رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - أبدى عدد من الفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية يوم الاثنين رفضه عقد اللقاء المقرر بين المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين في العاصمة الاردنية عمان يوم الثلاثاء. وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان بموقعها الرسمي على الانترنت "عقد لقاءات مباشرة مع دولة الاحتلال بعد إعادة ملف الصراع الى الاممالمتحدة ومؤسساتها ينطوي على خطأ سياسي فادح يعيد الساحة الفلسطينية الى دوائر المراوحة والانتظار. ويشجع الاحتلال على سياسته وممارساته التي تطال البشر والشجر والحجر والمقدسات وعلى تهرب الاطراف المعنية العربية والاسلامية والدولية من القيام بواجباتها ومسؤولياتها السياسية والقانونية والاخلاقية." واضافت الجبهة في بيانها "ان الاحتلال ومعه الرباعية الدولية هم المستفيدون من لقاء عمان وهو في الحقيقة لقاء تفاوضي يستنزف الرصيد الوطني الفلسطيني ويعيد الساحة الى دوائر الاوهام واللهاث وراء استرضاء الاخرين والتهرب من مواجهة الحقائق الدامية التي يفرضها الاحتلال عبر الاستيطان والتهويد والحصار والتطهير العرقي والعدوان." واستجاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدعوة من العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لعقد لقاء بين وفدي المفاوضات الفلسطيني والاسرائيلي بحضور اللجنة الرباعية في العاصمة الاردنية عمان من أجل أن يقدم كل طرف رؤيته لموضوعي الحدود والامن بناء على طلب اللجنة الرباعية. وقال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي سيمثل الجانب الفلسطيني في هذا اللقاء في مؤتمر صحفي في رام الله يوم الاثنين "الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية ترحب بهذه الجهود وقررت الاستجابة للدعوة الكريمة من جلالة الملك عبد الله الثاني." واضاف "نحن نأمل ان تتجاوب الحكومة الاسرائيلية مع هذه الدعوة وان تكف .. عن سياسات فرض الحقائق على الارض والاملاءات وان تعلن عن وقف الاستيطان وان تعلن عن قبول مبدأ الدولتين وان يصار الى الاستغلال الايجابي لهذه الفرصة التي إتاحها جلالة الملك عبد الثاني والاردن الشقيق." وتابع عريقات قائلا "سنبذل كل جهد ممكن لايجاد الارضية المناسبة لاستئناف المفاوضات وفقا لما جاء في بيان الرباعية (بتاريخ) 23-9-2011." واضاف "لم نكن في يوم من الايام ضد المفاوضات او استئناف المفاوضات.. على العكس تماما الطرف الذي اوقف المفاوضات الطرف الذي اختار المستوطنات والاغتيالات والاعتقالات وفرض الحقائق على الارض هو الجانب الاسرائيلي ونأمل ان تدرك الحكومة الاسرائيلية اهمية هذا الجهد الاردني وأن تبدأ فورا تنفيذ ما عليها من التزامات وخاصة وقف الاستيطان وقبول حل الدولتين على حدود عام 67 حتى يصار الى استئناف المفاوضات." واعتبرت حركة حماس ان "الاحتلال هو المستفيد الوحيد من عقد اللقاء وأنه سيستغله للخروج من أزمته وإعادة تلميع صورته في ظل الربيع العربي والتفاعل الاممي ضد الجرائم الصهيونية." وقال سامي ابو زهري الناطق باسمها في بيان بالموقع الرسمي للحركة على الانترنت "ان حركة حماس تستهجن استمرار اللقاءات السياسية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي وتعتبر استمرار هذه اللقاءات إعادة انتاج لسياسة الفشل". ورأى المحلل السياسي هاني المصري ان الفلسطينيين "قبلوا بعقد هذا اللقاء بدون اي ثمن." وقال لرويترز "اللقاء اشارة ضارة وهو يدل على موقف اسرائيل القائل بان الفلسطينيين سيعودون الى المفاوضات بالرغم من موقفهم المعلن لذلك سيكون لاسرائيل مصداقية بالرغم من اننا لنا فترة طويلة على موقف يتم التراجع عنه بدون اي شي." واضاف "هذه إشارة الى امكانية العودة الى المفاوضات في الوقت الذي كان يجب فيه إعطاء إشارة الى عدم امكانية العودة الى المفاوضات حتى تستجيب اسرائيل لمطلبنا. الان اصبحت هناك امكانية ان نعود ولو ليس الان وهذا يجعل موقف اسرائيل افضل." واوضح المصري ان هذا اللقاء الذي اعلن عدد من الفصائل الوطنية والاسلامية رفضه له "سيؤثر على موضوع الوحدة والمصالحة بشكل سلبي." وابدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رفضها لهذا اللقاء وقال قيس عبد الكريم نائب الامين العام للجبهة لرويترز "ابدينا عدم الموافقة على هذا اللقاء انطلاقا من انه يمكن ان يشكل مدخلا لاضعاف الموقف الفلسطيني الذي يصر على ضرورة توفر الاسس والقواعد الواضحة لاي عملية تفاوضية وفي مقدمتها وقف الاستيطان واعتماد حدود الرابع من (يونيو) حزيران 67 كاساس لحل الدولتين." واضاف "ويمكن ان يستفاد منه من قبل اسرائيل لخلط الاوراق والتعمية على المسؤولية عن تعطيل وعدم عمل الرباعية على مدار الاسابيع الماضية وتمكين الولاياتالمتحدة من القاء اللوم على الطرفين في حال الفشل المتوقع للرباعية في مثل هذا الدور." ووصفت حركة الجهاد الاسلامي اللقاء بانه "لذر الرماد في العيون".