قال المتحدث الرسمي باسم حركات المقاومة الشعبية, أحدي المنظمات التي شاركت في عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط, أن منظمته ليس لديها أي نية لكشف تفاصيل الظروف الأمنية التي تم أسر شاليط فيها حتي بعد إطلاق سراحه. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية, أن ما قاله أبو مجاهد يتناقض مع ما أعلنه رجال المنظمات التي شاركت في إختطاف شاليط عن قرب بث فيلم وثائقي يثبت أن شاليط لم يتعرض لأية مضايقات وتلقي معاملة حسنة علي مدار السنوات الخمس التي أسر فيها. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن فكرة بث فيلم وثائقي بعد إطلاق سراح شخص ما بعد اختطافه ليست جديدة. فحتي في صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله في سنة 2004, بثت المنظمة "الشيعية" اللبنانية فيلم قصير ظهر فيه الإسرائيلي الوحيد المخطوف, الحنان تننباوم, يحكي عن المعاملة الجيدة التي تلقاها من حزب الله. وفي لقاء مع "معن" التي نشرت مساء اليوم شارك إسماعيل رضوان, مسئول بارز بحماس, وقال أن حماس راضية عن صفقة تبادل الأسرى, ولكنه أكد أيضا أن حماس ستستمر في نشاطاتها إلي أن تحرر كافة الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وعلق رضوان عن إحتمالية كشف حماس لتفاصيل المكان الذي احتجز به شاليط طوال السنوات الخمس, حيث قال, "لا نعرف شيئا عن هذا الأمر, هذا شأن أمني, والمقاومة هي من تقرر في هذا الشأن". كما أكد أنه حتي بعد إنهاء صفقة شاليط, "ستظل مشكلة المعتقلين علي رأس أولويات حماس والقوات القومية والإسلامية, حتي يتحرر أخر أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية". وتابعت الصحيفة الإسرائيلية أن وكالة الأخبار الفلسطينية "معن" نشرت تقارير أيضا بأن حماس قد أعلنت أسر الأسرى في مخيم اللاجئين شمال قطاع غزة, بأن أبنائهم سيعودون لمنازلهم في إطار صفقة تبادل الأسرى. وقد هنئتهم بعثة حماس التي زارت تلك الأسر علي قرب إطلاق سراح أبنائهم. وقد غادر رئيس المكتب السياسي لحماس, خالد مشعل, والذي أعلنت منتصف الأسبوع الماضي عن فخره بإنتهاء صفقة تبادل الأسرى, القاهرة مع رئيس البعثة التي صاحبته. وقد إلتقي مشعل خلال زيارته لمصر برئيس المخابرات المصرية, مراد موافي, والذي يعتبر من أبرز الشخصيات التي ساهمت في إتمام الصفقة, وناقشه في طرق تنفيذ عملية تبادل الأسرى الذين وافقت عليهم إسرائيل. وفي هذه الأثناء, أعلن مصدر دبلوماسي مصري أنه في إطار صفقة تبادل الأسرى, التي ستطلق إسرائيل سراح 1000 أسير و 27 أسيرة بموجبها, نجحت مصر في التأكد من أن يكون بين المفرج عنهم 550 أسير ينتمون لحركة فتح التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية, محمود عباس أبو مازن. ووفقا للتقرير, فإن هؤلاء سيكونون الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الثانية من الصفقة, أي بعد حوالي شهرين من المرحلة الأولي. يذكر أنه في الأيام الماضية إنتشرت شائعات بأن صفقة تبادل الأسرى تم تخصيصها لتدمير أبو مازن, علي خلفية توجهه للأمم المتحدة بطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية, كما زعم بعض أعضاء فتح أن حماس- والتي ستظهر علي أنها مخلص الشعب الفلسطيني والذي أتي بالخلاص لبعض الأسرى - تستقوي علي حساب فتح. وحتي الأن مازالت صحة ما نشر غير مؤكدة. من المفترض أن تطلق إسرائيل في المرحلة الأولي من الصفقة سراح 450 أسير تم تحديدهم في الإتفاق مع حماس, من ضمنهم منفذي عمليات تفجيرية في إسرائيل. ووفقا للإتفاقية فإنه من المفترض أن تحدد إسرائيل هوية ال 550 أسير الباقيين, ربما بالتنسيق مع مصر.