حول إقرار المجلس الأعلى للجامعات مواد الإرهاب، ضمن قانون الجامعات لإيقاف الحراك الطلابي وصدور حكم قضائي يقضي بحظر التظاهر داخل الجامعات إلا بعد الحصول على إذن مسبق من رئيس الجامعة، قال المحامي عمرو عبد الهادي – عضو جبهة الضمير - في لقاء لة على احدى الفضائيات : بما أننا في فترة انتقالية، لا يجوز بالأساس سن تشريعات من هذا النوع. وبما أن الطلاب غير معترفين أساساً بالانقلاب أو حكومته المؤقتة وغير معترفين بأن تلك مرحلة انتقالية فهم يعتبرون أن كل ما يصدر عن تلك السلطة الانقلابية هو كلام في الهواء ومجرد فراغ، مؤكداً أنه لا سقف ولا حدود للممارسات السياسية الطلابية. واستنكر عمرو عبد الهادي موقف د.حسام عيسى من الحركة الطلابية، مشيرا إلى أنه طالما نادى بحريتها قبل الانقلاب العسكري، وهو أول من داس حقوق وحريات الطلاب داخل الحرم الجامعي، مشيرا إلى أن مبدأ "يلا نفسي" أو منطق "عيش نملة تاكل سكر" لا يصح أن يوجد في أساتذة جامعات مصر الذين من المفترض أنهم يبنون الأجيال، فبأي منطق يقف الطالب ويخرج ليقول كلمة حق ويجد أستاذه، مختبئاً تحت ستار لوائح وقوانين مجلس الجامعات، كيف يقبلون ذلك لأبنائهم الطلاب؟ وكيف يواجهونهم بعد ذلك وجهاً لوجه؟ وكيف لوزير التعليم العالي أن ينكر حشد الطلاب وهم الذين أقروه من قبل ودعموه، هل لأن التظاهر الطلابي لا يخدمهم يصبح حراماً الآن؟. ووصف عمرو عبد الهادي كلام د.جابر نصار رئيس جامعة القاهرة وقت مقتل طالب كلية الهندسة محمد رضا، واتهامه الداخلية بأنها السبب في قمع الطلاب ومقتل الطالب، بأنه مجرد مراوغة أمنية فعلها نصار باقتدار وخرج بدموع التماسيح بين الطلاب ليثبت لهم أنه معهم، وبعد ذلك يمكنه السيطرة عليهم وتوجيههم كما يشاء، لكن الطلاب كانوا أذكى منه كشفوا وجهه الحقيقي وجعلوه يفعِّل قانون حماية الجامعات من التظاهر، مؤكداً أن نصار كان يوزع أسئلة الامتحانات على أبناء المستشارين والقضاة داخل اللجان. وقال عمرو عبد الهادي إن الجامعة بالأساس تعمل على تهيئة الطلاب لإثراء الحياة السياسية المصرية، ونقل البلاد نقلة نوعية لكن نتيجة تجريف التعليم ومن قبله تجريف العقول أصبحنا نرى اكثر الانتهاكات في حق الطلاب وبمباركة القائمين على إدارة تلك الجامعات، وقد تناسى كل هؤلاء أن الطلاب هم من جمعوا التوقيعات لسعد زغلول من المحافظات لينوب عن الشعب أمام الغرب، وأن مصطفى كامل زعيم الحركة الطلابية ومن ورائه استكمل المسيرة محمد فريد وكل الثورات التي نجحت كانت نتاج الحركة الطلابية، وللأسف الانقلابيون لا يريدون أن يتعلموا الدرس ولا يفهمون أنهم لم ولن يستطيعوا قهر الحركة الطلابية، ولما حاولوا قهر جامعة الأزهر خرجت ثلاث جامعات أخرى تثور اليوم ضدهم. من جانبه قال أحمد البقري – نائب رئيس اتحاد طلاب مصر- إن التاريخ يؤكد على أن الحركة الطلابية دائماً تنتصر فإذا وصفناهم الآن بالإرهابيين فمصر كلها إرهابيون إذاً، وماذا عن بقية الشعب؟ كما أن الفريق عبد الفتاح السيسي قال: سأمكن الشباب من خارطة الطريق، كيف سيمكنهم وهو يتهمهم بالإرهاب؟ إذا كنا في دولة قانون فأين احترام اللائحة الطلابية التي أصدرناها في 2012 والتي تنص على أحقية الطلاب بالقيام بأي أنشطة بما فيها التعبير عن آرائهم السياسية دون الرجوع لرئيس الجامعة؟ وأضاف البقري أننا لسنا في دولة قانون بالأساس وأننا نعيش في دولة الغاب، والدليل على ذلك قرارات المجلس الأعلى للجامعات وموقف رئيس جامعة الأزهر تحديداً، مشيراً إلى أن الجامعات لا تحتاج لقوانين استثنائية، فنحن من المفترض لدينا دستور وقانون ولوائح ومن المفترض أيضاً ألا يتعارضوا مع بعضهم البعض وقلنا إن اللائحة التنفيذية لعمل الطلاب داخل الجامعات عام 2012 أنهم يحق لهم تنظيم الأنشطة أياً كان نوعها من دون إذن من رئيس الجامعة، ولا يمكن إسقاط تلك اللائحة إلا بقرار من رئيس الوزراء وهذا لم يحدث حتى الآن ولكن لأننا لسنا في دولة قانون فكل تلك اللوائح ضُرب بها عرض الحائط وها هي جامعة الأزهر تنتهك من قبل قوات الأمن كل يوم. وقال البقري إن سلطة الانقلاب تعلم جيداً مدى قوة الحركة الطلابية على مر التاريخ، وبالتالي تريد قهر وتدمير إرادة الطلاب والشباب منذ عهد جمال عبد الناصر لكسر كوادر الطلاب، مؤكداً أن عهد الرئيس مرسي أيقظ الحركة الطلابية من جديد وأنعشها وأعطاها كل الحقوق في التعبير عن نفسها بعدما كبل العسكر من قبل ومن بعد حريات الطلاب. وفي مداخلة هاتفية لنفس القناة قال د.عرفه عامر – وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر- إن كلية الإعلام بها حرية تامة وحركة طبيعية للتظاهر، وكل ما في الأمر أنه طبقاً لقرار مجلس الجامعة دخلت قوات الأمن لتأمين الامتحانات فقط، خاصة بعد تأخير الامتحانات في اليوم الأول لعدم وجود قوات الأمن فتأخرت الامتحانات لمدة 3 ساعات، ما دفع إلى تأجيلها إلى نهاية الجدول، مؤكداً أن قوات الأمن لا تتدخل في اللجان، إلا إذا صعب السيطرة على الطلاب فيها، لأن هناك طلابا كانوا يمنعون زملاءهم من أداء الامتحانات وهذا ليس من حقهم، فمن أراد الامتناع ليس من حقه أن يجبر غيره على الامتناع مثله. وأشار د.عرفه عامر إلى سير عملية الامتحانات اليوم بسلام تام وفي هدوء، وأضاف أنه بشكل شخصي لا يوافق على وجود قوات الأمن داخل الحرم الجامعي لكنه قرار مجلس الجامعة والأمن ينفذ القرار، كما كان يتنمنى أن تؤجل الامتحانات لنهاية العام ونطبق نظام العام الواحد مراعاة لظروف الطلاب الذين يصعب عليهم اداء الامتحانات في تلك الأجواء المشحونة بالغضب والاعتقال والدم، لكن هذا أيضاً قرار مجلس الجامعة، مشيرا إلى أن الطلاب معذورون في كل ما يفعلونه ولا يجب أن نقف ضدهم.