فشلت محاولات التوصل الى اتفاق لتعديل معاهدات الاتحاد الاوروبي خلال القمة الاوروبية الحاسمة في بروكسل، وان تم الاتفاق على معايير مشددة للانضباط المالي. وجاء الفشل في اتفاق دول الاتحاد ال27 على تعديل المعاهدة نتيجة طلب بريطانيا تنازلات لم تشأ المانياوفرنسا تقديمها. ولم تذكر اي تفاصيل حول الاتفاق على المقترح الالماني الفرنسي بتشديد ضوابط الميزانيات الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي. وتتركز المحادثات الان على بحث معاهدات لدول منطقة اليورو ال17 فقط كما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال ساركوزي عقب محادثات للقادة الاوروبيين طوال الليل انه تم تحديد موعد نهائي في مارس/اذار لتتوصل دول اليورو الى اتفاق على معاهدة جديدة. وكانت فرنسا وألمانيا قد بادرتا الى طرح مقترح الميثاق المالي سعياً منهما لإنقاذ العملة الاوروبية الموحدة (اليورو). وأعلن الرئيس الفرنسي ان البنك المركزي الاوروبي سيتكلف بشؤون ادارة الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي الحالي وآلية الاستقرار الاوروبية التي ستحل محله عام 2012. وأوضح ساركوزي قائلا توصلنا إلى اتفاق اخر هو ان البنك المركزي هو الذي سيدير الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي وآلية الاستقرار الاوروبية مشيرا إلى ان هذا القرار اتخذ بناء على اقتراح من رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي أوروبي قوله يوجد اتفاق بين الزعماء على الميثاق المالي الجديد مضيفا ان من بين نقاط التي تم الاتفاق عليها : اتفاق على ان العقوبات على مخالفي قواعد الميزانية ستطبق بشكل تلقائي ما لم تعطلها أغلبية مشروطة أو ثلاثة ارباع الدول الاعضاء . وأضاف الدبلوماسي أن القادة الأوروبيين ما زالوا يناقشون كيفية تعزيز الالية المستقبلية الدائمة للانقاذ المالي والمعروفة باسم الية الاستقرار الاوروبية وهل ينبغي ان تحصل على رخصة مصرفية. واضاف انه لم يتم بعد الاتفاق على افضل السبل لتنفيذ التغييرات. من جانبه أعلن رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي أن الاتفاق الجديد لتعزيز قواعد الميزانية في منطقة اليورو سيشمل الدول ال17 المنضوية في الاتحاد النقدي اضافة الى ست دول اخرى في الاتحاد الاوروبي خارج المنطقة. وقال فان رومبوي الأعضاء ال17 في منطقة اليورو اضافة الى ست دول اخرى سيبرمون اتفاق حكوميا بينيا دون تسمية هذه الدول. وكان هيرمان يسعى إلى موافقة جميع دول الاتحاد السبع والعشرين على تغيير القواعد عبر تعديل لمعاهدة الاتحاد الاوروبي لكن المانياوفرنسا تقولان ان هذا ربما يكون ممكنا فقط بين دول منطقة اليورو السبع عشرة. وكانت خمس دول من الاتحاد الأوروبي، بينها بريطانيا، قد أعربت عن معارضتها لتغيير شامل لمعاهدة الاتحاد الأوروبي. بينما دعت فرنساوالمانيا إلى تبني هذه التغيرات باعتبارها السبيل الوحيد لمعالجة أزمة منطقة اليورو. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد حذر قبل انطلاق القمة من أن أوروبا تواجه الآن خطر التفكك على نحو غير مسبوق بسبب أزمة اليورو. وأضاف أن لدى قادة منطقة اليورو بضعة أسابيع لاتخاذ قرارات بشأن الأزمة الراهنة في المنطقة، محذرا من التأخير في التعامل مع الأزمة. في هذه الاثناء دعا رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو قادة الاتحاد الأوروبي، قبيل انعقاد القمة، إلى فعل كل شىء لانقاذ اليورو. وقال باروسو كل العالم يترقب، علينا أن نفعل كل شىء لانقاذ اليورو . وأضاف في تصريحات من مدينة مرسيليا الفرنسية من الضروري جدا أن نثبت جميعا، أن يثبت كل الاتحاد الأوروبي أن اليورو غير قابل للتراجع . من جانبه حذر جين ليونتي الوزير الفرنسي لشؤون أوروبا من أن العملة الأوروبية الموحدة والاتحاد الأوروبي نفسه سيكونان مهددين إذا فشل القادة الأوروبيون في معالجة أزمة الدين. وأضاف في تصريحات للتلفزيون الفرنسي أن انهيار اليورو يمكن أن يكون كارثة، ليس في أوروبا أو فرنسا فحسب، بل في كل العالم .