طفلتي الصغيرة ذات الضفائر الجميلة لماذا أرى في عينيها الحزن..؟ بدأت الأم حديثها إلى طفلتها وإنتظرت أن تسمع شكواها لكن الطفلة نظرت إليها نظرة حوت ما بداخلها من ضيق وغضب ثم دخلت غرفتها وأمسكت بعروستها فداعبتها قائلة: ''عاجبك كده يا عروستي الكل بعيد عنّي.. ماما في المطبخ على طول وبابا بيرجع من شغله وبيقرا الجرايد وأخويا بيذاكر في غرفته..'' وضمت عروستها إلى صدرها ومدت أصابعها إلى خصلات شعرها تتلاعب بها و تعود بذكرياتها إلى الوراء منذ أن كانت في الخامسة من عمرها والكل حولها والدها يأتي إليها وهو يحمل الحلوى، وأمها دائماً تجلس معها لا تتركها حتى لو ذهبت للحمام.. بعدها قالت بحسرة: ''والآن بابا لم يعد يلتفت لي وماما تتركني مع عروستي.. وعادت تقول ثانية لعروستها: ماذا أفعل لكي أعود إليهم من جديد؟!بابا يغمرني بالفرحة وماما تضمني إلى صدرها..'' فجأة إنقطع تيار الكهرباء ولم تدري ماذا تفعل...؟ أتصرخ من الخوف.. من شبح الظلام حتى لو أنها صرخت، هل صرختها ستوقظ عفريت الإهمال! في وسط حيرتها سمعت باب غرفتها يفتح وظهر في وسط الظلام شمعة تحملها الأم وقالت: ''مي..حبيبتي.. تعالي معايا..'' وأخذتها ودلفت إلى الصالة فوجدت والدها وأخاها وبضعة شموع.. جلست مع والدها وداعبت أخاها وارتمت على صدر أمها وابتسمت وهمست إلى ذاتها قائلة بفرحة: ''أسرتي الصغيرة.. بابا العزيز وماما الطيبة وأخويا الجميل...'' وقبل أن تتم عبارتها عاد التيار الكهربائي فانطفأت الشموع وعادت الأم لمطبخها وعاد الأب يتناول جريدته وذهب أخوها لغرفته... هي أيضاً دخلت لعروستها الصغيرة وهي تلعن في نفسها الكهرباء وتمنت لو تظل الحياة هكذا ظلاما حتى يلتف الجميع ويتحدوا مادامت الشموع بنورها الضعيف أقوى من تيار الكهرباء.. كلمتنا – نوفمبر 2001