قالت صحيف الغارديان البريطانية في افتتاحيتها إنه بات من الواضح أن الأزمة المصرية ليست بشأن الدستور أو تأجيل الاستفتاء لأن المعارضين حظوا بفرصة المشاركة في صياغته قبل أن يغيروا موقفهم وينسحبوا من اللجنة التأسيسية فضلا عن رفضهم عرض التفاوض بشأن النقاط الخلافية. وأضافت الصحيفة أن الأزمة أيضا ليست بشأن موعد الاستفتاء على الدستور لأن الوزير العدل المصري أحمد مكي أبدى إمكانية التأجيل وتم رفض ذلك من قبل المعارضة، ولا حتى بشأن الصلاحيات التي منحها الرئيس محمد مرسي لنفسه بشكل مؤقت وتسقط مع الاستفتاء. وذهبت الصحيفة إلى القول بأن الرئيس مرسي حث المعارضة على الحوار لكن محمد البرادعي قال إن مرسي فقد شرعيته، ما يعني أن هدف جبهة الإنقاذ الوطنية ليس الدستور ولا الإعلان الدستوري وإنما مرسي نفسه. ووصفت الصحيفة المشهد المصري بأنه معركة على السلطة ومحاولة لعزل رئيس منتخب وليس من أجل الدستور، والحيلولة دون إجراء انتخابات تبدو فرص الإسلاميين فيها جيدة. وبحسب الصحيفة فإن الرئيس مرسي واثق في حال إجراء اي اسطلاع انه سيحصل على التأييد الذي يعتقد أنه يحظى به الآن. وذكرت الصحيفة أن خمسة من القتلى الستة في أحداث العنف التي صاحبت المظاهرات المعارضة لمرسي في القاهرة هم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين إضافة إلى إسلاميين اثنين آخرين قتلا خارج العاصمة، فضلا عن حرق ومهاجمة مقرات الإخوان في طول البلاد وعرضها، في حين لم يمس مقر أو مكتب أي حزب من الأحزاب الأخرى، وهذا لا يتماشى مع مزاعم المعارضة بأنهم ضحايا لعنف الإسلاميين، وتضيف "الطرفان ضحية للعنف وأن الفاعل الحقيقي هو عدوهم المشترك". وتقول الصحيفة إن في محاولته استباق قرار المحكمة الدستورية بإيقاف مسار الدستور، أصدر الرئيس مرسي إعلانا دستوريا بصلاحيات أوسع مما يجب. وتضيف إنه لا شك أن مرسي ارتكب أخطاء جسيمة وأن مسودة الدستور تتضمن أخطاء عديدة، لكن المعارضة في المقابل لم تتقبل نتائج الانتخابات الحرة سواء البرلمانية أم الرئاسية وتحاول أن تفعل أي شيء لوقف أي انتخابات جديدة.