أدرك أننى أدخل منطقة خطر، وأدرك أننى سوف أتعرض لانتقادات شديدة ممن يهاجمون "الألتراس" و"الوايت نايتس" بسبب الشماريخ لكننى قررت طرح السؤال الصعب بعدما أصبت باليأس من وجود شخصيات تزداد حولها الشبهات، بل وتحارب الشخصيات المحترمة لإبعادها، أو تفضل المحترمة الابتعاد طواعية حفاظاً على سمعتها ومكانتها الاجتماعية. لكننى أطرح السؤال بعد الدور الرائع لشباب الناديين الكبيرين فى التحرير لإنقاذ الثورة، وطرحت السؤال لأن البلاغات للنائب العام لم يعد لها قيمة، فهى إما أن تحفظ فى الأدراج، أو يتم التحقيق فيها بسرعة السلحفاة، أو تموت إكلينيكياً بأي وسيلة أخرى، أو يموت من قدمها، أو يبيع عفش بيته أملا فى نصرة الحق. الفساد عم مصر وليس الأندية والمؤسسات الرياضية فقط، وشخصيات عديدة فاحت رائحتها، بل إن بعض زملائهم فى هذا المجلس أو ذاك لديهم تفاصيل دقيقة عن أرقام العمولات التى دخلت جيب هذا الرجل أو ذاك من لعب مباراة، أو بيع حق بث مبارة، أو أى شىء يرتبط بالاتحاد. ولكن للأسف .. هذا الفساد لا يمكن الإمساك به أو ضبطه أو محاكمته فى ظل أن الرياضة لا تأتى إلا فى آخر الصف بالنسبة للبلاغات، بل إنها قد لا تأتى أصلاً!. ويبدو أن شباب الألتراس الأهلاوى والوايت نايتس الزملكاوى وغيرهم من روابط المشجعين فى أنحاء مصر كلها سيكونون هم المهتمون وحدهم ب"الثورة" ضد الفساد، الذى يلمسونه ويعرفونه ويملكون الدليل عليه، بل سيكونون هم وحدهم من يملكون قرار الإدانة لهذا الشخص أو ذاك، بل والضغط عليه "للتنحى" عن المنصب الذى يكتم على أنفاس الجميع بالجلوس عليه بعد اللعب ب"البيضة والحجر". وهؤلاء الشباب الذين حركوا المياه الراكدة فى ميدان التحرير بل وسقط منهم الشهيد "شهاب" من وايت نايتس الزمالك يمكنهم إعلان الثورة ضد المفسدين الرياضيين الذين حصلوا على "الإدانة الشعبية"، ويمكن أن يتم ذلك بالوسائل المتنوعة والمختلفة بدءاً من شن حملات إعلامية ضدهم لإفسادهم الحياة الرياضية مالياً وأخلاقياً والانتفاع من مناصبهم، فلا يعقل أن يدخل رجل اتحاد الكرة وعليه حكم بالإفلاس، وتصل ثروته الآن إلى 200 مليون جنيه!! ولا يملك أحداً سؤاله أو محاسبته ولا يملك أحداً إدانته أيضاً، كما لا يملك أى دليل على براءته من الإدانة الشعبية له. وفساد رجال النظام السابق لم يكن يحتاج لدليل، تماماً كفساد بعض المسئولين فى الوسط الرياضى، فهل نحتاج مثلاً إلى دليل على انتعاش وازدهار الفساد فى اتحاد الكرة بينما يستقيل العضو تلو الآخر، فقد استقال المهندسون محمود طاهر وهانى أبوريدة ومحمود الشامى وأيمن يونس لكن مسئولاً لم يقف أمام هذه الاستقالات ولم يحقق أحداً فى الدوافع التى أجبرتهم على الرحيل عن اتحاد الكرة، حيث الانتشار الإعلامى والوجاهة الاجتماعية، لكنهم رحلوا لانتشار الفساد الأخلاقى والرياضى والمالى، وانتشار الشبهات حول كل قرار أو عقد أو مناقصة. وأعتقد أنه لا أمل الآن فى الإصلاح الرياضى إلا من خلال الوعى الجماهيرى الذى تمثله روابط المشجعين المخصلين لبلدهم وأنديتهم، ولا يمكن شراؤهم أو استرضاؤهم، فدائماً يتحركون من خلال مبادئ وقيم تحكم سلوكياتهم وقراراتهم. ويمكن لهؤلاء الضغط نفسياً على الفاسدين بالتعبير عن آرائهم على شبكات الإنترنت، وباللافتات فى الملاعب، والتظاهر والاعتصام لإجبار أى فاسد على التنحى. فنحن الآن لم نعد فى حاجة لإدانة هذا المسئول أو ذاك بالمحاكمة القانونية أو التحقيقات، ولكن بالسمعة، فقد باتت هى الفيصل، وكثيرون شابت سمعتهم الشبهات، وابتعد عنهم كثيرون بسبب سوء السمعة، بل والحديث عن حصولهم على أحكام قضائية حامت حولها الشبهات. وقد أصبت باليأس من تطهير الوسط الرياضى ولم أجد إلا شباب الألتراس والوايت نايتس أطالبهم بالثورة ضد الفساد الرياضى وتولى مدحت البلتاجى المسئولية لمدة 6 أشهر، حتى نبنى نهضة رياضية، ويكون لدينا شخصيات حسنة السمعة على رأس الأندية والاتحادات الرياضية. وأعتقد أن تحرك الألتراس والوايت نايتس سوف يجبر الدولة على اختيار شخصية محترمة لتولى حقيبة الرياضة بعد رحيل حسن صقر، ودفع أبطاله للتنحى فنحن نريد شخصية بلا عقد، وبلا أغراض شخصية.. نريد مسئولا عن الرياضة منزها عن الهوى والغرض، ويعمل بأمانة وإخلاص. وربنا يولى من يصلح.