ذكرت مصادر صحافية مصرية أن المشير محمد حسين طنطاوي - رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة - أبلغ المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي خلال استقباله بالقاهرة أمس على رأس وفد ليبي رفض مصر الكامل لإقامة أية قواعد عسكرية لحلف الأطلسي "الناتو" الذي أعلن انتهاء العملية العسكرية في ليبيا منتصف ليل الاثنين، بعد سبعة شهور من انطلاقها. وحسبما نقلت صحيفة "المصريون" عن مصادر لم تسمها فإنه على الرغم من إعلان الحلف إنهاء العملية العسكرية رسميًّا - على ضوء قرار مجلس الأمن في الأسبوع الماضي الذي صوَّت بالإجماع لصالح إنهاء كل العمليات العسكرية الدولية بالبلاد - إلا أن هناك معلومات مؤكدة تحصلت عليها مصر تفيد ببقاء أعداد كبيرة من قوات وخبراء حلف الأطلسي في ليبيا لدراسة واختيار المواقع التي يمكن أن تكون مستقبلاً لإقامة قواعد عسكرية. وبحسب تلك المصادر، فإن حلف الأطلسي طلب من المجلس الانتقالي الليبي الموافقة على إقامة عدة قواعد عسكرية بليبيا بالقرب من الحدود الغربية المصرية، وذلك مقابل تسهيل الإفراج عن دفعات من الأموال الليبية المجمدة في المصارف الأمريكية والأوروبية للبدء في مرحلة إعمار ليبيا. يأتي ذلك على الرغم من نفي الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوج راسموسن الاثنين الماضي في طرابلس ما تردد عن نية الحلف إقامة قواعد عسكرية له في ليبيا، واصفًا إياها ب"الادعات المغرضة". وقال راسموسن في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي في طرابلس: "ليس لدينا أية نية لوضع جنود على أرض ليبيا أو فرض قواعد على أراضيها". وكان المستشار عبد الجليل قد أجرى محادثات مع المشير طنطاوي في زيارة هي الأولى منذ قيام الثورة الليبية، تناولت علاقات التعاون بين البلدين، وأكد عبد الجليل أن الشركات المصرية والعمالة المصرية ستكون هي صاحبة النصيب الأوفر في إعادة الإعمار وإعادة تأهيل وتشغيل بعض آبار ومصافي النفط الليبية. وقالت المصادر: إن المباحثات قد تشمل أيضًا أن تضطلع مصر بإعادة تدريب وتأهيل قوات الشرطة الليبية، وبعض كتائب الجيش، وقدم المجلس الوطني الانتقالي الليبي الشكر للمجلس العسكري والحكومة والشعب المصري على الدعم الدائم والمستمر الذي تقدمه مصر للشعب الليبي في كافة المجالات .
