اجدابيا (ليبيا) (رويترز) - ذكرت مصادر مستشفيات خسارة المعارضة على الجبهة الشرقية في الحرب الليبية 11 مقاتلا في معارك التى استمرت أمس للسيطرة على الميناء النفطي، ومصفاة النفط في البريقة الاستراتيجية على ساحل البحر المتوسط. وأكدت مصادر في مستشفى بأجدابيا الى الشمال الشرقي إصابة 50 مقاتلا يومي الخميس والجمعة، إضافة إلى مقتل مدنيا واحدا في البلدة شبه المهجورة ،أثر إصابته بصاروخ اطلقته القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي منزلا. وسيطرت قوات المعارضة على المنطقة السكنية في البريقة الجديدة التى تبعد 15 كيلومترا عن منطقة الميناء، وتأمل فى السيطرة على البريقة التي تبعد 750 كيلومترا الى الشرق من طرابلس لتصبح نقطة تحول في حملتها المستمرة منذ نحو ستة اشهر للاطاحة بالقذافي، كما تريد ان تبدأ تصدير النفط من البريقة بأسرع ما يمكن، وذلك فى ظل استمرار القتال عليها منذ أشهر. وقال محمد مفتاح المقاتل في صفوف المعارضة "كان هناك قتال على مسافة قريبة في منطقة الميناء النفطي هذا الصباح، لكن ربما استطعنا الانتهاء من ذلك اليوم، وتتمسك قوات القذافي بالمنشات النفطية، وتطلق صواريخها على مواقع المعارضة" وقال خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي ان قوات المعارضة لم تدخل مدينة البريقة،وابلغ مؤتمرا صحفيا ان اكثر من 20 معارضا قتلوا حول المدينة. وأضاف يتشبث القذافي بالسلطة رغم الحملة الجوية التي تشنها طائرات حلف شمال الاطلسي منذ ما يقرب من خمسة أشهر، ورغم العقوبات الاقتصادية المشددة ،ورغم حرب ممتدة مع قوات المعارضة التي تسعى للاطاحة بحكمه المستمر منذ 41 عاما. ورفض الكعيم إشارات إمكانية استيلاء على الزواية، والطريق الساحلى الرئيسى ،وأضاف أنه أمر مستحيل. وأضاف معركة الغرب أحدى ثلاث جهات كبيرة للمعارضة ضد القذافى، وفى الشرق حول مينائى مصراتة ،والبريقة تعثر القتال فى الأسابيع الأخيرة، بينما تقدم مقاتلو المعارضة بالغرب . وأوضح أن مصراتة وهى ميناء على البحر المتوسط تسيطر على المعارضة يبعد حوالى 500 كيلو متر فى الغرب من البريقة ,بينما تقع الزواية على بعد أقل من 50 كيلو متر غربى طرابلس على الطريق الرئيسى المؤدى للحدود التونسية ,وهو خط إمداد حيوى لليبيا لكن تونس بدأت فى تشديد رقابتها على تهريب البنزين. ومن ناحية أخرى أكد إمكانية حشد المعارضين فى الجبال الغربية , بضعة الآف من الرجال إذا استطاعت توحيد قواتهم المنفصلة. وفى مصراتة قتل ستة مقاتلين من المعارضة فى قتال وقع يوم الجمعة ,إضافة إلى ثلاثة فى غربى المدينة كانوا يقاتلون للسيطرة على زلتين التى تبعد 160كيلو متر شرقى طرابلس, فضلا عن ثلاثة معارضين أخرين فى معارك مع قوات القذافى شرقى مصراتة . وسيطرت المعارضة على مناطق واسعة من الاراضي الليبية ،لكنها منقسمة بشدة ،وتفتقر الى الخبرة، والمكاسب التي حققتها في الشرق يوم الخميس تكسر جمودا استمر عدة اسابيع. وفي غرب ليبيا زحفت قوات المعارضة المتمركزة في المنطقة شمالا نحو بلدة الزاوية بالقرب من ساحل البحر المتوسط ،في محاولة للوصول الى نقطة تجعل العاصمة طرابلس في نطاق مرمى أسلحتها، لكنها لم تتقدم عن المواقع التي كانت متمركزة فيها يوم الخميس. وقالت المعارضة انها وصلت الى قرية بير شعيب التي تبعد حوالي 25 كيلومترا عن بلدة الزاوية التي انتفضت ضد القذافي مرتين هذا العام، لكن قوات القذافي قمعت انتفاضتيها. وأجرت رويترز مقابلة مع ضابط بالمخابرات ألقت المعارضة المسلحة القبض عليه،وقال ان القذافي عزز قواته في الزاوية وهي مدينة نفطية ساحلية بنحو ألف مجند، وأكد عدم وجود أسلحة ثقيلة او مرتزقة افارقة كما تصر المعارضة. وتوقع العميد الهادي العجيلي أن تواجه المعارضة قتالا عنيفا حتى تسيطر على البلد،.واضاف ان القذافي مازال يتمتع بالدعم في طرابلس ومن القبائل الليبية الرئيسية، وهو ما وصفه بأنه امر بالغ الاهمية. وعلى الصعيد الدبلوماسي قال مسؤول حكومي تونسي يوم الجمعة ان اتصالات جرت الاسبوع الماضي بين مبعوثين امريكيين، وممثلين للقذافي على الاراضي التونسية،ولم يعط المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته المزيد من التفاصيل. وفى السياق ذاته التقى مسؤولون امريكيون مع ممثلين للقذافي الشهر الماضي، لينقلوا رسالة الى القيادة الليبية مفادها ان الزعيم الليبي يجب ان يرحل. وقال مسؤول بريطاني انه في مسعى لزيادة الضغوط الاقتصادية والعسكرية على القذافي تستعد عدد من الدول،لان تعلن هذا الاسبوع الافراج عن أصول ليبية مجمدة لصالح المعارضة وأضاف ا "على الرغم من صعوبة التكهن بمتى سيحدث هذا من السهل رصد الضغوط تتراكم على القذافي والمسألة مسألة وقت قبل ان يجبر على التخلي عن السلطة." وفي تشديد للقيود المفروضة على القذافي أعلنت تونس يوم الخميس ان قوات الجيش تقوم بدوريات عند محطات البنزين للحد من عمليات تهريب البنزين الى ليبيا، وعطلت العقوبات الدولية ،والصراع الدائر في ليبيا وصول امدادات الوقود المعتادة الى المناطق التي يسيطر عليها القذافي. وقال مختار بن نصر المسؤول بوزارة الدفاع التونسية في مؤتمر صحفي ان القوات المسلحة تقوم الان بدوريات عند محطات البنزين في جنوبتونس، وذلك بهدف منع تهريب زيت الديزل، والبنزين الى ليبيا.