فخور بأني كنت حراميا وتبت،أنا أول واحد في العالم يطبق شرع الله على نفسه ، دون حكم قضاء، لذلك استحق لقب "التائب إلى الله". ليست فقرة من نص مسرحي ، أو جملة في قصة قصيرة ل"أديب مبدع"..أنت الآن تستمع إلى شاب مصري من "ثوار الميدان"، تحديدا "علي عفيفي" القادم من "ميت حبيش" القبلية بطنطا، محافظة الغربية، أرهقته السرقة ، وأعيته حتى حولت حياته الأسرية إلى جحيم مقيم ، فهداه تفكيره القاصر إلى التوبة على طريقة "ماعز" صاحب رسول الله. "عفيفي" ذلك الشاب مبتور الرسغين ، يروي قصته ل"بوابة الوفد" قائلا : "قطعت يدي الأولى منذ أربع سنوات تحت أحد القطارات بمحطة طنطا، دون الخضوع للتخدير ،والأخرى قطعتها منذ شهور"،بعد صراع بيني وبين والدي ،انتهى إلى إيداعي "مستشفى المجانين"من أجل الإقلاع عن السرقة. ويسترسل الفتى التائب"اعلم أن الغالبية لن يصدقوني ، لكني ادعو المشككين إلى زيارة قريتي والسؤال عن قصتي، وفي ذلك لا أرغب في المساعدة من أحد ،لأني أتقاضى معاشا يكفيني". ويفصح عن ذكرياته قبل التوبة ،والدموع تخالط عينيه قائلا"سرقت ناس كتير ،لكني كنت أسرق وأعطف على الغلابة ، وكنت أشتري للأطفال الهدايا واللعب". "عفيفي" الذي لايقرأ ولا يكتب ،أتى للميدان من أجل حقوق المصريين ، بعيدا عن الإخوان والسلفيين الذين لايقبلون من يخالفهم -على حد زعمه - ، داعيا إلى ضرورة التهديد بالاعتصام حتى "نسيب أعصابهم"..في إشارة إلى الداخلية. أغرب ما قاله "التائب إلى الله" أن الثورة المصرية لن تنجح ،لافتا إلى أن حربا سياسية ستنشب بين التيارات المتناحرة ،قادرة على إجهاضها. ورفض عفيفي الذي شارك في الثورة منذ إنطلاق شرارتها الأولى ، تخوين شباب 6 إبريل ، مشيرا إلى أنهم "أساس الثورة". ووجه عفيفي رسالة إلى الدولة الصهيونية ، قائلا : "لدينا سفارة في اسرائيل، والسفير يتعامل بأدب ،وعلى اسرائيل أن تتعامل بأدب داخل مصر ، محذرا الكيان الصهيوني من المساس بالحدود المصرية". التائب إلى الله ، وصف محاكمة الرئيس المخلوع بأنها "أونطة" ،وأردف قائلا"هيطلع براءة".