تحدث الكاتب المخضرم روبرت فيسك فى مقاله اليوم، الأربعاء، بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لدول الخليج، وقال إنه يريد دعم دول الخليج للمتمردين فى سوريا، لكنه يتساءل: «أى متمردين؟ الناعمين الآمنين أم هؤلاء الإسلاميين "الإرهابيين" المرعبين؟» ويتساءل فيسك أيضا عن أساب عدم تسليح السعودية للميليشيات المناهضة للشيعة التى يؤيدونها فى سوريا. يقول الكاتب إن «كيرى» أمضى وقتا بائسا فى الخليج، فكان عليه أن يحبهم جميعا، الملوك والأمراء، فهو يحتاج دعمهم ضد الرئيس السورى بشار الأسد، لأنهم يرسلون بالتأكيد المال والسلاح للمعارضة، متسائلا: «أى معارضة تلك العلمانية الآمنة المتمثلة فى الجيش السورى الحر، أم «الإسلاميين» المرعبين الذين يقاتلون الأسد أيضا، ويتناورون فى عدة آلاف من الياردات». وتابع الكاتب «كيرى قال للعالم إنه الآن لديه ضمانات أكبر بأن الأسلحة ترسل إلى الجماعات المعتدلة فى سوريا». وقال فيسك «ربما تكون هذه الضمانات موجودة بالفعل لكنها بلا قيمة. فلو كانت قطر والسعودية ترسلان أسلحة للمعارضة، فكيف يمكنهم تصنيفهم، ليس لجماعة النصرة أو الجماعات الإسلامية الأخرى، ولماذا لا تدعم العائلة المالكة فى السعودية، الميليشيات المناهضة للشيعة فى سوريا». ويرى فيسك أن «كيرى» ليست لديه أى فكرة عن الإجابة على هذا السؤال على ما يبدو، وقال «إن بشار فقد الآن شرعيته، ألم يحدث هذا قبل عامين». وأضاف: «ليس هناك وسيلة لإعادة هذا، لكن لو أن السعوديين والقطريين يقدمون الأسلحة لسوريا، بينما لا يستطيع الأمريكيون السيطرة على من يحصل عليها، فمن سيكون الحكام الشرعيين لسوريا فى مرحلة ما بعد بشار. كل من فى الخليج مستاءين من الأسد، لكن هل تنوى قطر والسعودية إقامة ديمقراطية على النظام الغربى فى سوريا».