أكد د.بدر شافعي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في إطار تقييمه لفعاليات أسبوع "الشعب يقود ثورته" والتي دعا لها "التحالف الوطني لدعم الشرعية" أنها شهدت تحولا نوعيا إيجابيا واضحا في مسار حركة الاحتجاجات السلمية فقد انتقلت من الميادين الكبيرة إلى الشوارع الرئيسية والفرعية والشعبية، وأصبح التركيز على المناطق الشعبية التي تتيح التواصل الحي المباشر مع الناس والاختلاط بهم في قراهم وأحياءهم، مما يجذب هؤلاء من "حزب الكنبة" للانضمام لها، مما يكسر حاجز الخوف مع تزايد الأعداد وتزايد قوتها وتأثيرها، فالتظاهرات السلمية قوتها في عددها وفي التكثيف كما وكيفا لحركتها والتواصل مع الأغلبية الصامتة غير مسيسة. وبرأي "شافعي" في حديثه ل"الحرية والعدالة" أن هذه المسيرات والفعاليات تنجح تدريجيا ومع الوقت في التأثير في هذه الشريحة الهامة وهي"الأغلبية الصامتة" غير المسيسة والتي تتأثر بالإعلام، وحين تصلها المسيرات تنقل لها واقعا مختلفا عما تراه بالفضائيات وهي شريحة ليس لها موقف مبدئي من الانقلاب ولكن تنتقل لها من إعلام الانقلاب صورة غير صحيحة، لذلك مع الوقت يتزايد التأثير فيهم بنقل صورة مغايرة تشكل صورة ذهنية جديدة لديهم. ويرى "شافعي" أن المسيرات الشعبية نجحت في إيجاد ما يمكن تسميته ب"الإعلام الشعبي" حيث توفر المسيرات المتمركزة بالقررى والأحياء فرصة للحوار والنقاش وشرح المواقف فوفرت إعلاما بديلا عن إعلام النظام ووضع صورة جديدة وحقائق جديدة وهذا أهم تغير نوعي حققته للآن. واعتبر "شافعي" أن هذا النمط من الحراك يعكس التعويل من قبل مؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب على قوة الموقف الداخلي وليس الخارج والتعويل على كسب مزيد من التأييد من شرائح جديدة، ويساهم في هذا برأيه ما يقع فيه سلطة الانقلاب وحكومتها من أخطاء وسياسات تزيد تعقيد الحياة المعيشية ومعاناتهم خاصة شريحة العمال وما تعانيه من احتجاجات فئوية غير منظمة وهؤلاء لاحقا إما يظلوا وحدهم أو ينضموا لآخرين رافضين للنظام ولكن ذلك يستغرق وقتا. وحول مظاهرات الصعيد أوضح "شافعي" أن قطاع كبير من المجتمع المصري رافض للانقلاب سواء بالصعيد أو غيره من المحافظات خرجت لاستشعارها أنه تم إهدار أصواتها الانتخابية وإرادتها الشعبية وقيم الديمقراطية التي استشعرتها ومارستها، وهؤلاء يجدون إعلام لا يعبر عنهم وعن وجهة نظرهم خاصة بالقاهرة. ورصد"شافعي" مشاركة أناس عاديون بالفعاليات غير مسيسيين بدأت تنضم للتظاهرات ليسوا من الإخوان، مشددا على أنه لا يجوز اختزال الثورة الشعبية المتنامية فقط في الإخوان وحدهم، بل إننا إزاء حركة شعبية كبيرة غير منظمة لا أحد يسيطر عليها وتنضم لها فئات أخرى لأسباب معيشية أو لأخطاء الانقلاب ونظامه أو للدفاع عن مكتسبات وطموحات الثورة.