ألم يحن الوقت بعد لأن نستيقظ، وندرك ما نواجهه بالفعل من خطر، يكاد يتساوى مع ما كنا نواجهه، عندما كانت سيناء محتلة، والعدو داخل الحدود، يهدد أمننا، فى كل لحظة؟! ألم يحن الوقت بعد لكى ننتبه إلى أن حربا تخاض بالفعل لتحرير سيناء مرة أخرى من محاولة احتلال جديدة، تهدد أمنها واستقرارها أيضا، على نحو أكثر خطورة؟! ألم يحن الوقت بعد للتوقف عن الانشغال طوال الوقت بالانتقام والتشفى، وإفراغ غضب ثلاثة عقود فى لعبة التشكيك والتخوين، والنظر بشكل واضح إلى مستقبل مصر الذى نسيه الكل، وهم غارقون فى الماضى، والتفكير فى المستقبل الذى صار مهددا بشدة، والكل أعمى، لا يرى سوى رغباته ونزعاته ومطالبه الشخصية؟! ماذا ننتظر حتى نصحو من غفوتنا؟! أن تبدأ العمليات داخل مصر نفسها، ونعود مرة أخرى إلى التفجيرات المدنية، ونسف المقاهى والمحال، وحتى المساجد؟! أخبرونى بالله عليكم: متى نصحو من غفوة الانتقام، والغرق فى الماضى؟! أكاد أكون واثقا من الآن أنه لو بدأت موجة التفجيرات فسيخرج علينا البعض ليصر على أنها مؤامرة من المجلس العسكرى، وليست من تنظيم القاعدة الذى زرع عناصره بالفعل بيننا، مستغلا ما نحن فيه من فوضى وتفكك، وانشغال بالمطالب الفئوية، والتشكيك فى كل شىء وأى شىء وتخوين الكل، ما لم يخضعوا لكل مطلب وكل مأرب... الواقع أيها السادة أننا ندمر أنفسنا بأنفسنا، دون أن ندرى أو نعى.... وعندما يبدأ التاريخ فى وصف ما نحن فيه الآن فلن يتفق معه، أو يصفه بالنبل والعظمة كما تتصورون، بل ربما بالغفلة والفوضى والتخبط، لأنه عندما حاق الخطر بالوطن، انشغل عنه الكل باحتقان الجبهة الداخلية، وكأنهم يعملون لصالح العدو، وليس لمصلحة الوطن الذى يصرخون ليل نهار بأنهم يسعون لصالحه، مما جعلهم النموذج الأمثل للمثل الشعبى القديم «أسمع كلامك أصدّقك، أشوف أمورك أستعجب».... الوطن فى خطر أيها السادة... الوطن فى خطر... مصرنا العظيمة العزيزة فى خطر، وعندما ينادى الوطن، ننبذ كلنا خلافاتنا واختلافاتنا، ونتحد يدا واحدة فى مواجهة خطر واحد، يهددنا جميعا، ويهدد أمننا وأماننا، أيا كانت انتماءاتنا، وتوجهاتنا، وأهدافنا، ولست أجد تسمية واحدة محترمة أو مهذبة لمن يغض بصره عن خطر واضح فقط ليثبت ذاته أو وجوده، فى مثل هذه الظروف... صحيح أن التشكيك والاتهام والتخوين صاروا رمز البطولة، فى الفترة السابقة، ولكن الخطر صار على الأبواب، وفى استراتيجية الحروب، هناك ما يسمى بتحطيم الجبهة الداخلية، وهى أحد أخطر أسلحة العدو، فهل سنصحو وننتبه قبل فوات الأوان أم....؟! للنداء بقية.