محمود الخطيب.. لاعب استثنائى فى كرة القدم.. بل وفى الأخلاق أيضا، فهو أفضل من أنجبت ملاعب كرة القدم.. فلم يحظ لاعبا مصريا بالحب والشعبية الجارفة لما تمتع به من موهبة فذة، وسلوك رياضى، نال به احترام المنافسين قبل جماهير ناديه. ومازالت صورته وهو يمسك بيد حسن شحاتة ويذهب به إلى جماهير الأهلى عالقة فى الأذهان.. لدفع الجماهير للسلوك الرياضى القويم.. وللأسف لايوجد فى هذا الزمان من نجوم الملايين من يستطيع لعب هذا الدور الخطير، فى تحسين علاقة الجماهير بالمنافسين، وبكل من له دور فى إقامة وتنظيم لعبة كرة القدم. الخطيب.. الاستثناء فى الأخلاق والموهبة الفذة.. هو وحده من نجوم كرة القدم الأفذاذ، الذى حرص رغم مرضه على حضور «جنازة وعزاء » نجم الاتحاد السكندرى بوبو، وذلك رغم آلام المرض.. ورغم حجزه للسفر إلى أوروبا للعلاج منتصف الشهر الجارى. فقد حضر اللاعب الاستثناء فى الأخلاق والموهبة للإسكندرية، وكان التعب والإعياء ظاهرا عليه، وعلى قسمات وجهه، ورفض الذهات للراحة فى أى فندق أو أى منزل من منازل النجوم، وإنما ظل واققًا يتلقى العزاء فى نجم وزميل ملعب، يكن له كل التقدير والاحترام. وعفوا.. نحن لا نقلل من شخصيات رياضية بارزة ككل نجوم الإسكندرية وأبو رجيلة ومحمود سعد ومحمود الخواجه وعبد المنعم الحاج، أو حتى من المحافظ، ومن قائد القوات البحرية، الذى حضر نائبا عن المشير طنطاوى، وإنما نمنح الرجل الاستثناء حقه، فأى نجم مهما بزغ نجمه لن يسطع كهذا الرجل محمود الخطيب، ولن ينال شعبيته، وحتى لو نالها فلن يكون فى أخلاقه وعفة لسانه وسلوكه المهذب الراقى جدًا. وللأسف الشديد.. فإن فى هذا الجيل.. لانرى نجوما يقومون بالدور الاجتماعى إلا فيما ندر، وإلا لو كان ذلك أمام الشاشات. أما هذا الرجل الاستثناء، فإننى أعرف من خلال الصديق اللواء إبراهيم فاروق رئيس جمعية قدامى اللاعبين مجهوده الخرافى، والحاج تيسير الهوارى، فى توفير الدعم المالى الضخم لإنعاش خزانة هذه الجمعية، لتوفير الرعاية الاجتماعية والإنسانية الراقية، لخدمة زملاء الملعب ممن ساءت أوضاعهم الصحية والاجتماعية، بل إنه دفع أحد الشخصيات الإعلانية البعيدة عن الأهلى إلى دعم الجمعية بمبلغ مال كبير، بل وتوفير عقود رعاية من الشركات الكبرى، ووعده بالتواصل مع قيادات هذه الشركات لدعم موقفه فى هذا الشأن. وللأسف نرى مواهب فذة تقتل نفسها بسلوكياتها الخارجة، وبعدم الالتزام والانضباط.. أما الخطيب فهو حريص على تطهير اسمه وسمعته، مما قد يشوبه أو يعلق به، حرصا على أن تكون سيرته على قدر موهبته الاستثنائية، فالخطيب استثناء فى الملاعب.. وفى الأخلاق، وليت هذا الرجل يكون قدوة لنجوم الملايين، الذين لايعرفون الانتماء إلى أنديتهم، قدر حرصهم على زيادة أرصدتهم فى البنوك. حفظ الله هذا الاستثناء.. وشفاه وعافاه لنا ولأسرته