اعتبرت صحيفة "الجارديان" أن التصرفات التي قام بها مشجعو النادي الأهلي المعروفون باسم "الالتراس" والمشهورون بأنهم متهورون وفوضويون، جعلت الكثير من المصريين يغيرون نظرتهم لهؤلاء المشجعين، حيث اتسمت تصرفاتهم حتى الآن بالمسئولية ومراعاة ظروف البلاد، رغم انقسامهم في مطالبهم بضرورة الثأر لزملائهم، وتعالي بعض الأصوات منهم بعدم تحميل العسكري مسئولية أحداث بورسعيد. وقالت الصحيفة: إن الكثير من المشجعين طالبوا بالثأر والقصاص من قتلة زملائهم وأصدقائهم، لكن آخرين دعوا إلى الهدوء وتحمل المسئولية، وإن المئات من مشجعي النادي الأهلي، الذي فقد 77 شخصا منهم في أحداث الأربعاء، احتشدوا خارج مقر النادي لإقامة عزاء لموتاهم، وبدأ بعضهم بالمطالبة بالثأر من مشجعي النادي الخصم. وتابعت الصحيفة: إن مشجعي الأهلي بكوا موتاهم فيما شهد ميدان التحرير ليل الجمعة مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، في الوقت الذي يلوم فيه كثير من المصريين المجلس العسكري الحاكم في هذه الكارثة، وإيا كان السبب، سواء كان فقدان السيطرة، أو عملا مقصودا الهدف منه عرقلة عملية الانتقال السلمي للسلطة إلى المدنيين، كما يرى البعض، فإنها كارثة. وتشير الصحيفة إلى أن الحركة الشبابية من الناشطين المصريين قد دعت الجيش إلى الإسراع في تسليم السلطة لحكومة مدنية بصلاحيات وسلطات كان المجلس العسكري احتكرها منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك قبل نحو عام. وأوضحت الصحيفة أن الأغلبية الصامتة في مصر، التي تؤيد معظمها بقاء الأوضاع القائمة على حالها، والتي ترى في الليبراليين الثوريين مجموعة من المثاليين الساذجين، ظلت حتى تلك الأحداث، تنظر إلى مجاميع مشجعي "الالتراس" على أنهم من المتهورين الفوضويين، لكن الصورة تغيرت الآن.