للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية أغلقت بلدية لندن كنيسة سانت بول أمام الزائرين بسبب المحتجين الذين باتوا يحتلون مدخل الكاتدرائية الشهيرة. وقال القس جرايم نويلز القائم على شؤون الكاتدرائية إن قرار الإغلاق قد اتخذ بقلب كسير ولكن لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة. وكان المتظاهرون المناهضون للرأسمالية من أنصار حركة احتلوا بورصة لندن قد دخلوا ساحة كنيسة سانت بول يوم السبت الماضي. وقال المحتلون إنهم أعادوا تنظيم عملية الإحتلال بحيث تتوافق مع شروط الأمن والسلامة في الكاتدرائية ويشعرون بخيبة أمل من قرار إغلاقها . ويجتمع المحتلون الآن لتقرير خطوتهم القادمة ولكن متحدثا باسمهم قال إنهم يعتزمون مواصلة احتلال مدخل الكاتدرائية. وقد طلب القس جرايم نويلز من المحتلين إخلاء الساحة الأمامية المواجهة لمدخل الكاتدرائية، وقال إن علينا التزاما قانونيا بالحرص على سلامة الزائرين وأمنهم وصحتهم . ولكن أحد المتعاطفين مع حركة احتلوا بورصة لندن قال ما نفعله هو أننا نحذر الجميع من خطورة الموقف الحالي ، ومن الآن فصاعدا سنكون نحن من يقرر ما إذا كان من المتعين اتخاذ أي إجراء آخر . وأضاف قائلا منذ بداية الاحتلال في الأسبوع الماضي حرصنا كل الحرص على إزالة أسباب القلق لدى القائمين على الكاتدرائية . وأضاف قائلا نعلم أن هذا الإحتلال صعب على الجميع ولكن لا يسعنا أن نستسلم في اللحظة الراهنة . وقد أغلقت الكاتدرائية أمام الجمهور عقب انتهاء قداس أقيم بعد ظهر الجمعة. وقال القس جرايم نويلز إن قرار إغلاق كاتدرائية سانت بول لم يسبق له مثيل في السنوات الأخيرة . وكان مسؤولون بالكاتدرائية قد أعلنوا يوم الأحد الماضي أنهم طلبوا تقليص الشرطة خارج الكاتدرائية. ولكن بحلول يوم الأربعاء تزايد عدد المحتجين أو المحتلين إلى الدرجة التي دفعت المسؤولين إلى إعادة النظر في إمكانية الإبقاء على الكاتدرائية مفتوحة أمام الآلاف من السياح والمتعبدين وتلاميذ المدارس الذين يدخلونها في كل يوم. كما أن الكاتدرائية تدر دخلا هاما في الحفاظ على منشآتها ودفع رواتب نحو 200 من العاملين فيها ، وبلغ دخلها العام الماضي نحو 32 ألف جنيه استرليني يوميا من رسم الزيارة وبيع التذكارات وحصيلة التبرعات من الزائرين. وتعد هذه المرة الأولى التي تغلق فيها كاتدرائية سانت بول منذ قصف لندن في الحرب العالمية الثانية.