مع بداية الموسم الكروي 74/75 وتحديدا في شهر اكتوبر من عام 1974كانت مصر في هذا التوقيت قد بدأت تشهد استقرارا ملحوظا بعد سنوات طويلة من الحرب مع اسرائيل حيث تم تثبيت وقف اطلاق النار في سيناء وعادت الامور الي طبيعتها في القاهرة وكانت الامور مهيأة بأن ينفذ الرئيس الراحل انور السادات فكرته الرائعة في اعادة افتتاح قناة السويس بعد سبع سنوات من الاغلاق لكي يثبت للعالم ان مصر لاتريد الحرب وانما تريد السلام العادل القائم علي استعادة الارض وكل الحقوق العربية المغتصبة بعد نكسة 67 وكل ذلك كان يعني انتظام مسابقة الدوري بعد سنوات الحرب العجاف. في هذا التوقيت كان الراحل العظيم حمدي النحاس امامه بعض من اوراقه المكتوبة بخط صغير جدا ويجلس في مكتب الاستاذ محسن محمد رئيس مجلس ادارة مؤسسة دار التحرير حينها والذي كان يستمع اليه بانصات بالغ. هناك وفي ذلك المكتب الذي كان يقع بالمبني القديم للجمهورية بشارع نجيب الريحاني عرض حمدي النحاس علي الاستاذ محسن فكرة اطلاق صحيفة رياضية اسبوعية متخصصة..وكان النحاس وقتها يشغل منصب مدير تحرير المساء والتي كانت قد تألقت علي يديه لشهور طويلة بفضل مانشيتاته الزجلية الرائعة وبخاصة في الرياضة..فمن منا ينسي مانشيته التاريخي ¢ياخرابي..يا عرابي¢ وهو يصف نجاح عرابي حارس الاتحاد السكندري في صد اربع ضربات جزاء ؟!. ولان الراحل محسن محمد كان صحفيا عبقريا في الاساس فقد تحمس لفكرة النحاس رغم انه وصفها بانها طموحة للغاية وخاصة ان هذه الفكرة لم يسبق تطبيقها في مصر بكل المؤسسات القومية حينئذ وعلي رأسها الاخبار والاهرام حيث كان النادي الأهلي قد اكتفي باصدار مطبوعة اسبوعية علي يد الاستاذ عبد الرحمن فهمي لتشبع حاجات جماهيره. كثيرون حينها حذروا النحاس من الدخول في هذه المغامرة غير المحسوبة لكن النحاس بحسه المهني كان مصرا علي تطبيق فكرته مهما كان الثمن. مع نهاية عام 1974 ومطلع عام 1975 كانت الماكيتات التجريبية قد وضعت للجريدة بما فيها اللوجو او الترويسة والتي اختارها النحاس بنفسه من وسط عشرات التجارب للخطاطين حيث كانت ترويسات وعناوين الصحف تكتب بخط اليد في هذا التوقيت وقبل ان تعرف الصحف فنون الكمبيوتر والناشر الصحفي اوالفوتو شوب..وكان هذا ايذانا بالطبع ببدء الاعداد التجريبية تمهيدا للاصدار الرسمي والذي اختار له النحاس الرابع عشر من فبراير والذي تصادف ان يكون يوم عيد الحب ويوم احد ايضاً وطبقا لرواية الاستاذ عبد الرحمن فهمي فان الاستاذ محسن محمد كان ينتوي ان يسند رئاسة التحرير اليه لكن المجلس الاعلي للصحافة رفض ذلك لانه كان يشغل منصب رئيس تحرير مجلة الأهلي في نفس التوقيت وهو ما جعل الاختيار يميل لصاحب الفكرة حمدي النحاس. عموما النحاس اختار يوم الاحد لكي يكون اليوم الثابت للاصدار لان معظم المباريات في هذا التوقيت كانت تقام بين يومي الجمعة والسبت وهو ما كان سيمكن الجريدة من تغطية جميع مباريات الاسبوع الكروي. انطلقت الكورة والملاعب من قلب جريدة المساء بل ان الكثيرين لايعلمون ان الكوره والملاعب ظلت علي هذا النحو سنوات طويلة وحتي تقرر انفصالها بشكل نهائي عن المساء سواء من ناحية الفريق التحريري او حتي في المكان حيث اختير لها الدور الخامس بملحق المبني القديم حيث تم زيادة عدد صفحات الجريدة من 4 صفحات الي ثماني صفحات وتحت رئاسة تحرير حمدي النحاس الذي صال وجال بمانشيتاته المميزة والتي كانت تؤرخ تقريبا لكل الاحداث الكروية مثل ¢زكريا قال للمأمور عينك ما تشوف الا النور¢.. و¢منتخبنا عال العال..