معارضة وقوات حكومية حاولت دخول الخالدية وهو الحي الذي يضم رجال قبائل من السنة ويقع بجوار حي النزهة العلوي. وذكر نشطاء أن الدبابات كانت تطلق النار بشكل عشوائي على بلدة الزبداني التي يسيطر عليها المعارضون قرب الحدود اللبنانية والتي تتعرض لهجوم منذ يوم الجمعة. وأضافوا أن عددا من الجنود الذين حاولوا الانشقاق والانضمام الى المعارضة قتلوا. وتابعوا ان القوات السورية قتلت بالرصاص رجلا عند حاجز في ضاحية القطانة المضطربة بدمشق وقتل نشط بنيران قناصة في بلدة خان شيخون بشمال غرب البلاد. ويتعين على الجامعة العربية أن تتخذ قريبا قرارا بشأن ما اذا كانت ستسحب فريق المراقبين المؤلف من 165 فردا والذي ينتهي تفويضه يوم الخميس أم ستبقي على البعثة في سوريا على الرغم من أنها توشك أن تعلن أن دمشق لم تنفذ بشكل كامل خطة سلام عربية وافقت عليها في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني. وتطلب خطة السلام العربية من سوريا وقف العنف وسحب القوات من المدن والافراج عن محتجزين والسماح للمراقبين والصحفيين بالدخول للبلاد واجراء محادثات مع المعارضة. واقترحت قطر إرسال قوات عربية وهي فكرة جريئة بالنسبة للجامعة التي تتسم عادة بالبطء ومن المرجح ان تلقى مقاومة من الحكام العرب المقربين من الاسد ومن الذين يساورهم القلق من اضطرابات في الداخل. وقالت وزارة الخارجية السورية ان سوريا "تستغرب" الاقتراح القطري وتؤكد "رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات". ومن الممكن ان تطلب الجامعة من مجلس الامن الدولي اتخاذ اجراء لكن معارضة الصين وروسيا حتى الان منعت المنظمة الدولية من انتقاد سوريا الحليف القديم لموسكو. وقال دبلوماسيون غربيون ان مسودة قرار روسية سلمت الى المجلس يوم الاثنين لم توضح ما اذا كانت موسكو ستقبل تشديد اللهجة كما يطالب الغرب. ولا تؤيد القوى الغربية التدخل العسكري في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا. وأعلنت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا والجامعة العربية فرض عقوبات على سوريا لكن رغم أن تلك العقوبات أضرت بالاقتصاد فهي لم تدفع الاسد بعد لتغيير موقفه. كما أن معارضة فرض العقوبات من الشركاء التجاريين لسوريا خاصة لبنان والعراق تخفف من آثارها. واستخدمت روسيا والصين في أكتوبر تشرين الاول حق النقض (الفيتو) ضد قرار صاغته أوروبا يهدد بفرض عقوبات محتملة. وقدمت روسيا مسودتها الخاصة في 15 ديسمبر كانون الاول ووافقت دول غربية على مناقشتها والتفاوض حولها لكن لم تشهد القضية تقدما يذكر منذ ذلك الحين. (شارك في التغطية خالد يعقوب عويس في عمان ومريم قرعوني ودومينيك ايفانز في بيروت)