اعتبر السفير الإسرائيلي الأسبق لدى القاهرة " تسيبي مازئيل " في مقال له الاثنين تحت عنوان " الطعم المر في مصر" " بصحيفة جيرزواليم بوست الإسرائيلية أن ترميم المعبد اليهودي "موسى ابن ميمون " وإعاده افتتاحه مؤخرا وقع ضحية السلام البارد والعلاقات الباردة بين مصر وإسرائيل. كما أكد مازئيل أن وزير الثقافة المصري فاروق حسنى كان صادقا ووفى بوعوده، بعد أن تعهد منذ عامين لترميم المعابد الثلاثة الشهيرة فى مصر وأوفى بوعده فى النهاية وأن للمتخصصين فى هئية الآثار وفريق الترميم المصرى عمل لوقت طويل وشاق للكشف عن الألوان الأصلية للمعبد وإعادتها لأصلها ، وكانت النتيجة رائعة بعد أن بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 2 مليون دولار. ووصف السفير الإسرائيلى السابق لدى القاهرة قرار الدكتور زاهى حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار بأنه سخيف وغير عملى حيث سمح لليهود بإقامة احتفال ديني سري بينما كان من المقرر أن يتم الاحتفال الرسمي بعد ذلك بأسبوع قبل أن يتم إلغائه ، ولكنه قال أن المعبد الواقع فيما يعرف بحارة اليهود لإقامة عدد كبير من اليهود فيها، قبل أن تطردهم الحكومة المصرية في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الخمسينات والستينات من القرن الماضى، على حسب قوله، وتحدث مازئيل عن الإجراءات الأمنية التي تم اتباعها أثناء احتفال اليهود بترميم المعبد وقال أمروا بإغلاق محلاتهم والأبواب والنوافذ وتم منعهم من السير فى الشوارع ومنع الصحفيين من الدخول، ومنع مراسل صحيفة " نيويورك تايمز " من التحدث إلى مازئيل نفسه ، وعلق بأنه بالرغم من أن الحكومة المصرية أرادت أن يكون الاحتفال سريا ، إلا أنه يبدو أن الحكومة المصرية لم تسمع من قبل عن الهواتف المحمولة المزودة بكاميرات حديثة للغاية وغيرها من وسائل التسجيل المتطورة. وأضاف كان إجمال الحضور حوالى 150 شخصا شاركوا فى الاحتفال من بينهم اسحاق لفنانون سفير إسرائيل لدى مصر ومارجريت سكوبى السفيرة الأميركية وكذلك ممثل عن وزارة الخارجية الأسبانية الذى تلا رسالة من ميجيل انخيل موراتينوس الذى يرأس منظمة "كاسا دى سفراد" المعنية بتوثيق الثقافة والتاريخ والتقاليد المشتركة اليهودية الأسبانية وألقى خطبة قصيرة وغير سياسية عن بن ميمون الذى ولد فى قرطبة بأسبانيا، وكرر شكره إلى المجلس الأعلى للآثار ووزارة الثقافة والتى كانت غائبة بشكل واضح فى الحفل، كما أشار إلى أن الحاخامات الإسرائيليين الذين وصلوا على متن الطائرة صباح يوم الاحتفال من إسرائيل وكانت عودتهم فى وقت متأخر فى المساء صلوا وغنوا ورقصوا مع جميع الحاضرين واحتسوا " الفودكا". وأشار مازئيل إلى أن الصور التي نشرها موقع حركة " حبد " الدينية اليهودية لأجواء الاحتفال وبث القناة الثانية الإسرائيلية لقطات حية، أزعج الصحف المصرية خاصة بسبب حضور السفير الإسرائيلي، وشددت الصحف أن المعبد " موقع مصري " وقال مازئيل إن عصر بن ميمون كان صورة رائعة للعالم فى أنها كانت تعبر كيف كان يعيش اليهود والمسلمين فى انسجام حيث كان موضع احترام وكان الطبيب الشخصى للقائد الإسلامى فى تلك الفترة صلاح الدين الأيوبى، مضيفا أنه على مدى قرون كان اليهود والمسلمين والأقباط يذهبون إلى تلك المدرسة الدينية اليهودية للبحث عن الشفاء، على حسب قوله ، وأضاف أنه عندما أوشك العمل فى ترميم المعبد على الانتهاء تم الاتفاق مع السلطات المصرية بأن ينظم الحفل يوم 7 مارس بواسطة الجالية اليهودية الصغيرة فى القاهرة حيث دعت "كارمن وينشتاين" رئيسة الجالية اليهود فى كل من فى فرنسا وإنجلترا وغيرها من الدول بالإضافة إلى عدد قليل من الإسرائيليين التى ترتبط معهم بعلاقات والإسرائيليين الباحثين عن تاريخ اليهود فى مصر وسفراء سابقون بمصر، كما وجهت دعوة خاصة لحاخامات حركة " حبد " اليهودية والتي تدرس تعاليم " بن ميمون " الدينية المعروف أيضا باسم "رامبام" حتى الآن، والذين كانوا يأتون حتى وقت قريب إلى كنيس بن عزرا كل عام فى مصر. واعتبر مازئيل أن تعليقات الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار د. زاهي حواس على إلغاء الحفل وإرجاع ذلك إلى عدم الإساءة للمشاعر المصرية فى ضوء موقف الحكومة الإسرائيلية بضم "الحرم الإبراهيمى" للآثار اليهودية واحتساء المشروبات الكحولية ولذلم تم اتخاذ القرار، بأنه بالرغم من صعوبة تفهم مبرراته، إلا أن حواس لم يملك سوى قول ذلك، فكيف يتم الاحتفال بمراسم افتتاح كنيس يهودي دون تواجد اليهود؟واختتم مقاله بالقول أنه بالرغم من أن أن مصر لم تفوت فرصة هامة لتظهر للعالم بأنها دولة منفتحة ومتسامحة ولكنها بدلا من أن تجنى فوائد سياسية واقتصادية من ذلك تعمدت إلى التقليل من أهمية مراسم الاحتفال واستخدامه كأداة لإدانة إسرائيل.