حذر د. عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء من الدور الصهيونى فى زعزعة الاستقرار فى مصر بإشعال الفتنة الطائفية لتحقيق مخطط صهيونى يستهدف تقسيم مصر لدويلات . واشار ريحان الى ان عاموس يادلين رئيس المخابرات العسكرية السابق بإسرائيل اعترف أثناء إلقائه خطاب إنهاء خدمته وتسليمه لخليفته أفيف كوخافي بمخطط إسرائيل فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى في مصر . وقال الباحث المصرى ان المخطط الصهيونى يسعى الى تأليب الشعب على الجيش وتأليب القوى السياسية على بعضها وتهريب أجهزة دقيقة للتنصت تباع للشباب مكتوب عليها صنع بالصين منها أجهزة لسرقة معلومات الكمبيوتر وسهولة إرسالها لأى مكان فى العالم . وأضاف د. ريحان ان عمق العلاقات بين نسيج الشعب المصرى منذ دخول الإسلام تؤكدها الحقائق الأثرية التى تتكشف يوما بعد يوم وأن المقدسات المسيحية كانت آمنة فى مصر ومنها الأيقونات وهى صور دينية مسيحية لها دلالات معينة وقد حميت من أن تمس بسوء فى فترة تحطيم الأيقونات التى انتشرت فى العالم المسيحى وأوربا فى الفترة من 726 إلى 843م . وأكد فى هذا الصدد ان أيقونات مصر حميت لوجودها داخل العالم الإسلامى بعيدة عن سيطرة أوربا وزيادة على ذلك لم يمنع المسلمون جلب هذه الأيقونات المسيحية من خارج مصر إلى دير سانت كاترين حيث أن عددا كبيرا من الأيقونات التى تعود للقرن السابع والثامن الميلادى جلبت من مناطق كانت تخضع للعالم الإسلامى فى ذلك الوقت . وقال ان المسلمين حرصوا كذلك على إنعاش وحماية طريق الحج المسيحى بسيناءببناء حصون بها حاميات من الجنود لتأمين هذا الطريق وهناك كنيسة مكتشفة داخل قلعة حربية إسلامية وهى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ويعود تاريح الكنيسة إلى القرن السادس الميلادى حين استغل البيزنطيون جزيرة فرعون وبنوا بها فنارا لإرشاد السفن بخليج العقبة لخدمة تجارتهم عن طريق أيلة قبل مجئ صلاح الدين وبناء قلعتهالشهيرة بها . وأضاف انه فى منطقة حمام فرعون التى تبعد 110كم عن السويس تم كشف كهف مسيحى به رسوم لآباء الكنيسة المصرية منهم البابا أثناسيوس الرسولى البطريرك رقم 20 من آباء الكنيسة المصرية الذى عاش فى القرن الرابع الميلادى ولقد هربالمسيحيون لهذه الكهوف بسيناء من الاضطهاد الرومانى وما زال هذا الكهف للآن برسومه الجميلة وكتاباته اليونانية ولم يمس بسوء . وأوضح ان مكتبة دير سانت كاترين تحوى 200 وثيقة أصدرها الخلفاء المسلمون كعهود أمان لحماية الدير والمسيحيين أثمرت فى حماية الدير وكنوزه وكل الآثار المسيحية بمصر ولقد بنيت الكنائس والأديرة فى العهد الإسلامى وكان أولها كنيسة الفسطاط التى بنيت فى عهد مسلمة بن مخلد 47-68 ه وتزايد عدد الكنائس فى مصر .ففى نهاية القرن الثانى عشر الميلادى وصل إلى 2084 كنيسة ، 834 ديرا وأن التسامح الدينى الذى قام فى العصر الإسلامى لم تكن تعرفه أوربا فى العصور الوسطى بل أنها لم تعرفه إلاّ بعد الثورة الفرنسية .
