تصدرت الأحداث المصرية الصفحة الأولى لمجلة "دير شبيجل" الالمانية، والتي أكدت في عنوانها الرئيسي اليوم بالتزامن مع انطلاق المرحلة الثانية للإنتخابات البرلمانية أن مصر تخطو خطواتها الأولى في طريق الدولة الإسلامية المتشددة في مقالتها بعنوان "مصر تواجه مستقبل إسلامي متشدد". وأوضحت المجلة أن الاخوان المسلمين تصدروا في المرحلة الأولى بالانتخابات، فيما احتل المركز الثاني السلفيون الأكثر تشددا، وهو ما يجعل مستقبل مصر أكثر صعوبة وغموضا. وأضافت المجلة ان نتائج الانتخابات وإن كانت مقلقة للغرب إلا أنها تشير إلى تمدد الفكر الديني في المنطقة العربية، والنتيجة ظهرت مع اول انتخابات حرة نزيهة معبرة عن الشارع، ففازت الأحزاب الدينية في قطاع غزة عام 2006 ، وفي العراق عام 2010، وفي تونس وليبيا والمغرب عام 2011. وأكدت المجلة ان كل هذا قد لا يكون خطيرا كصدمة تمكن الإسلاميون في مصر، ذاهبة إلى أن مصر باعتبارها رائدة المنطقة ثقافيا وسياسيا، وأكبر دولها تعدادا سكانيا، فإن سيطرة الجماعات الدينية المتشددة بها مثل السلفيين سيكون له آثار خطيرة، وفقا لوصفها. وأضافت أن نبض الثورة في مصر أعرق دول المنطقة، امتد أثره إلى كل من ليبيا وسوريا والمغرب ودول الخليج أيضا، وهو ما يؤكد خطورة دورها وتأثيرها على المنطقة. واستنكرت المجلة الأفكار التي أعلن عنها بعض رموز السلفية، كضرورة هدم المعابد لأنها تروج لعبادة الأصنام والوثنية في العصور القديمة، والحد من حرية السياح وربما حظر السياحة، لمنع ارتداء النساء للبكيني والملابس التي يرفضها الإسلام، وفقا لتأويلهم، فضلا عن آرائهم الخاصة بالبنوك والتعاملات المالية، والجهاد، وعزل النساء، وحظر الكحوليات. كما استنكرت موقف أحد رموز الإسلاميين عندما رفض الظهور في برنامج تليفزيوني لمجرد أن المذيعة امرأة لا ترتدي الحجاب، كل ذلك يجعل مستقبل مصر غامضا في ظل الإسلاميين، على حد قول الصحيفة.