اعتبر السفير الإسرائيلى الأسبق لدى مصر "تسيبى مازئيل" خلال مقاله بصحيفة "جيروزاليم بوست"، الحرب المفتوحة بين الإخوان والإسلاميين الذين يدعون إلى إقامة نظام دينى لمصر الحديثة والأحزاب العلمانية الداعين لعلمانية الدولة، أنها بمثابة عاصفة سياسية فى مصر تهدد الثورة. وزعم مازئيل اليوم ،الأحد، إن الثورة المصرية تشهد حاليا حالة من التخبط لا مثيل لها فى ظل المشهد السياسى الغامض ونية الإخوان المسلمين السيطرة على مقاعد مجلس الشعب المقبل بجانب نيتهم مقاطعة الانتخابات وحزب الوفد الليبرالى يوم 28 نوفمبر المقبل ما لم يتم إلغاء قوانين الطوارئ. وأشار السفير الإسرائيلى الأسبق، والذى يعمل حاليا كمحلل سياسى للشئون العربية فى العديد من الصحف الإسرائيلية ومراكز الأبحاث بإسرائيل إلى أن نظام مبارك سحق كل تطلعات كل حزب سياسى كان يرغب أن يكون له مكانة فى الحياة السياسة ولم يكن هناك أى نقاش سياسى أو اقتصادى، وبالتالى فأن المصريين كانوا مهيئين للتعامل مع الوضع الجديد والعشرات من الطرفين يتنافسون الآن كسب التصويت لصالح كل منهم. وأضاف مازئيل أن ثمانية أشهر مرت منذ قيام الثورة ولم تكن الأحزاب قادرة على اقتراح برامج متماسكة للإصلاح الاقتصادى والسياسى بعكس جماعة "الإخوان المسلمين" الذى يتم تنظيمهم بشكل جيد ويتباهون ببنيتهم التحتية المتينة السياسية والاجتماعية فى جميع أنحاء البلاد، موضحا أن قادة الحركة دائما يدلون بتصريحات غامضة ومتناقضة لإخفاء نواياهم الحقيقية. قال مازئيل إن الإخوان يضعون دائما "القرآن الكريم" فى المرتبة الأولى ليكون المصدر الرئيسى للدستور والشريعة الإسلامية ولإقامة نظام قضائى يقوم عليه، مضيفا أن الفرق الوحيد بين برنامج الإخوان وحركة "طالبان" الأفغانية هو أن جماعة الإخوان يريدون تنفيذ الشريعة الإسلامية بوسائل غير عنيفة. وزعم المحلل الإسرائيلى أن هناك العديد ممن نصبوا أنفسهم مرشحين للرئاسة فى مصر ولكن لا يوجد من بينهم من يمتاز بالكاريزما التى يمكنها من التأثير فى الجماهير المصرية، سوى الأمين العام السابق للجامعة العربية "عمرو موسى" الذى يدعى دائما بأنه الأكثر شعبية. وأوضح السفير الأسبق لدى مصر أن هناك تكمن معضلة كبيرة للجيش فقد أعلن بأنه لا يوجد أحد من المؤسسة العسكرية سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة وبالرغم من هذا يستمرون فى تغيير الجدول الزمنى الذى تم وضعه مباشرة بعد تمسكه مقاليد الحكم فى البلاد عقب الثورة ، مشيرا إلى أن المشير "محمد حسين طنطاوي" الذى يترأس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم كان قد أعلن فى البداية أن الجيش لا يريد الحكم وسيسلم البلاد لسلطة مدنية فى أقرب وقت. وفى نهاية المقال زعم مازئيل أن الاقتصاد يسير من سيء إلى أسوأ وأن أحد الوزراء بالحكومة قد أعلن مؤخرا بأن البلاد على شفا الإفلاس، وبالتالى فأن القاهرة تتفاوض مع المملكة العربية السعودية والإمارات على أمل الحصول على مساعدات اقتصادية بالإضافة لتلميحات بتجديد الحوار مع صندوق النقد الدول لتقديم مساعدات اقتصادية.