(1) رفع سماعة الهاتف ليكلمها وهو ينوي أن يقضي معها وقتا للتسلية.. ردت عليه بصوتها العذب ورحّبت به ثم اتفقا على أن يتقابلا في اليوم التالي. وضع سماعة الهاتف وهو يتخيل ما سيفعله معها.. راودته أفكار شيطانية، ثم ابتسم ابتسامة خبيثة وواصل يومه العادي. (2) هندم نفسه جيدًا وذهب للقائها وهو يُضمر شرًا.. تذكر آلامه وتضحياته بلا مقابل.. قرر أن ينتقم لنفسه وكرامته ويتعامل معها كما لم يتعامل مع فتاة من قبل. عقد العزم وركب سيارته وانطلق. (3) استيقظت متأخرة كعادتها على صوت الهاتف.. أجابت فوجدته يذكّرها بالموعد فابتسمت وقامت لتستعد. تذكرت هي الأخرى أيام المراهقة.. ابتسمت وقد ازدادت لهفة لرؤيته بعد كل هذه السنين.. كانت متأكدة من أنه مازال يحبها وإلا فلماذا طلب أن يلقاها؟ أحست بذاتها وقررت أن تلعب به كما فعلت سابقًا.. تجملت كما لم تتجمل من قبل وخرجت للّقاء. (4) جلس في الكافيتيريا ينتظر شامخًا ليبدأ خطته.. يدخن سيجاره الفاخر ويحتسي النسكافيه.. وفجأة رآها أمام عينيه.. كانت في كامل حسنها وفتنتها.. مضيئة كالبدر في تمامه.. تتفجر رقة وأنوثة.. أحس بقلبه ينبض بشدة.. نظر في عينيها فابتسمت له.. سلّم عليها وقال بلهفة لم يستطع أن يُخفِها: (وحشتيني) (5) رأته وهو جالس يرتشف رشفة من النسكافيه.. ولم تفهم ما الذي حل بها.. وما سر هذا الانبهار الذي أصابها فجأة.. خفق قلبها بشدة وأحست بارتباك شديد وهي تسلم عليه.. فرحت جدًا عندما سمعته يقول: (وحشتيني) نظرت إلى الأرض وقالت خَجِلة: (إنت أكتر). (6) تبددت كل الأفكار السيئة التي كانت في مخيلته.. ولم يبق سوى حبه القديم لها.. لم ينتظر طويلًا كعادته معها.. أمسك يدها وقال لها بصدق: (على فكرة أنا بحبك أكتر من الأول وعمري ما نسيتك) ازدادت ارتباكًا وخجلًا ودون أن تدري وجدت الكلمات تخرج من فمها: (طارق أنا..... أنا... بحبك قوي) قبّل يدها فسحبتها خجلًا.. وهنا نظر إليّ عينيها وقال: (تتجوزيني؟) كلمتنا - فبراير 2009