هدد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الغرب الاربعاء بنشر صواريخ على الحدود مع الاتحاد الاوروبي لضرب منشات الدفاع الصاروخية التي تنوي الولاياتالمتحدة نشرها في شرق اوروبا. وقال مدفيديف ان بلاده مستعدة لنشر صواريخ اسكندر التي يقول مسؤولون روسيون ان مداها يصل الى 500 كلم، في جيب كاليننغراد المحاذي لبولندا وليتوانيا. ورفض البيت الابيض الاربعاء ادخال اي تعديل على نشر درع الحلف الاطلسي المضادة للصواريخ في اوروبا، ونفى ان تكون هذه الدرع موجهة ضد روسيا . وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي تومي فيتور ان "المنظومات المضادة للصواريخ التي من المقرر نشرها في اوروبا لا تشكل تهديدا ولا يمكن ان تهدد الردع الاستراتيجي الروسي". واضاف "لن نعدل ولن نحد بأي حال من الاحوال من مشاريعنا لنشر" هذه الدرع الصاروخية. وفي خطاب اشبه بما كان متداولا ايام الحرب الباردة، قال مدفيديف انه يمكن كذلك نشر انظمة الاسلحة في الجنوب بالقرب من جورجيا، عدوة روسيا، وتركيا العضو في حلف الاطلسي، واستخدامها للقضاء على انظمة الدفاع الصاروخية الاميركية. واضاف في خطاب متلفز انه "سيكون من بين تلك الاجراءات نشر بطارية صواريخ من نوع اسكندر في منطقة كاليننغراد". ووافقت كل من رومانيا وبولندا على نشر جزء من الدرع الصاروخية الاميركية على اراضيها. وتقول واشنطن ان هذه الدرع تستهدف الدول التي خارج فلك الولاياتالمتحدة مثل ايران، الا ان موسكو تعتقد ان هذه الدرع تستهدف اراضيها كذلك. وقررت تركيا اقامة رادار للانذار المبكر في قاعدة عسكرية بالقرب من ملاطيا في جنوب شرق البلاد كجزء من نظام الدفاع الصاروخي. وقال انه اذا قرر الغرب المضي في خططه فان "الاتحاد الروسي سينشر في غرب وجنوب البلاد انظمة هجومية حديثة يمكن استخدامها لتدمير الانظمة الاميركية للدفاع المضاد للصواريخ المنتشرة في اوروبا". وامر مدفيديف وزارة الدفاع الروسية الى وضع انظمة رادار في كاليننغراد التي تحذر من اية هجمات صاروخية، "فورا" في حالة الاستعداد القتالي. وقال انه سيتم تزويد الصواريخ البالستية الروسية بالقدرة على التغلب على انظمة الدفاع الصاروخي و"رؤوس حربية جديدة عالية الفعالية". وشكلت هذه الدرع عائقا امام اعادة بناء العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة، وقال مدفيديف انها ستؤثر على التعاون من اجل نزع الاسلحة بين الدولتين اللتين كانتا عدوتين ايام الحرب الباردة. واكد مدفيديف انه "اذا لم يتطور الوضع بشكل جيد، فان روسيا تحتفط بحق وقف اية خطوات اضافية على طريق نزع الاسلحة وضبطها". واضاف ان المشكلة يمكن ان تدفع روسيا الى الخروج من معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت) الخاصة بتقليص الاسلحة النووية والمبرمة مع الولاياتالمتحدة والتي وقعها مدفيديف مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في نيسان/ابريل 2010. وقال "يمكن ان يكون هناك اساس لخروجنا مع معاهدة ستارت. وهذا مسموح به بموجب روح المعاهدة نفسها". وتاتي تصريحات مدفيديف المتشددة بعد لقائه اوباما لاجراء محادثات على هامش قمة عقدت في هاواي في وقت سابق من هذا الشهر. وتتزامن كذلك مع الاستعدادات لاجراء انتخابات تشريعية في الرابع من كانون الاول/ديسمبر حيث يتصدر مدفيديف قائمة حزب روسيا الموحدة الحاكم وسط تزايد المشاعر القومية في البلاد. وتاتي هذه التحذيرات فيما يستعد رئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين-- الذي يقول محللون انه سيتخذ خطا اقوى في السياسة الخارجية والعسكرية مقارنة مع خط مدفيديف-- للعودة الى الرئاسة في انتخابات 2012. وكان مدفيديف تولى الرئاسة من سلفه بوتين في عام 2008، وسعى الى تحسين العلاقات الاميركية الروسية اثناء رئاسة باراك اوباما بعد ان كانت قد توترت خلال ولاية الرئيس السابق جورج بوش. وذكرت وكالة انترفاكس للانباء ان مدى صواريخ اسكندر هو 280 كلم، الا ان مسؤولين روس افادوا في السابق انها يمكن ان تضرب اهدافا تصل الى 500 كلم. وكاليننغراد هي جزء من منطقة شرق بروسيا الالمانية سابقا الا انه تم ضمها الى الاتحاد السوفياتي في نهاية الحرب العالمية الثانية ولا تزال واحدة من اهم المناطق الاستراتيجية بالنسبة لروسيا.