دعا الزعيم الليبي معمر القذافي أنصاره إلى الزحف بالملايين على المدن المدمرة لإنهاء ما وصفه بمهزلة النزاع الذي يدمر ليبيا، مهنئا انصاره بصد الهجوم الذي شنته قوات المعارضة على العاصمة طرابلس في وقت متأخر من مساء السبت 20 أغسطس/آب. أدلى القذافي بهذه التصريحات في كلمة ألقاها فجر الاحد بعد ساعات من بدء الهجوم على طرابلس وبثها التلفزيون الليبي الرسمي مباشرة، فقد وصف الزعيم الليبي المعارضين ب"الجرذان"، مضيفا ان المعارضين مصممون على تدمير الشعب الليبي. وقال القذافي ان المتمردين يتنقلون بين المدن الليبية ويدعون السيطرة عليها، و"هم يفرون من مدن الجبل الغربي مثل الجرذان"، مشيرا الى ان "المتمردين يخيفون الناس ويجبرونهم على ضم أبنائهم للقتال بجانبهم". واتهم القذافي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمحاولة سرقة النفط الليبي، مشددا على أن هدف الغرب من الحرب ضد ليبيا هو الاستيلاء على النفط. من جهته أكد سيف الإسلام القذافي رفض الاستسلام ورفع الراية البيضاء، مضيفا أن "التمرد" في ليبيا لن يصل إلى أية نتيجة. وفي كلمة مسجلة بثتها القناة الفضائية الليبية في ساعة مبكرة اليوم الأحد وصف سيف الاسلام الثوار ب"الخارجين عن القانون"، وكذب كل الروايات التي تتحدث عن قرب سقوط طرابلس أو سقوط مدن ليبية بيد الثوار، مشيرا إلى أن "كل المعارك التي دخلها المتمردون والنيتو خسروها". وتزامنت هذه التطورات مع سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في طرابلس الليلة الماضية. وكانت وكالة "رويترز" افادت في وقت متأخر من مساء السبت بسماع اصوات اطلاق النار، والقذائف المضادة للطائرات والانفجارات في العاصمة، وتحدث سكان في طرابلس عن قتال في عدة احياء وقالوا ان معارضي الزعيم الليبي يجوبون الشوارع. وأكد ناشط من المعارضة تواصل الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية للسيطرة على قاعدة معتيقة الجوية في العاصمة، مؤكدا وقوع قتلى في صفوف المعارضين. ولا تزال الانباء متضاربة حول آخر التطورات في العاصمة، حيث أكد عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي للصحفيين ان الكثير من القادة العسكريين للقذافي قد تركوا القتال وفروا من طرابلس ليلة الاحد. ونشرت وكالة "فرانس بريس" صورا لآلاف من أنصار المعارضة خرجوا الى شوارع طرابلس تهنئة على ما وصفوه بالبدء بتحرير طرابلس. بدوره أفاد التلفزيون الليبي الرسمي بأن آلاف المواطنين توافدوا الى الساحة الخضراء بطرابلس ليلة السبت على الاحد، للتعبير عن تأييدهم للنظام بعد ورود أنباء عن دخول الثوار إلى المدينة. وأعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة إن المتمردين تمكنوا من التسلل إلى طرابلس أثر صلاة المغرب، مؤكدا أن المتطوعين من الشعب احتجزوهم. وقال المسؤول الليبي ان آلاف المتطوعين مستعدون للتصدي لاي هجوم جديد على طرابلس، مضيفا ان القوات الحكومية منعت وصول جزء كبير من الإمدادات العسكرية إلى الثوار.