علمونا في الصغر أن الصدق هو أقصر الطرق للنجاة حتي ولو كانت النجاة من جور الحاكم أو السلطان وأن الكذب يؤدي إلي الرذيلة والهلاك.. علمونا أن الأمانة شيء مهم جدا فهي تزيد الإنسان مصداقية واحتراما في عيون الناس.. وفي بدايات عمرنا الصحفي قال لنا الأستاذ جلال الدين الحمامصي رحمه الله أنه خير للصحفي أن يكون أمينا من أن يكون كاذبا.. فمن الممكن ألا يعرف أحد بكذبك ولكن يكتشف قارئ واحد أنك جافيت الحقيقة وكتبت كذبا.. في هذه الحالة يفقد الصحفي مصداقيته وأمانته. ولعل هذه الأيام التي نعيشها تعد نموذجا لا مثيل له في التحول عن الآراء ومحاولات الضحك علي ذقون القراء ومنهم أذكياء كثر لا يقعون في هذا الفخ وسرعان ما تجد الواحد منهم يكتشف الزيف والضلال والتحول وتغيير الآراء يوما بعد يوم حسب اتجاه الريح ليحقق مكسبا زائفا.. ففي عالم الإعلام بعد ثورة الشعب المصري في يناير 11.2 ظهرت نماذج إعلامية وجهها يثير الغثيان لأنها تتحول كل يوم في اتجاه.. اليوم مع الإخوان المسلمين وغدا ضدهم أو العكس.. نجد من يؤيد البرادعي ويشجعه وينقلب عليه بين عشية وضحاها أو أقل.. باختصار أشعر أننا نعيش عالم الأقزام لأنه لم يعد في حياتنا عمالقة إلا القليل جدا الذين لا يمثلون ظاهرة..للأسف الرياضة لم تخل من هذا النوع من المنافقين والمتحولين والباحثين عن المجد ولو علي حساب المصداقية وأمانة الكلمة ظنا منهم أن أحدا لا يعرف تاريخهم ومنهم اللص والمتحرش والهايف..كلهم يدعون الشرف ويتباكون عليه والشرف والمباديء والقيم والفضائل منهم براء..هؤلاء الناس ومنهم صحفيون وإعلاميون لابد من كنسهم إلي مزبلة التاريخ حتي لا يتذكرهم أحد.. فقد انتهي زمن النفاق إلي غير رجعة.. والكذاب لابد أن يعاقب علي كذبه والمتربح لابد أن يثبت بالدليل القاطع من أين له هذا المال والجاه الذي يعيش فيه.. أمور كثيرة تحتاج من القائمين علي أمر الصحافة ووسائل الإعلام الأخري والجهات الرقابية أن تتدخل لحسمها.