قبل عام تقريباً.. استقال المهندس محمود طاهر من عضوية اتحاد الكرة بسبب مؤامرة بعض زملائه فى الجبلاية ضده، لمنع بيع حقوق الرعاية باتحاد الكرة مقابل 160 مليون جنيه قابلة للزيادة. وآنذاك.. اتفقت مصالح بعض المسئولين مع وكالة الأهرام للإعلام ضد مصلحة المسئولين مع وكالة الأهرام للإعلان ضد مصلحة اتحاد الكرة، وطفش محمود طاهر من الجبلاية، تاركاً الجمل بما حمل.. وتصالحت مصالح زاهر ورجاله مع وكالة الأهرام للإعلان! وتم تأجيل مزايدة الرعاية.. وبعد «هات وخد».. شاء القدر أن تفوز شركة أخرى بهذه الحقوق وبمبلغ زهيد! وهنا.. اختلفت المصالح بين سمير زاهر وحسن حمدى المشرف على إعلانات الأهرام، فظهر خلافا لم نسمع به منذ أكثر من 15 عاماً، وهو من يملك حق الإعلان فى المباريات والمؤتمر الصحفى، وهل هذه الحقوق ملك للنادى المنظم للمباراة أم للاتحاد الذى ينظم المسابقة؟! وتلك كارثة كبرى.. ودليل فاضح على اختلاط الخاص بالعام، وشهادة إدانة لإدارات الأندية كلها وفى مقدمتهم الأهلى، إذا كان لها حق على مدار السنوات الماضية وتغاضت عنه! ويجب محاسبة كل هؤلاء الرؤساء على إهدار المال العام وفى مقدمتهم حسن حمدى، لأنه تذكر أن للأهلى حقوق لدى اتحاد الكرة، بعدما خسرت وكالة الأهرام مزايدة رعاية اتحاد الكرة!! ويبدو أن اختلاط العام بالخاص بات هو السمة الضرورية، وأن العاملين فى إدارة الكرة المصرية، بل وفى الجبلاية لا يعرفون ما لهم وما عليهم، وأن كل شىء يسير بالبركة، وحسب التساهيل، ووفقاً لقاعدة «فتح عينك تاكل ملبن»! ولا أدرى الآن هل للأهلى وغيره حقوق أم لا؟!، وإذا كانت له حقوق فلماذا تذكرها بعد 15 سنة، وإذا لم يكن له حقوق فلماذا يثير هذه المشكلة الآن؟، وهل لدينا لوائح أو قانون ينظم هذه الحقوق أم أن الضغط الإعلامى والصوت العالى هو ما يحسم مثل هذه المعارك المصيرية؟! للأمانة.. أرى أن كثيرا ممن يعملون فى ساحة كرة القدم يخلطون مصالحهم الخاصة بمصالح المؤسسات الرياضية الكبرى، وبين ما يدخل جيوبهم آخر الشهر من عملهم الخاص وما يدخل خزانة النادى وتلك كارثة كبرى! ويظل السؤال حائراً: لماذا اتفق زاهر وحمدى ضد محمود طاهر، ولماذا اختلفا الآن، وهل السبب هو الصراع العنيف بين المصالح الخاصة لأطراف عديدة فى حرب الوكالات الإعلانية؟! الإجابة المؤكدة عندى.. والقناعة الراسخة أن المصالح الخاصة تتصالح، وحين تخاصمت المصالح ظهرت حقوق إعلانية للأندية الكبيرة، فأين كان المسئولون عنها، ولماذا صمتوا طوال العهود الماضية؟! عموما.. ربنا يسترها.