انزعج الشارع المصرى بمختلف انتماءاته الكروية، بعد تسرب خبر مرض الكابتن محمود الخطيب، والسبب أن هذه الموهبة الفذة حافظت على صورتها لدى الناس كنجم موهوب ومحبوب من الجميع. الخطيب، الذى يحظى بكل هذا الحب لم نره يوما معترضا على حكم أو سارقًا لضربة جزاء أو مختلسًا لهدف أو مدعيًا لبطولة فى ملاعب أخرى غير كرة القدم، ولم يضبط يومًا بسلوك مشين خارج ملاعب كرة القدم، فحظى بحب الناس، وأظن أن كل هذا الحب ياتى بفضل كبير من الله سبحانه وتعالى وبرضاء الوالدين وبتقدير رائع منه لنعم الله عليه. واعتقد أن الانزعاج الشديد الذى مر به الشعب المصرى على النجم المحبوب، ياتى تقديرًا لسلوكه وموهبته الفذه التى وهبه الله إياها، وهو درس كبير يجب أن يعلمه المدربون للاعبى كرة القدم فى هذا الجيل، فالكرة ليست رصيدًا متزايدًا فى البنوك فقط، وحب الناس لا ياتى ابدًا بإعلان التمرد أو بالتطاول على رموز الكرة المصرية سواء هنا أو هناك. وتوجد لقطة شهيرة للكابتن أذكر بها شباب المشجعين من جماهير الأهلى والزمالك وهى عندما أخذ الكابتن الخطيب زميله بالمنتخب حسن شحاتة إلى جماهير الأهلى إعلانًا لمبدأ الروح الرياضية والسلوك القويم وأن نجوم الناديين الكبيرين أخوة متحابون خارج الملعب. وللأسف الشديد لم نر هذه اللقطة منذ سنوات طوال رغم أن الناديين الكبيرين بهما نجوم كبار ولم نر من يسعى إلى التهدئة الجماهيرية ونشر الروح الرياضية وتخفيف حدة العداء الجماهيرى. محمود الخطيب، جوهرة كروية وأخلاقية وهبها الله للكرة المصرية، ومنحه حب الجماهير المصرية بمختلف ميولها وأطيافها، ولذا ازداد حب الجماهير له رغم مغادرته الملاعب منذ ربع قرن تقريبًا، ولذا وجب على الجميع دراسة حياة وسلوكيات هذا النجم الكبير ووضعه كقدوة أمام النشء الصغير. ولا يظن أحد أن الخطيب "ملاكًا" فهو بشر مثلنا، يمكن لبعض نجومنا أن ينالوا مكانته ولكن بشرط أن يتعلموا منه، وأن يقتدوا به داخل الملعب وخارجة، وقد يخطىء هذا الرجل أو يصيب فى الملعب أو الإدارة شان كل البشر، لكنه حافظ على صورته الجميلة لدى الجميع بالالتزام والانضباط والأخلاقيات العالية وشكر الله على حب الجماهير له. الخطيب، موهبة لو ظهر فى هذا الزمان لكان الآن بين نجوم كبرى الأندية الأوروبية، فموهبته لا يقدرها ألا من شاهده يبدع فى ملاعب الكرة، أو من يقارنه الآن بنجوم ملء السمع والبصر فى العالم، وقد جاءت له فرص عديدة للاحتراف لكنه فضل أن يكون بالأهلى .. فنال حب الجماهير وتربع فى القلوب، وبات أى خبر سيىء عنه يصيب الشعب المصرى كله بالقلق والتوتر، ويدفع الجميع إلى رفع الأكف إلى الله بالدعاء له بالشفاء. وربما يتذكر نجوم الملايين الذين يبيعون جماهيرهم وأنديتهم من أجل المال أنهم سوف يكونون فى طى النسيان بعد الابتعاد عن الاضواء، بل أنهم قد يكونون رقما لا يتذكره أحد بين لاعبى هذا النادى أو ذاك. أدام الله الصحة والعافية على الكابتن محمود الخطيب .. وشفاه وعفاه.