نشرت صفحه "أنا آسف يا ريس" المؤيدة للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مقالا على صفحتها الرئيسيه شبهت فيه مبارك بخليفة المسلمين عثمان بن عفان. وانتقد النشطاء المقارنةَ التي عقدها أنصار مبارك بين الثورة الشعبية التي أجبرته (مبارك) على ترك الحُكم أوائل العام الجاري بعد 18 يومًا من الاحتجاجات السلمية، وبين أحداث الفتنة التي وقعت أيام الخليفة الثاني لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأدت إلى استشهاده. وأكد عدد كبير من أولئك النشطاء الذين تصدوا لما كتبه أنصار مبارك أنه لا وجه للمقارنة بين الحالتين التي يفصل بينهما نحو 1400 عام، وأشاروا إلى أن الخليفة عثمان لم يكن حاكمًا ظالمًا انتشر الفساد في عهده وتغلغل بجميع أركان دولته، ولم يؤذ شعبه، أو يساهم في قتله سواء بالمبيدات المسرطنة أو برصاص القناصة بميدان التحرير. وشبّه المقال ما حدث أيام الخليفة عثمان بما حدث عندما حاصر الشعب المصري مبارك في قصره، موجهين المقال إلى كل من يهاجم مبارك ويصفه بالفساد، وأنه خلع من منصبه ويتفنن في إهانته، معتبرين أن الشعوب العربية تنساق إلى مخطط جديد للشرق الأوسط، واضعةً صورة لمبارك بدا فيها أنه يرتدي ملابس الإحرام. وافتتح المقال ب"ألا تذكروا سيدنا عثمان بن عفان، أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد خلفاء المسلمين بعد رسول الله، والذي تجمّع عليه الخوارج بأعداد كبيرة ليقتلوه، وليعزلوه من منصبه، وقد قاموا بحصاره أيضًا في منزله مثلما فعل الشعب المصري بالرئيس مبارك حينما دخل عليه أبناء الصحابة للمرة الأخيرة، وطلبوا منه أن يسمح لهم بالدفاع عنه". فأقسم عثمان -رضي الله عنه- على كل من له عليه حق أن يكفّ يده، وأن ينطلق إلى منزله، ثم قال لغلمانه: من أغمد سيفه، فهو حرّ، فأعتق بذلك غلمانه، وقال رضي الله عنه إنه يريد أن يأخذ موقف ابن آدم الذي قال: "لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ(28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ" {المائدة:28،29}. فكان آخر الناس خروجًا من عند عثمان -رضي الله عنه- هو الحسن بن علي رضي الله عنهما". واعتبر المقال أن موقف الخليفة عثمان بن عفان يشبه إلى حد كبير موقف مبارك عندما حاصر الثوار قصره، زاعمين أنه رفض إعطاء أوامره للحرس الجمهوري -المعروف بولائه له- أن يطلق النار على المتظاهرين، حتى ولو أحضروه من على فراشه، "ألا يذكرنا هذا المشهد أيضًا عندما ذهب ثوار يناير إلى الرئيس مبارك في قصره مهددين إما أن يرحل الآن وإما أن يدخلوا عليه القصر ويحضروه من مكانه، وحينها كان بإمكان قوات الحرس الجمهوري التي يعرف عنها الولاء للرئيس مبارك، التعامل مع المتظاهرين خارج القصر، ومنع أيًا من كان من الدخول، أو حتى الاقتراب من القصر بجميع الوسائل، حينها رفض الرئيس مبارك تورط أي شخص أو أي من القوات في طلقة مع أبناء الوطن الواحد، وقال حرفيًا لا تطلقوا النيران حتى ولو أحضروني من على فراشي". يُشار إلى أن المؤيدين لمبارك -الذي يحاكم بتهم قتل المتظاهرين وتهم فساد- يمثلون حالة استثنائية مثيرة للجدل على الساحة المصرية، ويعملون من أجل "رد الاعتبار لمبارك"، الذين يصفونه بالوالد والقائد والزعيم. ويرى كثيرون أن الجماعات المؤيدة للرئيس السابق -وخاصة جماعتي "أنا آسف يا ريس" و"أبناء مبارك"- يتحركون بدعم مالي من أعضاء الحزب الوطني (المنحل) ورجال الأعمال الفاسدين المرتبطين بنظام مبارك. القدس العربي