من يدير شئون الكرة المصرية ويملك حق إداراتها؟ سؤال يتردد ولا نجد له إجابة محددة الفترة الماضية بعد حالة التخبط والعشوائية التي ضربت جدران اللعبة وأدت الي توقف النشاط الكروي وإفلاس الأندية وتشرد اللاعبين.. أصبحت التركة مقسمة بين العديد من الجهات التي تتحكم في إقامة وإدارة اللعبة منها اتحاد الكرة ووزارتا الرياضة والداخلية وروابط المشجعين والبرامج الرياضية ومجالس إدارات الاندية واللاعبين. اللوائح والقوانين والأصول والأعراف تعطي لاتحاد كرة القدم في أي دولة الحق في الإدارة الكاملة لشئون اللعبة وذلك تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ولايتعامل إلا مع الاتحاد الأهلي للعبة ولكن في مصر الأمور مختلفة ومتغيرة ربما لعدم وجود اتحاد أو مجلس إدارة منتخب يدير شئون اللعبة واكتفينا بلجان تدير اللعبة لمدة عام ونصف ثم بمدير تنفيذي واحد يدير اللعبة بمفرده هو الحاج عامر حسين ولم تنته حكاية انتخاب مجلس إدارة جديد رغم غلق باب الترشيح بسبب الطعون والاستبعاد لعدد كبير من المرشحين مما أدي إلي وجود حالة من القلق والخوف لدي أسرة اللعبة من تأجيل انعقاد الجمعية العمومية وتظل الكرة المصرية تتخبط ولا تجد لها أبا شرعيا يتولي شئونها ورغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم أصيب بالملل والزهق من كثرة الملفات والشكاوي والأزمات التي يتلقاها من الكرة المصرية مما يعكس ويؤكد أن وجود اتحاد شرعي منتخب لايمنع الأزمات بل أحيانا يتسبب فيها بقراراته الخاطئة وعدم تناسق اللوائح التي تدير الكرة المصرية مع لوائح الاتحاد الدولي إلا في وجود مجلس منتخب يعطي بعض الثقة للعالم الكروي بوجود حالة من الاستقرار الكروي بمصر لذلك أصبح حتميا الحرص علي انتخاب مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم. أما داخل الاتحاد نفسه فنجد أن وجود اللجان المختلفة المنبثقة من مجلس الإدارة أصبحت هي الأخري مصدرة للمشاكل والأزمات رغم شرعيتها وصحة وجودها وتوافق قراراتها مع اللوائح. الغريب أن الموسم القادم وبناء علي أوامر الكاف والفيفا سيتم إشهار رابطة الأندية المحترفين وهي المنوط بها إدارة كافة شئون كرة القدم مثلما يحدث في العالم كله وسيتفرغ اتحاد كرة القدم لشئون المنتخبات الوطنية فقط وبذلك ستتقلص اختصاصاته تماما وتؤول إلي رابطة الأندية المحترفين وهو الأمر الذي سيغير طريقة وأسلوب إدارة اللعبة. وعلي مستوي الأندية نجد أن مجالس الإدارات كانت في الماضي هي التي تدير كرة القدم وتشتري لاعبين وتبيع نجومها وتتعاقد مع مدربيها وبعض الأندية كانت تترك مقاليد الأمور الكروية للجنة الكرة ولكن بعد توقف النشاط الكروي وإفلاس خزائن الأندية وهياج وثورة اللاعبين لعدم حصولهم علي مستحقاتهم من الموسم الماضي نجد أن أيدي مجالس الإدارات أصبحت مرتعشة ومن لايملك لا يحكم ولا يسيطر. أما القوي الحاكمة الجديدة التي ظهرت علي السطح مؤخرا فهم روابط المشجعين بأسمائهم الجديدة مابين الألتراس والوايت نايتس وديفلز وهم مجموعة من الشباب الذين كانت بدايتهم بالمدرجات وصنعوا تابلوهات فنية رائعة وأغاني ممتعة وسافروا خلف فريقهم في كل الملاعب وشجعوهم حتي وفريقهم مهزوم ولكن فجأة ظهروا في المليونيات بالتحرير ومحمد محمود ومجلس الوزراء وطرقوا أبواب السياسة بجوار الرياضة وتغيرت أهدافهم ورغباتهم ونصبوا أنفسهم حاكمين للأندية ففي الزمالك طالبوا بإقالة مجلس الإدارة والتعاقد مع حسام حسن وفي الأهلي هاجموا مجلس الإدارة واللاعبين والجهاز الفني بل اقتحموا مقر النادي واحتلوا مدرجات مختار التتش واعتصموا بالنادي وسافروا لبرج العرب لمنع إقامة مباراة السوبر أمام إنبي. وللإعلام الرياضي وخاصة القنوات الفضائية وبرامجها الرياضية (أحمد شوبير – مدحت شلبي – خالد الغندور – كريم شحاتة – مجدي عبدالغني – مصطفي يونس - سيف زاهر) دور كبير فيما يحدث داخل الوسط الكروي سواء بالتهدئة أو إشعال النيران وكشف الأزمات وأحيانا ترديد الشائعات ولكل من هؤلاء أسلوبه وأهدافه وطريقة معالجته للأزمات والتحقيقات ولكن خبرا واحدا يذاع في برنامج رياضي يؤدي إلي الانتشار كالنار في الهشيم. وعلي المستوي الإداري من المفترض أن تكون وزارة الرياضة هي المسئول الأول عن اتحاد الكرة إداريا ولكن في ظل عدم الاستقرار وكثرة المشاكل والأزمات وخلط البعض للرياضة والسياسة والدين أحيانا نجد أن الوزير الرياضي العامري فاروق أصبح مهتما بالتفاصيل المملة البعيدة عن اختصاصاته ومهامه مثل إقامة كأس السوبر من عدمه وعودة الدوري العام في حين أن أمامه مهام أخري صعبة وتحتاج إلي عمل مكثف مثل قانون الرياضة وتغيير اللوائح وهيكلة الرياضة.