أغارت الطائرات الحربية على مدينة الرستن بالأمس مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، حيث سقط 27 شهيدا في الرستن خلال يومين فقط، على خلفية العمليات العسكرية التي تقودها قوات الجيش السوري ضد المنشقين. وأضاف أحد الجنود لوكالات الأنباء أن المدينة تتعرض لحرب شاملة، إذ أنها محاصرة كليا بالفرقة 14 مدرعة والفرقة 18 مدرعة ووحدات من الفرقة الرابعة مدرعة، كما تتعرض لقصف الطائرات والمدفعية الثقيلة. وفي حمص أحكمت قوات الجيش الحصار على جميع مداخلها ومخارجها وأقامت الحواجز الأمنية لمنع من وصفتهم بالعناصر الإرهابية المسلحة من الفرار ، واستمرت عمليات الدهم والاعتقال في أحياء المدينة، حيث اعتقلت قوات الأمن 32 شخصا في الخالدية، وسقط طفل وفتاة برصاص الأمن في البياضة، كما عثر على جثة شاب في حي الشماس. وقد شنت قوات الأمن حملات عسكرية أيضا في ريف دمشق وإدلب لترتفع حصيلة الضحايا إلى 47 قتيلا. وعلى الرغم من الروايات الرسمية التي تزعم القبض على عناصر إرهابية مسلحة في الرستن، فقد أعلنت كتيبة خالد بن الوليد عن نجاحها في التصدي لعدة هجمات قامت بها فرق الجيش النظامي على المدينة، كما أعلنت عن قيامها بعدة عمليات نوعية استهدفت دبابات ومجنزرات عسكرية. وإثر تصاعد تلك الأحداث سجلت مدينتي حلب ودمشق أكبر المدن السورية والتي لم تنضم إلى الانتفاضة الشعبية حتى الآن، خروج مظاهرات بالأمس نصرة للرستن المحاصرة منذ الاثنين الماضي، وقد نجحت المظاهرات في الخروج في عندان بحلب، وردد المتظاهرون " يا رستن حنا معاكي للموت ". وفي سياق متصل يستعد السوريون واليمنيون اليوم للخروج في مظاهرات تحت اسم " جمعة النصر ليمننا وشامنا "، وقد اتفقت تنسيقيات الثورة في البلدين على توحيد اسم جمعة اليوم، نظرا لما تتعرض له الثورتين من قمع غير مسبوق. كما دعا نشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي للخروج في مظاهرات أمام السفارات السورية في الدول العربية للتنديد بما تقوم به قوات الأسد من جرائم بشعة وانتهاكات إنسانية بحق الشعب السوري.