حاول الإعلامي مدحت شلبي عبثاً أن يصنع القليل من التوازن في تغطيته للأحداث المشتعلة داخل نادي الزمالك حالياً، والتي تفجرت بعد حصول مرتضى منصور رئيس الزمالك الأسبق على حكم قضائي ببطلان الإنتخابات الأخيرة، وذلك بعد الإنتقادات التي وجهت له من قبل الزمالكاوية بالإنحياز الشديد لمنصور في تغطيته، والتساؤلات الحائرة حول موقفه "الغريب"، والذي شعر معه البعض وكأنه يتعامل مع الأخير على أنه رئيس النادي الجديد. شلبي الذي إبتدع أسلوباً جديداً في إدارة الحوار مع مرتضى منصور عندما استضافه الخميس الماضي، ظهر وكأنه يحتفل وكأن هذا الأخير عاد رئيساً للنادي الأبيض من جديد، وسط مقاطع غنائية و"كليبات" تحمل الكثير من الثناء والمديح مقدمة من مخرجه محمد نصر، أثارت استياء الجماهير البيضاء التي ورغم إختلاف أرائها، شاهدت أجواء إحتفالية، في حين تعيش هي في أجواء حزينة خوفاً وقلقاً على ناديها العريق. ووسط كم هائل من الإنتقادات الزمالكاوية التي رأت في إحتفال شلبي وبرنامجه بعودة القلاقل الإدارية للنادي مرة أخرى موقفاً غريباً، حاول شلبي أن يصنع شيء من التوازن ويستضيف رؤوف جاسر نائب رئيس النادي الأبيض لمنحه فرصة الرد، بعدما رفض هذا الأخير عمل مداخلة أثناء تواجد مرتضى على الهواء في سهرة الخميس .. غير أن محاولات شلبي المستميتة من خلال الوصلة المحفوظة التي بات يرددها خلال الحلقات الثلاثة الماضية من برنامجه، والتي تحمل في ظاهرها الكثير من الحرص على كيان النادي الكبير واستقراره أي كان من يديره، غير أنها في باطنها إختارت شخص وحيد فقط أراد شلبي أن يسانده، تلك المحاولات باءت بالفشل، وذلك لعدة أسباب قد تؤدي في نهايتها المنطقية لأن يفقد الكثير من عشاق النادي الأبيض الثقة في الإعلامي المعروف. بداية، فقد إخترع شلبي أسلوباً جديداً لحوار بين مقدم برنامج وضيف، بعد أن إكتفى بهز رأسه فقط موافقاً ومؤيداً ومتواصلاً ومتوافقاً مع كل ما يقوله ضيفه، حتى أنه لم يتجرأ أن يسأل مرة واحدة عن أي أمر يشغل الجماهير البيضاء، فيما يتعلق بخوفها على استقرار النادي، أو وعود مرتضى بعدم الطعن على نتائج الإنتخابات، أو تأكيده في باديء الأمر على نزاهة الإنتخابات ثم تراجعه أو أي سؤال منزهاً وليس موجهاً يثري الحوار ويرد على حيرة الجماهير. ثانياً، أشاع شلبي جواً إحتفالياً يتنافى تماماً مع ما تشعر به الجماهير من حزن وألم، وسانده مخرجه نصر في عمل كليبات تحمل مديح وثناء لمرتضى وتحمل في مضمونها تأييداً لنقل قضايا النادي لساحات القضاء والمحاكم، والعودة لنقطة الصفر كلما ظهرت بادرة استقرار تحمل الأمل للجماهير، وذلك علماً بأنه لا يوجد رئيس نادي تعرض لأجله الكليبات ومقاطع الغناء، ولا يوجد ما يستحق عليه مرتضى الإحتفال لمجرد حصوله على حكم قضائي، وباختصار فقد تناسى شلبي أن الإنتخابات والفوز بها ليس هدفاً بحد ذاته، بل أن العمل والإنجازات هي من تجعل صاحبها محل إحتفال من عدمه. ثالثاً، لماذا أغفل شلبي التحقق من تصريحات خطيرة أدلى بها مرتضى بتلقيه إتصالات هاتفية من حسام وإبراهيم حسن المدير الفني للزمالك ومدير الكرة بالنادي على الترتيب، حملت التحية والتهاني له على الحكم القضائي، خاصة وأن الأخير دائم التواصل معه عبر المداخلات الهاتفية، ولماذا لم يلوم الثنائي على موقف كهذا ويطالبه بالإبتعاد عن الأحداث الإدارية كما كان الحال مع شيكابالا الذي هاجمه لمجرد رده على إهانة شخصية وجهت له بعبارة هادئة قال خلالها "لا تتحدث عني ثانية" وجعله كالمجرم الذي إرتكب فعلة شنعاء. رابعاً، لم يتحقق شلبي من تصريحات مرتضى عن إبراهيم يوسف وموقفه "المؤيد" من الحكم وهو المحلل الدائم معه في الاستوديو التحليلي لمنافسات الدوري، والتي تثير إهتمام أي شخص وليس محلل برامج فقط، ذلك أن فرحة "الغزال" - إن صحت - تشير لإعترافه بتزوير الإنتخابات التي جاءت بمجلسه، وهو أمر يثير فضول أي شخص، وليس مقدم برنامج يحاول دائماً الوصول للحقيقة. شلبي فقد ثقة الكثير من الجماهير البيضاء في الفترة الأخيرة، بداية من إحتفاله بمحامي محمد ناجي "جدو" بعد إنتهاء القضية، رغم أن القضية رياضية بالأساس وليس لها علاقة بإنتصارات رجال المحاماة أو البلاغات التي تقدم في النيابة العامة، وذلك مروراً بحلقة مرتضى التي شهدت سقوط شلبي المدوي، ووصولاً لاستمرار ضغطه على النادي العريق بعد الحكم القضائي وتفجيره في الحلقات التالية خلافات لا يحتاجها محبي الزمالك حالياً، بين حسين ياسر لاعب الفريق وإبراهيم حسن، وعمرو زكي مهاجم الفريق الذي طلب رأيه فيما فعله شيكابالا، وهو أمر يزيد الفرقة بين اللاعبين ويزيد أوضاع النادي إشتعالاً، بما يخالف ما يدعيه شلبي من حرصه على النادي الأبيض واستقرار الأمور بداخله.
