حتى فى أمر كهذا.. لا يحترمنا اتحاد كرة القدم.. فيخرج لنا سمير زاهر، رئيس الاتحاد، عبر إحدى الشاشات ليؤكد أن قرار إلغاء الهبوط هذا الموسم قرار صائب فى ظل الظروف التى صاحبت استئناف الدورى بعد ثورة 25 يناير.. بينما عزمى مجاهد عبر الموقع الرسمى لاتحاد الكرة يؤكد أنه ليس قرارا وإنما مجرد توصية سيبحثها مجلس إدارة اتحاد الكرة فى اجتماعه المقبل.. ويقول زاهر أيضا إنه قرار تم اتخاذه بموافقة جميع رؤساء أندية الدورى الممتاز التى طلب منها اتحاد الكرة التصويت على هذا القرار.. لكن جلال إبراهيم، رئيس الزمالك، لا يوافق على القرار واشترط إنهاء المسابقة بالشروط نفسها التى بدأت بها أو الربط بين إلغاء الهبوط وإلغاء اللقب فى الوقت نفسه.. وعزمى مجاهد لايزال يؤكد أنها توصية والله وحده يعلم ماذا سيقرر الاتحاد بشأنها.. بينما عفت السادات، رئيس الاتحاد السكندرى، بدأ يدفع المال وُيتم تعاقداته مع عدد من اللاعبين سيستعين بهم فى الموسم المقبل مع مدير فنى أجنبى جديد، بل بدأ السادات ترتيب إقامة احتفال ضخم ببقاء النادى السكندرى العريق فى الدورى الممتاز. ولست هنا أتحدث عن الصدق أو الكذب وضرورة احترام الناس وإعلانهم بالحقائق بشكل واضح ومحدد ومباشر.. وإنما فقط أناقش دواعى ونتائج هذا القرار الذى لا أحسبه قرارا صحيحا أو صائبا أو عادلا أيضا.. وسأفترض صدق سمير زاهر فى كل ما قاله عن الأندية التى وافقت جميعها.. فهل كان منطقيا أن يلجأ اتحاد الكرة للأندية لتقرر هى الذى يبقى أو يرحل.. فاتحاد الكرة، الذى يرفض بشدة أن يترك للأندية حقها الطبيعى والمطلق والمؤكد فى بيع حقوق بث الدورى، هو الذى تنازل فجأة عن سلطته المؤكدة فى نظم وقواعد مسابقته.. ليؤكد لنا الاتحاد أنه أعجز من اتخاذ قرار بنفسه كسلطة حاكمة للكرة المصرية.. وإنما يلجأ أحيانا لسلطة أعلى كالمجلس العسكرى وأحيانا لسلطة أقل هى الأندية التى من المفترض أن يدير هذا الاتحاد مسابقاتها.. والسؤال الآن يتعلق بالثمن الذى قبضه بعض هذه الأندية مقابل موافقته على إلغاء الهبوط.. هل هو إلغاء المادة 18 التى كانت تهدد بقاء بعضها، أم إلغاء غرامات وعقوبات مالية سابقة.. أو صفقات أخرى لم نعرفها بعد؟ وهل يدرك مسؤولو الاتحاد أنهم، بتصرفهم هذا، أهدروا كل قيم العدالة مستقبلا؟ أحب من الآن أن أطمئن جماهير الإسماعيلية وبورسعيد والمحلة بأن فرقها فى أسوأ الظروف لن تهبط بعد الآن وترحل عن الممتاز.. لأنها لا تملك حقوقا أقل من جماهير الاتحاد فى الإسكندرية.. وأرجو ألا تغضب منى جماهير الإسكندرية العاشقة لناديها الجميل، ولكننى بنفس منطقها وحزنها وغضبها لا أقبل بعد اليوم أن يبقى كل أهل الصعيد بلا ممثل لهم فى الممتاز رغم كل ما قدمه الصعيد لمصر.. وكل الناس فى الدلتا والبحر الأحمر وسيناء والواحات.. فطالما أصبح الحساب بالناس لا بالنقاط ونتائج المباريات.. فلابد من تغيير شكل المسابقة وكل قواعدها.. وإذا قال لى أحد الآن إنها ظروف استثنائية خاصة بثورة يناير.. فسأقول له إنها ثورة قامت لتنهى الظلم لا لتمنحه الشرعية.. وإن بقى الاتحاد فى الممتاز.. فلابد أن تبقى فى الدرجة الثانية تسعة أندية لعبت فى الظروف نفسها، منها: بنى عبيد والحامول ومطروح وزفتى فى الدلتا والوليدية والواسطى فى الصعيد.. وكلها تمثل مدنا ولها جماهيرها التى تفرح وتنتمى لها.. ولست الآن منزعجا من دورى مصرى جديد سيصبح الوحيد فى الدنيا الذى يضم عدداً فردياً من الأندية، مما يعنى أن هناك إجازة إجبارية لناد واحد كل أسبوع.. وستهبط ستة أندية بنهاية الموسم المقبل.. ومن المؤكد أن جمهور الاتحاد الذى يعيش الآن فرحة مؤقتة وزائفة لا يملك أى ضمان بالبقاء لأنه لم يتغير شىء على أرض الواقع.. ولا قرر أحد مناقشة كل الأوضاع الخاطئة وجرائم الكثيرين التى انتهت بالاتحاد إلى مثل هذا المصير.