ركب الافيال ¢. النحاس لم يكن عبقريا فقط في مجال الصحافة ولكنه كان ايضا استاذا معلما حيث تتلمذت علي يديه اجيال كثيرة واسماء لامعة في النقد الرياضي نذكر منها حسن المستكاوي واسامة اسماعيل وغيرهما الكثيرون ممن انتقلوا للعمل باصدارات اخري كخالد العشري الذي انتقل الي الشقيقة الكبري المساء. سنة الحياة دفعت بالنحاس الي التقاعد في مطلع التسعينات لكنه حرص علي الكتابة اسبوعيا للكورة والملاعب رغم ظروف مرضه وحتي وفاته عام 2000. الاستاذ محمود معروف تولي رئاسة التحرير من بعده وقد تألقت الجريدة في عهده وزاد عدد محرريها بشكل ملحوظ كما زاد عدد صفحاتها ليصبح 12صفحة. اعتمد معروف علي الخبر الصحفي اكثر من اعتماده علي العنوان الزجلي الذي تميز به سلفه النحاس ويذكر له حرصه علي الانفراد بالخبر كما خرج بمانشيت رحيل ايمانويل عن الزمالك او بخبر ¢الخطيب ينزف في وزارة الداخلية ¢. ورغم انشغال معروف واسفاره الكثيرة الا اننا كنا نتعلم منه الكثير حينما كان يجلس ليدير العمل بنفسه واذكر له عددا تم طباعته ثلاث مرات بعد فوز الأهلي علي الزمالك في نهاية موسم 95/96وتتويجه ببطولة الدوري . في عام 1998اصدر المجلس الاعلي للصحافة قرارا بتعيين جمال هليل رئيسا للتحرير خلفا لمحمود معروف والحقيقة ان هليل تميز منذ العدد الاول بحرصه علي المهنية حيث اضاف للكورة والملاعب فكرة الملف او العدد الخاص كما تخلي بشكل كبير عن العنوان الزجلي ونذكر انه اعد عددا خاصا عن الراحل المايسترو صالح سليم كان عنوانه وصية صالح سليم والطريف ان ذلك كان قبل وفاة صالح سليم نفسه بعدة ايام كما يحسب له انه كثيرا رفع توزيع الجريدة كما حدث مثلا في العدد الذي خرج بمانشيت له ¢ربك لما يريد نكسب ريال مدريد ¢ واصفا فوز الأهلي علي ريال مدريد بهدف في القاهرة. ويتولي الراحل محمد جاب الله رئاسة التحرير في ابريل من عام 2002وعبر سنوات جاوزت العشرة اكتشفنا طيبة قلب جاب الله وحرصه علي العبور بالجريدة من كل المطبات الصعبة وكان اخطرها علي الاطلاق ما تعرضت له الجريدة بعد اندلاع ثورة يناير. ويحسب لجاب الله عودته للاهتمام بالعنوان الزجلي مثل ¢ امانة تبعتوهم.. وفي البيجو ترجعوهم¢ للتعبير عن فشل منتخبنا في احدي بطولات الامم الافريقية كما يحسب لجاب الله اهتمامه بتعيين شباب المحررين في الجريدة والعمل علي تحسين ظروفهم المعيشية. وبعد قرار مجلس الشوري العام قبل الماضي بضرورة اجراء تغييرات في القيادات الصحفية كان طبيعيا ان يكون الرهان الاول والاخير علي ابناء الجريدة انفسهم دون ان يكون رئيس التحرير من خارجها وبالفعل تحقق لنا ما ارادنا من خلال اختيار الزميل الاكبر خالد كامل لكي يكون رئيس التحرير في عام 2012. خالد كامل باختصار هو واحد منا ولذلك انصب هدفه الاول ومنذ تعيينه علي ترسيخ دعائمها والسعي لزيادة معدلات التوزيع التي شهدت طفرة بالفعل في الاشهر الاخيرة رغم كل الظروف الصعبة وحالة عدم الاستقرار التي تمر بها البلاد. وهكذا والكورة والملاعب تدخل عامها الاربعين تظل انشودة عشق لكل المنتمين والمحيطين بها كاول اصدار رياضي في مصر.